الشباب  … مفتاح السلام الحقيقي

 

كرم كامل – القوش

السلام ابداً لا يأتي عبر القاء القنابل

السلام الحقيقي يأتي عبر تنوير الناس وعبر تعليمهم ان يتصرفوا بأسلوب مقدس …… ” كارلو سانتانا”

من هذا المنطلق وعبر الحوار يعيش الانسان السلام الحقيقي الذي طالما حلم به كل شخص منا، لكن الوصول اليه قد يكون صعباً ما لم تضعه كهدف امام عينيك.

ذلك السلام الذي يجب ان نعيشه وسط تلك الاماكن المزدحمة والمليئة  بالضوضاء ومشاكل الحياة كي نشعر به، لأنه يعد الركن الاساس والمهم في الانفتاح بين شرائح المجتمع كافة دون تمييز في اللون والعقيدة والشكل، فالشباب لديهم دور في نشر هذه الرسالة الى العالم، كتلك الرسالة التي ينتظرها العاشق من حبيبته، فهل بمقدور الشباب تحقيق السلام الحقيقي الذي نتحدث عنه؟

يعد السلام في مقدمة القيم الإنسانية الرفيعة بغياب كل ما له علاقة بالعنف، فالشباب شريحة واعدة ومرتبطة بالمستقبل تسعى إلى تحقيق العديد من الاهداف وتميل إلى العيش في السلام والاستقرار .

لهذه الشريحة الشبابية المهمة في المجتمع دور فعال وطاقات عالية والاهتمام بهم يعتبر من الواجبات المهمة لانهم ثروة قيمة نتيجة اختلاطهم الكبير والانسجام الواسع مع جميع فئات المجتمع مما يجعلهم اداة فاعلة ومفتاح لنشر السلام و روح المحبة بين الشرائح المتنوعة التي تكون ذلك النسيج الملون.

وهنا يجب ان يتعامل الشباب فيما بينهم الى عيش السلام الحقيقي ليكونوا قادرين على صناعته من خلال اصرارهم بأي ثمن كان، فعليهم زرع بذور المحبة والتسامح، والمساواة وإرواءها بمثلهم الصالح ولغتهم المهذبة وحوارهم وثقافتهم  والانفتاح على الأخر.

ولكي ترسى أسس بناء السلام ينبغي على الجميع التعاون والمشاركة وبذل كل الجهود بأمانة وإخلاص وحيادية والعيش المشترك، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على الثقة والنية الصادقة، وفهم الأخر كما هو دون الإجبار والإكراه. وان هذا الامر بحاجة الى تقوية العلاقات على اسس حضارية  ومن ثم تقوية العلاقات الإنسانية.

ولتحقيق السلام من خلال الشباب لابد من اقامة الفعاليات والنشاطات المشتركة بالاضافة الى المهرجانات التي تعني بالسلام لخلق اجواء يستطيع من خلالها الشاب ان ينشر السلام من اعماق قلبه ومن ايمانه عندما تحل المحبة مكان الحقد والضغينة من خلال الكلمة الطيبة والخطب البعيدة من لغة التهديد والتكفير ومد الجسور والسعي لكسب النخب التي ايضاً لها دور داعم وضروري في عملية صنع السلام، و التي بدورها ستنقله الى الاجيال القادمة نتيجة التربية والتوعية والارشاد من خلال الوالدين لأبنائهم وللاجيال القادمة.

ان التنوع هذا ينتج من خلال عقد اللقاءات الشبابية و المؤتمرات والندوات التي لها الاثر الاكبر في نشر ثقافة السلام وبناءه عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والتي تشجع على الحوار والانفتاح مع الاخرين، لثقتهم بأنفسهم، وبأنهم قادرون على تغيير العالم ومن هنا سيكون بمقدور الشباب تحقيق السلام الحقيقي الذي نحن بحاجة له.

كرم الالقوشي – القوش

29 تشرين الاول 2015

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *