السياحة والآثار تبحث مع ذي قار الاستعدادات الخاصة بزيارة بابا الفاتيكان للمحافظة


المحرر: BK | SZ
الأربعاء 20 حزيران 2012 15:30 GMT

زقورة اور الأثرية في الناصرية

السومرية نيوز/ ذي قار

أكدت وزارة السياحة والآثار العراقية، الأربعاء، أنها بحثت مع الحكومة المحلية في ذي قار سبل تأمين المتطلبات اللازمة لزيارة بابا الفاتيكان إلى مدينة أور الأثرية نهاية العام الحالي، مبينة أن المباحثات شملت أيضاً إمكانية استحداث كلية للآثار في المحافظة والارتقاء بواقعها السياحي وتأمين الحماية للازمة لمواقعها التاريخية للحد من عمليات الحفر العشوائي.

وقال مسؤول إعلام وزير السياحة والآثار حاكم الشمري في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “وزير السياحة والآثار لواء سميسم بحث مع محافظ ذي قار طالب الحسن، الاستعدادات الخاصة بالزيارة المتوقعة للبابا بندكت السادس عشر إلى مدينة أور التاريخية وبيت النبي إبراهيم نهاية العام 2012 الحالي”، مشيراً إلى أن “تلك الاستعدادات تتضمن تأهيل مطار الإمام علي وشق طرق جديدة وصيانة الموجودة منها، فضلاً عن تهيئة بنية تحتية مناسبة للإقامة”.

وكان وزير السياحة والآثار لواء سميسم، كشف في تصريحات إعلامية، في (التاسع من حزيران 2012 الحالي)، عن وجود تنسيق مع دولة الفاتيكان تمهيداً لزيارة البابا بندكت السادس عشر إلى العراق خلال الأشهر المقبلة، وفي حين أكد أن هذا التنسيق بدأ قبل نحو ستة أشهر، توقع أن يزور البابا مدينة أور وبيت النبي إبراهيم في محافظة ذي قار، فضلاً عن أقدم كنيسة في العالم، تسمى “تل كوفي” بنيت في العام 70 بعد الميلاد، في منطقة عرب جبور شرق العاصمة بغداد.

وكان المعاون البطريركي للكنيسة الكلدانية المطران شليمون وردوني، نقل عن البابا بندكت السادس عشر قوله “دعونا نصلي معا من أجل السلام في العراق، حيث آمل أن أتمكن يوما من زيارته، حتى لو لم تكن متوقعة في الوقت الراهن”، وذلك بحسب ما نقلته عنه خدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الايطاليين، في (16 من آذار 2012)، بشأن إمكانية زيارة البابا للعراق.

وأضاف مسؤول إعلام وزير السياحة والآثار، أن “سميسم بحث مع الحسن إمكانية عودة الفرق الاثارية إلى المحافظة، واستحداث كلية خاصة بالآثار في جامعة ذي قار لاسيما مع وجود أكثر من 1200 موقع آثاري محلي فيها”، مبيناً أن “الوزير أطلع ميدانياً على عدد من المواقع الاثارية السومرية التي يرجع تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، في ناحية الفجر (شمال ذي قار)، ومنها تل جوخة وأم العقارب”.

وأوضح الشمري أن “الوزير أعلن خلال الزيارة عن افتتاح نقاط مراقبة للآثار في ناحيتي الفجر والرفاعي وتعيين 200 حارس فيهما من أبناء المنطقة لحماية المواقع التاريخية التي طالما تعرضت إلى السرقة وعمليات الحفر العشوائي من قبل البعض من ضعاف النفوس”، لافتاً إلى أن “الوزارة تسعى للتنسيق مع الجهات المعنية لبناء مراكز شرطة نظامية في المنطقة لما لها من أهمية تاريخية وحضارية وتمهيداً لما ستشهده من تطور سياحي”.

وكشفت وزارة السياحة والآثار في (السادس من أيار 2012)، عن إعدادها خطة تهدف لحماية الآثار العراقية من السرقة والنبش العشوائي، وفي حين شددت على ضرورة اعتماد الخبرات العالمية في مجال التنقيب عن الآثار، أكدت أن خبراء التنقيب العالميين يرون أن الظرف الأمني الحالي غير مناسب.

وفي محور آخر من الزيارة، ذكر مسؤول إعلام وزير السياحة والآثار، أن “وزير السياحة والآثار بحث مع المسؤولين في ذي قار سبل إنعاش الواقع السياحي بالمحافظة”، مؤكداً أن “الوزارة تسعى إلى جعل الأهوار محمية طبيعية تستفيد منها ثلاث محافظات هي البصرة وميسان وذي قار، وتطوير مرسى الزوارق ومتحف الناصرية وغير ذلك من الخطوات التي من شأنها الارتقاء بالبنية التحتية السياحية”.

وتؤلف أهوار العراق أكبر أنظمة الأراضي الرطبة في الشرق الأوسط مع أهمية خصائصها البيئية والاجتماعية والثقافية، لكنها تعرضت إلى الضرر منذ السبعينيات من القرن الماضي، نظراً لإقامة السدود ومن بعد عمليات التجفيف من قبل النظام السابق، وبسقوط ذلك النظام سنة 2003 ، كانت الأهوار بتراثها الثقافي الفريد وتنوعها الحياتي الغني قد “دمرت بدرجة كبيرة”.

وتضررت عموم الأهوار وهجرت معظم تجمعات السكان الأصليين فيها، في حين أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي مشروعاً لتقييم الاحتياجات لإعادة اعمار العراق واعتبار مسألة الأهوار إحدى “الكوارث” البيئية التي يعانيها العراق.

وفي عام 2001، قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتنبيه المجتمع الدولي بشأن تدمير الأهوار عندما قام بنشر صور الأقمار الاصطناعية التي توضح فقدان 90 بالمئة من مساحة منطقة الأهوار، كما أوضح الخبراء أن الأهوار قد تختفي نهائياً من العراق في غضون 3 – 5 سنوات ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الشأن.

وفاقم من صعوبة إعادة الحياة للأهوار شح المياه التي يعاني منها العراق بنحو عام من جراء قيام إيران وتركيا بقطع الأنهر المشتركة أو تقليل الحصة المائية الواصلة للعراق.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *