العراق الى اين؟

 

لا يزال العراق في حيرة من أمر حدوث تحقيق الديمقراطية والمساواة، وحوادث حل الازمات، بمعنى هل قد حصل الانسان العراقي بالفعل على تحقيق وعود المسؤولين من جهة العدل وكمال الشركة في الحقوق، ام ان الفوضى والغبن وعدم المساواة لا تزال امام الانسان ليستوعبها بتغيير اخر جديد في زمن يحدده المخلصون في زمن قيامة الساعة؟

وقد مضى ما يقرب عشر سنوات ولم يستقر العراق على حل، ولكن حيرة السلطة مردود عليها، لأن ببعض البصيرة والوعي نجد ان الشركة الحقيقية بين الشعب والسلطة يحدث من خلال الاستقرار نتيجة تطبيق الديمقراطية والمساواة والعدل، وهي مستمرة ولن تكمل إلا بتطبيق الدستور والقانون وحق المواطنة. الانسان العراقي لم يترك نهائيا الامل رغم الصعوبات في الامن والمعيشة والهجرة على امل انه سيأتي فيما بعد. والانسان له قابلية تحمل الصعاب زمن معين وثم يثور او يجبر السلطة على تحقيق حقوقه للعيش بكرامة وراحة بال وامن ومساواة. ولكي يُشبع روح الشعب العراقي بمفهوم العدل والحرية، يربطها باستمرار الوصاية السلوكية للسلطة في مضمون تحقيق مطامح الشعب العراقي، وهذا الطابع في الربط بين الشعب والسلطة الوطنية تعتبر وثيقة عراقية تقدم الواجبات اللازمة لإنسان يسعى لدخول اجواء الديمقراطية والمساواة.

والخطورة ان يأتي وعد من السياسيين من عام 2003 ويقولون: ان الديمقراطية مطبقة من خلال اجراء الانتخابات، فيحرم الانسان من السعي والرجاء والعمل من اجل الاتي، او ان يقولون ان الحرية مطبقة، فيصيب الانسان بإحباط شديد إذ ان كل قوة الحياة العراقية متركزة في انتظار مجيء العدل والمساواة والحرية والديمقراطية، لأن الواقع مخيَّب لكل الامال، ورجاء الشعب هو حي بالتطبيق الفعلي لمفاهيم حقوق الانسان. يعجبني المثل الذي قاله السيد المسيح: “من الانبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تيناً؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة، واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية .. فإذا من ثمارهم تعرفونهم.” نريد (السياسيون) شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة للشعب.

صدام حسين كان مسيطرا على الشعب وقاد البلد الى الهاوية بسبب حروبه وانتهى بتدمير العراق وتدمير الثروة الوطنية. هل وعى الشعب الى القيام بالتصحيح لما فقدوه لسنوات طويلة من التضحيات والعيش بالتعاسة؟ هل كان هناك نقدا ذاتيا؟ الانسان العراقي بحاجة الى النقد لمعرفة الخلل وتصحيحه، لكن غياب النقد ادى الى الانحطاط وهدر حقوقه وضياع السلام والأمان وفقدان الحرية والعدالة.

ان فشل السلطة في تحقيق مطامح الشعب خلال هذه السنين كانت نتيجة التركيز على الطائفية وفقدان التوازن الاقتصادي للبلد والعدالة مما ادى الى ضياع كنوز البلد وهدر ثرواته بمشاريع وهمية لا اساس لها على ارض الواقع.

ارى آن الاوان المحاسبة والفحص لبناء عراق جديد وتحقيق الحرية والديمقراطية والمساواة ووقف نزيف الهجرة من اجل كرامة الانسان.

قرداغ مجيد كندلان

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *