العِراقُ بَينَ مَطْامِعْ – بدوالصحراء-و-أفاعي التلال- و- سراق الماعز-؟


شواهد وأدلة ناصعة ملأت المأثورات بالأدلة الكتابية الذي قدمته لنا النصوص المسمارية القديمة تؤكد بأنه لمْ تشهد أي بلاد في العالم مثل ما شهدته بلاد الرافدين من العز والمجد والغنى والحضارة والفنون ,أنه العراق مولد التأريخ وتناسل العصور ,أول من رفع القواعد و البنيان تحت القبة الزرقاء.!

أن العالم كله يدين له بالفضل الولاء,هو مهد الحضارات الأنسانية السامقه التي أزدهرت على ضفاف الفرات ,وفي ظلال النخيل تنطق كل ذرة تراب سومرية ألبسها الطين رداءاً جميلاً من شظايا الرسوم و رموز الحروف المسمارية ,يتدفق سحر الطبيعية –عروس البادية- في أنامل قيثارة سومرية, أسم العراق ذكرته بشكل مذهل عجيب المصادراليونانية والرومانية والكتب المقدسة التوراة و الأنجيل و القرآن وتغزل به شعراء العرب والفرس وخصوه بالرخاء والخير.!
لقد سجل التأريخ البشري لنا أول حرب دارت بين بلاد الرافدين مع جيرانهم العيلاميين الطامعين ,أنتصر فيها الملك السومري أولا , لكن هذه الحرب مَثلَت قلقاً وأنذاراً في أزدياد التوسعات و الأطماع من الجيرانً؟
كانت دافعاً للسومريين بالحفاظ على سلامة أراضيهم من هجمات الأعداء, وأيقاف أستغلال هذه القبائل للأوضاع وللظروف السياسية لتوجيه هجمات وغزوات على المدن الحضارية فعمدت الى تقوية الجيش ونشره لتأمين الحدود وطرق التجاره. وقد شكل السومريين والأكديين أتحادا وأقاموا مملكتهم المشتركه وتعايشوا سلميا مع الأكديين القادمين كمهاجرين من أطراف الجزيرة العربيه-حاليا- لكن العيلاميين سيطروا أخيرا على بلاد الرافدين وخربوا عاصمتهم –أور- في حدود2003قبل الميلاد,وقد أصاب بلاد سومر دماراً فادحاً وأصبحت أبنية أور تلالاً من الأنقاض لاتصلح للسكن.
وقد شكى أمير دلمون-البحرين الحاليه- عذاباته ومشاكله الى ملوك السومريين وآلهة بلاد الرافدين لمساعدته وأيجاد الحلول له خاصة من مشاكل بدو القبائل المجاوره-بدو جزيرة العرب– وقد وجد المنقبون الآثاريون في مدينة –نفر-قرب الديوانيه جنوب العراق- رقماً طينية فيها مراسلة طريفة جداً.؟؟ من أمير دلمون-البحرين-خادم الألهه- الى الملك السومري-ملك نفر- أن بدو الجزيرةأهلامو– عدائيين لا يتحدثون الا بمنطق العنف والسلب والنهب؟ و لايتكلمون عن الوفاق ؟ ولم يستجيبوا لنصحي,وطلب من الملك السومري تأديبهم وردعهم بقوه الجيش.؟
وقد وصف القرآن فيما بعد هؤلاء-الأعراب
بالذم لتوحشهم و قساوتهم وبعدهم عن المدنية والتحضر كونهم بعيدون عن الأستقرار .؟ دعاءاً عليهم بنحو مايضمرونه من الحقد والرياء وغيره – قال تعالى –عليهم دائرة السوء-
ولم تكن معاناة العراق –بلادالرافدين- من هجمات القبائل الطامعة المعادية من أطراف الصحراء فقط , بل من القبائل الكوتية المتوحشة الذين قدموا كالسيل الجارف من التلال والجبال و من سفوح جبال زاكروس وهاجموا بلاد سومر وأكد في الوسط والجنوب,وصفهم السومريين- جن الجبال وأفاعي التلال– وشن حفيد سرجون الأكدي حملات كاسحة ضد قبائل الكوتيون,ولكن هذه القبائل المتوحشة أستمرت في هجماتها على المدن المتحضرة فسيطروا عليها واحرقوا الأبنية والمعالم الحضارية فيها, و دامت سيطرتهم عليها قرابة مائة عام منذ 2223 وأتخذوا من مدينة –أرانجا– قرب كركوك الحالية-عاصمة لهم.فحكموا بالحديد والنار وجعلوا البلاد حالكة السواد وجلبوا الدمار والخراب.؟ لكنهم في النتيجه لم يتمنكنوا من التكيف ولم ينعموا بالأستقرار في أراضي الوسط والجنوب المنبسطة لأنهم أعتادوا السكن في التلال الجرداء والجبال؟
تجاوزت بلادسومر وأكد هذه المحنة بطرد الكوتيين وأعادوا البلاد الى أشواط جديده من الحضارة والرقي والفن والعمران والتجارة والبناء والأستقرار,ما يدلل على أن الظلم والهمجية التي مارسها الكوتيون-أفاعي التلالوسراق الماعز– وغيرهم من القبائل المتخلفة –بدوالصحراء– وغيرهم ممن هم من أصول غامضة قبائل رحل وجبليون ليس لهم في التأريخ أو الحضارة الأنسانية أي موقعٍ يُذكَر على مر العصور والأزمان,فلم ينجح هؤلاء بالأستقرار والأندماج مع مجتمعات بلادالرافدين المتحضرة الأصيلة.؟
وقد وجدت أشعار عذبه رقيقة المشاعر باللغة السومرية في مدح كَوديا-بعد طرد الكوتيين-المتوحشين- وكان الملك السومري كَوديا بمثابة الأب الحنون لشعبة..؟
مضمونهابنى كَوديا معبداً وعلّا صرحه الى السماء,للأله –ننكرسو- فيه أسبغ النورعلى الوطن,أحفظه يارب,أوقد ناراً في معابده وبنورها كانت تضيء المدن والوطن..!!!

بقلم : صادق الصافي

النرويج

You may also like...