السيد نمرود بيـتو يصف تواجد القوات الأمريكية بصمام أمان للمسيحيين والأقليات ؟؟

استنبطنا العنوان من خبر أو تصريح منشور على موقع السومرية نيوز جاء تحت عنوان ( تجمع التنظيمات الآشورية يعتبر وجود القوات الأميركية في العراق صمام أمان للأقليات ) للإطلاع الرابط ( 1 ) وقبل أن اعلق على ما ورد في هذا الخبر  ( ودائما التعليق يكون من وجهة نظري الشخصية القابلة للخطأ أو الصواب ) لابد أن أضيء قليلاً على ما  اقرأه واسمعه وأشاهده في وسائل الأعلام العراقية والعربية والأجنبية والتي لا القي عليها أي عتب في تخبطها باختيار العنوان المناسب أو توخي الدقة فيه, والسبب بسيط أن ما زرعته الأحزاب والسياسة نجني ثماره اليوم الذي يتمثل بضياع الهوية للمكونات المسيحية الأصيلة الموازي لانقراض شعب و وقوفه على حافة الهاوية إلى جانب التخبط والمزج بين الشأن المسيحي والشأن القومي  ..قبل فترة وجيزة أيضا وبمناسبة افتتاح المتحف السرياني في عنكاوا نشرت جريدة الشرق الأوسط خبر تحت عنوان ( المتحف السرياني في عنكاوا ..تداخل الثقافتين الأشورية والكردية ) للإطلاع الرابط ( 2 ) وفي متن الخبر توجد عبارة  “وعلى الخصوص شخصيات بلدة عنكاوا من رواد النهضة الأشورية “..مما حدا بمديرية الثقافة السريانية بنشر توضيح على الغلط الكبير الذي أوردته الصحيفة..واليوم تتكرر الحادثة مع قناة السومرية ….ولدي العشرات من الأمثلة على تخبط وسائل الأعلام , مثلا بات تعريف المكون المسيحي يتم بمصطلح ( كلداني سرياني أشوري ) أما الأرمن فهمم لا يمتون بصلة للمكون المسيحي كما أن الاعتماد على المصطلح المذكور والترويج له يحمل أبعاد سياسية بحتة ليس ألا ( وفي غاية في نفس يعقوب ) !! ما عساني ألا أن أقول شكرا للتركة الثقيلة التي أورثتنا إياها الأحزاب الشقيقة التي مارست سياسية الاحتواء للمكونات المسيحية الأخرى وإبرازها لمكون واحد وهي مازالت اليوم ترسخ لتلك الممارسات  ولكن بنهج و ملبس الوحدة الرث ..
ارجع إلى تصريح السيد نمرود بيتو لقناة السومرية . السيد المذكور هو الأمين العام للحزب الوطني الأشوري وشغل منصب وزير السياحة في حكومة إقليم كردستان السابقة التي ترأسها السيد نيجرفان بارزاني وبعد تشكيل تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية – السريانية – الأشورية بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة تم تكليفه ليكون الناطق الرسمي لهذه التنظيمات , يعني أن الرجل لديه خبرة كافية في العمل السياسي  وهو موضع ثقة للجميع مما أهله ليكلف بمهمة الناطق الرسمي !! أن كل ما يصدر عن السيد نمرود يعبر عن توجه التجمع والجميع من  ( يونادم كنا , أبلحد افرام , روميو هكاري وضياء بطرس ..الخ ) يقول في التصريح :-  ( وأكد بيتو، أن “المسيحيين في العراق لديهم مخاوف كبيرة من تراجع الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الأميركية، كما أن الأداء الحكومي ضعيف في مجال حماية الأقليات”، معتبرا أن “وجود القوات الأميركية في الوقت الحالي صمام أمان للناس الذين يواجهون الظلم وبالأخص الأقليات الدينية والقومية”. )
سيدي الكريم أن أبشع الجرائم التي حدثت للمسيحيين في العراق تمت أبان تواجد القوات المحتلة ولعل اقرب الأمثلة ما حصل لهم خلال فترة احتلال القوات العثمانية  فهل ننسى سنة 1915 ومذابح السيفو وأيضا ما حدث للمسيحيين خلال تواجد القوات الانكليزية التي جاءت بصفة محررة ولعل اقرب مثال صارخ على ذلك هو سنة 1933 ..هذه دروس من التاريخ يجب أن تكون حاضرة دائماً في أذهان السياسيين المسيحيين اليوم !!
أريد أن أقول لك يا سيد نمرود… ثمان سنوات مضت على تواجد القوات الأمريكية  جرت خلالها أبشع الجرائم وأفظعها تجاه مكونات الشعب العراقي المختلفة ونال المسيحيين منهم والأقليات نصيباً كبيراً من تلك الجرائم خلال تواجد هذه القوات التي تصفها بأنها صمام أمان للمسيحيين والأقليات عن أي صمام تتكلم ؟؟  تم تفجير الكنائس لأكثر من مرة في مختلف محافظات العراق وتم تفجير بيوت المسيحيين وباصات نقل الطلبة , اختطاف الكهنة وقطع الرؤوس اختطاف المطران فرج رحو وقتله , مضايقات للعمال والموظفين المسيحيين , فرض الجزية , اختطاف وطلب فدية , انتهاك حرمات , التهجير ألقسري , التخويف والترهيب , التمثيل بالجثة , التغيير الديموغرافي لقرانا جاري على قدم وساق , أين كان صمام الأمان طيلة تلك الفترة ولماذا لم يحرك ساكنا من كل ذلك ؟؟ أليس معنى صمام الأمان انه الخط الأخير الذي يتحرك ليحافظ على ما تبقى ويوفر السلامة والحماية ؟؟ حولت القوات الأمريكية كلية بابل للفلسفة واللاهوت إلى قاعدة عسكرية عنوة ودمرتها , القوات الأمريكية فتحت باب المتحف العراقي أمام السراق وهو يحوي ارث العراق ألتأريخي ومنه ارث الكلدان والأشوريين , قامت القوات الأمريكية بتدمير مدينة بابل التاريخية !!  .. أ لم تكن جريمة سيدة النجاة تصورها طائرة أمريكية ولم تحرك ساكنة القوات الأمريكية ( الصمام ) ؟؟  تواجدت القوات الأمريكية في كل مكان من العراق وقامت ببعض عمليات ألأعمار في تلك المناطق ألا في المناطق المسيحية التاريخية لم اسمع أنها قامت بذلك !!
من فشل في حماية المسيحيين والأقليات خلال فترة طويلة عمرها 8 سنوات سيكون فاشلاً أيضا حتى و أن تم التمديد لتواجده سنة أو سنتين  .. هل استندت على هذه المعطيات والحقائق التي تنافي تصريحك ؟؟ كيف تكفل استمرار تواجد القوات الأمريكية هو صمام أمان للمسيحيين في التمديد المبطن الذي تطالب به ؟؟ المسيحيين الذين تذكرهم بأن مخاوفهم تزداد, يريدون تفسيرا عن ذلك واشك أنهم يتفقون معك بشأن المخاوف ؟؟ على الناطق الرسمي الذي يتكلم باسم المسيحيين أن يضع المشهد المسيحي أمام أنظاره بصورة عامة كتواجد المسيحيين في البصرة وبغداد وكركوك والموصل لا ينطلق في تصريحاته من منطقة تواجده وتواجد المسيحيين في إقليم كردستان  فقط ؟؟ فكلنا يعرف العصيان المدني الذي شهدته الموصل لإخراج الاحتلال وكلنا شاهدنا استعراض جيش المهدي وخطابات التيار الصدري المنادية بإخراج القوات الأمريكية ..مثل هكذا تصريحات يا سيد نمرود قد تكون أضرارها أكثر من فوائدها وخاصة أنها تأتي في وقت متأزم واحتقان سياسي ملموس واختلاف حاد وعميق على ملف تنفيذ الاتفاقية أو التمديد.كلنا يتذكر الأزمة العراقية السورية التي وصلت إلى حد سحب السفراء بسبب تصريحات الناطق الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ وكلنا يلتمس حالة السخط من تصريحاته عن ميناء مبارك ومثل أخر هو السيد حيدر الملا الناطق و المتحدث عن القائمة العراقية التي تجد تصريحاته إشكاليات كثيرة ..أن الذي يتم تكليفه بمهمة ناطق رسمي لابد أن يتسم بالواقعية والدبلوماسية والحنكة للتخلص من الاحراجات في الملفات الحساسة ..ويضمن الخير للجهة التي يتكلم عنها والتي تمثل قاعدة عريضة من الجماهير.. وبصراحة متناهية أخرى اشك أن قادة التنظيمات والأحزاب تتفق مع ما ذهب أليه الناطق الرسمي للتجمع !! السيد نمرود بيتو المحترم أن كلمة صمام أمان تعني خط الدفاع الأخير كما ذكرت و الذي يتم الاستناد عليه في حالة تقهقر خطوط الدفاع الأمامية  ..والتي حضرتكم يؤكد عليها في حالة المسيحيين والأقليات الدينية يكمن بتواجد القوات الأمريكية هل تفسر لنا كيف ذلك ..؟؟ استناداً على الحقائق التي أبرزتها تواجد القوات الأمريكية في السنين الماضية ؟؟ .. طيب ماذا لو انسحبت القوات الأمريكية !! هل هذا معناه أن تواجد المسيحيين في خطر وحكمتَ عليهم حسب تصريحك بالفناء لأنه صمام أمانهم قد غادر ؟؟
أن صمام أمان المسيحيين والأقليات يكمن بالحل الوطني وبالقوات العراقية والأمنية وتقويتها من قبل القوات الأمريكية  وتجهيزها بأسلحة متطورة و هذا الأمر الذي اتفق معك به في جزء من تصريحك بعد  أن يتم تطهيرها من العناصر المندسة وتصفيتها من الاختراقات والاعتماد على الدستور وإرساء حق المواطنة العادلة لكل عراقي مهما كان معتقده وقوميته وتوجهه السياسي و بناء دولة المؤسسات  وإرساء القانون و تفعيل دور القضاء القوي بدون تمييز , إعطاء فرص عمل دون تميز بالاعتماد على الكفاءة وأيضا بدون تمييز , حرية ممارسة الشعائر الدينية , الحصول على الحقوق المشروعة للأقليات القومية والدينية كجزء أساسي من مكونات الشعب العراقي … لا احد يقبل أن يحمي داره شخص غريب و لا ينتمي إلى ارض العراق..
بصراحة ان  مهمة الناطق الرسمي صعبة واقدر جيداً حجم المسؤولية التي تحملها على عاتقك ولكن قراءتُ تصريحكم هذا مغازلة وانسجام مع راءي الأحزاب الكردية الذي يدعي إلى استمرار تواجد القوات الأمريكية .. ونحن اليوم كمسيحيين بحاجة إلى خلق حالة من التوازن مع التوجهات السياسية المختلفة والتي تؤمن صمام أمان للمسيحيين وبتصريحك هذا فقدت حالة التوازن المطلوبة هذه  كما أن تصريحكم  لا يستند على أية حقائق أو معطيات على الساحة كما انه ينم عن قراءة ضيقة محدودة للمشهد العراقي نابعة من منطقة تواجدكم وتواجد جزء كبير من شعبنا المسيحي على حساب المسيحيين الأخريين في بقية المناطق الأخرى من العراق…أعتقد أنه كان من الانسب ان تلقي الكرة بمسألة الانسحاب او التمديد  الى داخل ملعب البرلمان العراقي
كلمة أخيرة
لا اعتقد أننا سنشهد من سيقول أن تصريحات السيد نمرود بيتو تعبر عن نفسه وهي لا تعبر بالضرورة عن توجه التنظيمات السياسية لان بذلك سيخلق حالة من الإرباك وضرراً كبير على المصالح ؟؟ لكن من الممكن أننا سنسمع بعض التنظيرات أو نسمع أن تصريح السيد نمرود تم تأويله أو فهمه خطاً أو نقله خطأ أو هو لم يعني ما تم نشره !!

سيزار ميخا هرمز
cesarhermez@yahoo.com

الروابط

رابط ( 1 )
http://www.alsumarianews.com/ar/1/22530/news-details-.html
رابط ( 2 )
http://www.aawsat.com/details.asp?section=54&article=618876&issueno=11837

You may also like...