الـﭘـطريرك ساكـو مشرقي وثلاث إخـفاقات في كـنيستـنا الكـلـدانية ــ الحـلقة الثالـثة ــ

المسألة الأولى …. ( قـبْـلَ ثم مُـنـذ ) تـنـصيـبه ﭘـطريركاً ، عـرَضنا أمامه وطـلـبنا منه وتـوَدَّدناه وتـرَجَّـينا السماء ونادَينا الملائكة من أجـل أن يقـبل بمسألة كـنسية صِرفة تـوحّـد الأخـوة ضمن القانـون الكـنسي والمسيح نـفـسه يوصي بها ، يـبتهـج بها كـل مسيحي ويغـتـبط لها أي إنـسان ، حـتى الغجـر الـذين لا تهـمُّهم يفـرحـون للأمر ، والأهم وقـبل كـل ذلك إنها محـسومة في أروقة الـﭬاتيكان ، ولكـن بدلاً من تأوينها فإنه عـرقـلـَها ، وعـوضاً عـن قـبولها رفـضَها ظناً منه أنه في ساحة مسابقات الـ ( رﮔـبي ) مهمته عـرقـلة اللاعـب ومنعه من الوصول ورمي الكـرة إلى خـلف خـط الخـصم ! .

فـتـصوَّرها بطولات ميـدانية سيربحها ، وأنـواطاً في رقـبته يعـلـقها ، سـواءاً كانت إرضاءاً لفلان أو هـواجـس شخـصية لا أعـرفها ! وبعـد أنْ فـلـتـتْ من بـين يـديه بـفـضل الخـيـرين في سنهادس 2013 ورُفِـعَـت إلى روما ! صار يخـطط لـنـصب عـوائق في طريقها من أجـل إرباكها وصولاً إلى غايات مرسومة له مِن قِـبَـل آخـرين مساوميه …. لكـن الحـق إنبثـق بعـناية إلهـية وجاء بما لا تـشتهي السفـن المَشرقـية ! فـمَن ذا الـذي يقـف في طريق المشيئة السماوية ؟ لـقـد فـرضتْ إرادتها وإستـقـرّتْ الأمور إلى مبتغاها الرصين رغـم كـره الكارهـين بقـرار من قـداسة الـﭘاﭘا نـفـسه في 11 كانـون الثاني 2014 تلألأ فـيه إسم مار باوَي مطراناً في كـنيستـنا الكـلـدانية ، فأصاب غـبطته بإخـفاق لا يتـوقـعه …… (1) .

وللـتـذكـير ــ وإنْ فات أوانه ــ نسأله : أما كان الأفـضل لك حـلحـلـتها بنـفـسك لـتـسجِّـلها نـقـطة إيجابـية تأريخـية لصالحـك ؟ فـتـكـبر في عـيون الكـثيرين من أبناء رعـيتـك ؟ سـيـدنا هل نحـن نعـلـّمك ؟ إلى متى تبقى أداة بـيـد كـنـّا ومَنـّا و كـَـﭼّـا و مَـﭼّـا وغـيرهم ؟   

شـنهي الـقـضية يُـبا ؟

يا سيـدنا أنـتـم قـدوتـنا لسنا نطالبكم بالكمال الـذي أوصانا المسيح به ــ 100% ــ ولكـن كـونـوا قـريـبـين منه …. طيب وبعـد كـل الـذي فات ، لا تحـفـر خـنـدقاً حـول هـذه المسألة من أجـل محاصرتها وبالتالي …. !! ؟؟ تـرا ما ظل واحـد غـشيم بهـذا الزمان ….

فالرجـل إستـقـر والآخـرون إستـقـرّوا وأنت إستـقـريتَ ، يكـفي أخي يكـفي ، الـدنيا ما تـسوى ، لسنا بحاجة إلى الـتـكـلم بلغة الـتحـدّي القانـوني ، ولكـن لصالحـك نـقـول سـوّي خـير وذب بالشط ! حـتى ( فـرضاً ) إذا كـنا نبخـل عـليك أنْ نـذكـر دورك الإيجابي ، فإنـنا عـلى الأقـل لن نـتجـرّأ عـلى ذِكـرِ أيّ دَور سـلـبي لك بل سنـتجاهـله ….  

لقـد قـلـتـها بنـفـسك : الـيوم المطران فلان وغـداً غـيره ، إذن الصراع لمَن ؟ أتـرك الأمور تأخـذ مجـراها الطبـيعي لا أنْ تحـشر بصورة مفـتعـلة مصطنعة مفـبركة ….. وقـد لا تـصدّقـنا إذا قـلـنا : كم نـشـتاق إلى كـتابة مقال نرفع به إسمك عالياً ولكـنـك لست تـتـيح لـنا فـرصة مشجعة .

القـضية الثانية …. وبعـد المسألة الأولى التي لم يقـبض غـبطته منها شيئاً وشعَـر بالإحـباط .. أدخـل نـفـسه في صراع ثاني لم يكـن مضطراً إليه ( بأدلة وبراهـين ) ولكـنه يريـده متـنـفـساً لرغـباته في ممارسة سلطـته ..

قـضية الرهـبان والكهـنة … فـقـد قـرر ونـشرَ وفـضحَ وهـدّد وطرد كأنه إمبراطـور لا يعارضه أحـد ، دون إكـتـراث بجهات عـليا قادرة ، حـتى واجه علامة (STOP ) الحـمراء من آمـر نـقـطة الـتـفـتيش ، إفـتح حـقـيـبتـك ! .

سـيـدنا إحـنا نعـزّك ولكـن لا تـسـوّي نـفـسك ما تـدري

يا سـيـدنا أنت في غـنى عـن كـل ذلك ، لك موقـعـك الأبـوي وحـوارك الأخـوي ونـقاشـك المنـطقي وخـزينـك الأكاديمي ومنـصبك العالمي ، ولكـنـك إستـثـمرت أكـثرها في أمور ليست مهمة بمستـوى أحـداث الساعة ! … هـل تـرى الأمر معـقـولاً ( مثال ) أنَّ راهـبا غادر وطنه لأسبابه الخاصة وبعـلم الرؤساء قـبل أكـثر من عـشرين عاماً وخـدم طيلة تلك السنين وحـتى الآن في أبرشيات بأمانة وإخلاص .. أن تأمره أمراً بالرجـوع إلى العـراق جـبراً ؟ ولماذا إنـتـظرتَ سنـتين بعـد إستلامك مكـتب الـﭘـطريركـية ؟ طيب حجـتك الظاهـرية أن الـناس بحاجة إليه ، آمنا بالله ــ والناس يغادرون تـباعاً ! ــ ولكـن يا أخي (أولاً) إن الكهـنة والرهـبان الـذين لـبَّـوا نـداءك وجاؤوا عـنـدك ( إنخـدعـوا بأسلوب تهـديـدك لهم ، ولم يتـوقـعـوا قـرار روما لصالحهم ! ) ومع ذلك ها هم الآن جـميعهم خارج العـراق !! (ثانياً) ستـرسل كهـنة غـيرهم من العـراق إلى الخارج وليس العـكـس … إذن غايتـك لم تكـن حاجـتـك إليهم وإنما تـركـيعهم لتـكـتـمل شـخـصيتك بإجـرائـك هـذا وتـُـشبع رغـبتـك … إنـك تبخـل عـليهم تـطـلعاتهم الطبـيعـية !! التي لا تـتعارض مع واجـباتهم الكـنسية ولا تجـزّىء خـدمتهم الكهـنـوتية … إنهم ليسوا يتـرشحـون لعـضوية مجالس ﭘـرلمانية إقـتـداءاً بك … فـما رأيك ؟ .  

وقـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس يقـول : أن الأسقـفـيّة ليست منصباً إمتيازاً أو وظيفة شرفـيّة . فالأسقـفـية هي أن يضع المرء عـلى الدوام نصب عـينيه مثال يسوع الـذي ــ كالراعي الصالح ــ جاء ليَخـدُم لا ليُـخـدَم وليَـبـذُلَ نفسه في سبـيل خرافه .

ورغـم معـرفـتـك أنّ فـوق كـل قادر قـدير ، لكـنـك تجاهـلتَ حـقهم القانـوني في الإستـئـناف عـنـد الكـرسي الرسولي حـتى جاءك أمرٌ بتعـليق أوامرك ، أتـرتـضي ذلك لـنـفـسكَ ؟ فـكان إحـباطاً وإخـفاقاً لك للمرة الثانية ! ….. (2)

والآن نـحـﭼـي  الـقـصة الثالـثة طـگ بـطـگ : المطرانين الوقـورَين مار سـرهـد ومار باوَي ….. دعـني أذكـِّـرُكَ بمقال لي نـشِـرَ بتأريخ 12 كانـون الثاني 2015جاء فـيه :

 (( أما كانت نـتـيجة الأولى ( مار باوَي ) عِـبرة كافـية لـتـقـْـدِم عـلى الثانية ( الرهـبان والكهـنة ) ؟ ولم تـقـبض شيئاً … ولم تـكـن النـتـيجة لصالحـك بل قـرارَين إيجابـيَـين من قـداسة الـﭘاﭘا لصالح سان ديـيـﮔـو! ولهـذا حـين تـقـدِم عـلى جـولة ثالثة ضع الكـرسي الرسولي في ذاكـرتـك ولا تـنـس ؟ ولا تجـبرنا عـلى إستـئـناف مرة أخـرى؟ )) إنـتهى

ولكـنـك كـنت مصراً إلاّ أنْ تـذهـب إلى روما يوم 17 شـباط 2015 وفي جعـبتك ( أحلام يقـظتـك ) عـريضة بَصَمْتَ عـليها بإبهامك ( ويتحـمل مسؤوليتها كـل مَن يشاركك ) أخـذتها إلى مجـمع الكـنائس الشرقـية تـطـلب فـيها ــ ﮔـوتـرا ــ إصدار أمر إستـقالة مار سـرهـد ومار باوّي ويتركان قـيادة الرعـية في الأبرشية حـتى تلعـب بكـيفـك !… لكـن بفـضل مسيحـيَّـتـك وأخـوّتـك ولكـونـك إنساناً خـيِّـراً ، لا تـتـركـهما تائهـين بل هـيأتَ لهما وظيفة مناسبة في الحـيرة للحائـرين ، وزنـوبـية للـزنـوبـيّـين وتـدمر للمـدَمِّـرين !….  

سـيـدنا هل أنت تحـلم ، أم بك شيئاً ؟ ما الـذي إستـفـدته من تجَـشمك عـناء سـفـرتـك الأخـيرة  ؟ مَن سمعَـك ؟ هـل قـبضتَ شيئاً ؟ لـقـد أخـفـقـتَ للمرة الثالثة !…….. (3) .

ولويش هاي الزحـمة يا أخي ؟ أنتَ ﭘـطريرك نـضعـك داخـل قـلـوبنا ، ولكـن الـيوم روما تـنـظر إلى سـيادة المطران سـرهـد كأنه ( عـميـد المطارنة ) خـبـير بارز في كـنيستـنا الكـلـدانية والـدليل ألولو ! حـين طلبَـتْ منه تـنـقـيح قـداسك الإستـثـنائي ! أتـدري بـذلك ؟ إنـك تـدري وتستغـشم وتـقـول عـنه أنه لم يطـبقه ، كـيف يطبقه إذا كان ينـقـحه ؟ يا أخي شـوية منـطق حـين تكـتب ( أنت بحاجة إلى مستـشارين بـدون ذيل ) … لو كـنتُ أنا كاهـناً عـنـدك في أبرشيتـك ما كـنتُ أطبقه ، ليس تمرداً كما تـمرّدتَ عـلى المرحـوم دلي ، وإنما تـفاهماً ، وروما تـفـصل بـينـنا .   

ومن جانب آخـر ، قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان بنـفـسه وافـق عـلى سيادة باوَي سـورو مطراناً في كـنيستـنا الكـلـدانية ويؤدي خـدماته الراعـوية في كـنيسة مار ﭘـطرس الرسول / سان ديـيـﮔـو ، وفـخـرياً ( مطراناً لـفـورزيانا اللاتينية ) شمال إفـريقـيا ، رغـم أنـف المعـرقـلـين . … وغـبطتـك تريـد إزاحته من سان ديـيـﮔـو ، أستحـلـفـك بالرب الـذي تعـبـده ، عـلى أي منـطـق تستـنـد في خـططك ؟ أخاف هاذي هم تـدخـل ضمن إللي ما تـنـسى ….. !! ؟؟ يا سـيـدنا لا تخـلـينا نحـﭼـي ، أحـلفـلك بعـدد دَﮔـات ﮔـلـبـك أعـرف بـيـك .

وإذا كانت خـططك في خـير الرعـية ، أذكـرها لـنا فإن رأيناها صحـيحة نحـن نـسانـدك ونرفع رايتك حـتى الـنهاية … وإذا قـلتَ هـذا مو شغـلكم ستسمع جـوابنا الشافي لغـبطـتك .

يا سـيـدنا أبهـذه السهولة تـتخـيـل وتـقـنٍع نـفـسك أن روما ستـلبّي أمنـياتـك السلطوية وتـقـول لك : سمعاً وطاعة يا ﭘـطريرك ساكـو لا يظل بالك وما نخـلي بخاطرك وتـدلـل .. مار باوي نعـيّـنه عـضواً في مجـلس محافـظة زنـوبـيا ، ومار سـرهـد في كـشـكـر .. والحـيرة للحائـرين مستـقـبلاً ………….. بس نريـدك أنت راضي ومقـتـنع ، ليش كم ساكـو عـنـدنا ! .

نحـن الفائـزون

يا سـيـدنا كـن واقـعـياً كافي أحلام … أما إذا كـنت غـير مقـتـنع بما أنت عـليه الآن وتـشعـر بأن ( التركة ثـقـيلة عـليك ــ كما صرّحـتَ بلسانـك ) فإنـك حـر وسيـد نـفـسك ولست مجـبراً عـلى حـملها … مَنـخِـثْ كـَـرتا مْخاصُخ و نـوخ …… بل لـقـد وجـدتَ الحـل المناسب لـنـفـسك بنـفـسكَ في مقابلتك المنـشورة بتأريخ 1 آذار 2015 مع ( Baghdadhope website ) حـين قـلـتَ : 

  http://vaticaninsider.lastampa.it/en/world-news/detail/articolo/iraq-iraq-irak-caldei-chaldeans-caldeos-38847/

 

He announced that if indeed the Holy See does not back the Patriarchate, he himself will step down as the position “would be devoid of meaning and would remain merely a title, which I do not care about.       ...…..

 أعـلن ( الـﭘـطريرك ساكـو ) أنه إذا كان حـقا الكـرسي الرسولي  لا يـدعـم الـﭘـطريركـية ، فهـو سوف يتـنحى عـن المنصب … ” الـذي سيكون خاليا من المعـنى ،  وسيـبقى عـنواناً لا يهـمني ”  ...…..

يا تـرى ، هـل كان وعـدك بهـذا التـصريح جـسّاً للـنبض كما فـعـل جـمال عـبـد الناصر بعـد هـزيمة 1967 ! حـين أعـلن إستـقالته (  لكـن ما ينـطـيها ! ) فـخـرجـت الجـماهـير تـرفـض إستـقالته ؟ …

من جانبنا لا نـقـبل أيضاً ! بل سنخـرج ونهـوّس ونـصيح ونعَـيِّـط مثـلما هـتـفـوا لعـبـد الرحـمن عارف في عام 1966 بعـد عـودتهم مباشرة من دفـن أخـيه في المقـبرة ، ونـقـول :

الـﭘـطريرك إحـنا نـريـده ، الـﭘـطريرك إحـنا نـريـده ….

فـنحـن الآن بالإنـتـظار … لـنرى إنْ كـنت لا تـزال عـنـد وعـدك … أم عـنـدك خـطـوة مغايرة مقـبلة ؟ دمت بخـير .

**************

إنـتـظروا الحـلـقة الرابعة : الـﭘـطريرك ساكـو المشرقي ، دَوره في ﭘـطريركـية بابل للكـلـدان

وخـطابه المقـبل في مجـلس الأمن

 

 بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *