السويد ترحّل العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم

شعار دائرة الهجرة السويدية


نزار عسكر


تواصلُ السلطات السويدية، ودون ضجة إعلامية، ترحيلها طالبي اللجوء العراقيين المرفوضة طلباتهم، غير آبهة بانتقادات منظمات تدافع عن حقوق الأنسان.

وتجري عمليات الترحيل وفق الأتفاق الذي وقعته السويد مع العراق في شباط 2008، والذي وافقت بغداد بموجبه على أستقبال طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم.

ويعاني طالبو اللجوء المرفوضة طلباتهم من أزمة نفسية حقيقية، بسبب ترك كل ما يملكون وراءهم في العراق، ولم يكسبوا شيئا خلال فترة الانتظار للنظر في طلباتهم، فضلا عن انهم لايحصلون على الكثير من الحقوق على صعيد الرعاية الصحية والأقتصادية والأجتماعية، أسوة بالحاصلين على إذن بالإقامة في الاراضي السويدية.

وتنشر صحف سويدية ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان قصصا مثيرة عما يعانيه طالبو اللجوء العراقيين المرفوضة طلباتهم.
المهندس فراس فوزي أحد طالبي اللجوء العراقيين المرفوض طلبه والذي ينتظر الترحيل، قال لاذاعة العراق الحر إنه بعد وصوله الى السويد بفترة بسيطة وضعت زوجته التي تركها خلفه في سوريا مولودا، وعمره حاليا ثلاث سنوات ولم يره، إلاّ في الصور التي تبعثها اليه زوجته من هناك، حيث تعاني هي الأخرى من ظروف غاية في الصعوبة، حسب قوله.

واستطرد فراس قائلا ان السلطات رفضت طلب بقائه في السويد لاسباب اوضحتها بأن “الأدلة غير كافية لإثبات أن حياتي معرضة للخطر في العراق”،
الموقف السويدي من عمليات الترحيل هذه اوضحه وزير الهجرة السويدي توماس بيلستروم الذي جدد في تصريحات صحفية عزم بلاده على ترحيل كل من طالبي اللجوء العراقيين المرفوضة طلباتهم، مشيرا الى أن حوالي 5 الآف منهم عادوا الى العراق طوعا منذ عام 2008.

يشار الى ان السلطات السويدية تتعامل مع طلبات لجوء العراقيين دون الاخذ بالاعتبار الانتماء الديني أو القومي. فبعد أن أوقفت قبل سنوات منح الإقامة لطالبي اللجوء من أقليم كردستان العراق، فانها تتجاهل الدعوات الصادرة عن كنائس ومنظمات دولية لمراعاة الوضع الخاص للمسيحيين والصابئة المندائين.
وتقول الارملة نضال كريم الياس إنها تلقت حتى الآن سبع قرارات رفض لطلبها اللجوء، وهي تواجه الترحيل الى بغداد مع أطفالها عنوة في أية لحظة. واضافت في حديثها لاذاعة العراق الحر والعبرة تخنقها “أعيش منذ عدة سنوات معاناة كبيرة. حُرمت أبنتي من الجامعة التكنولوجية ببغداد، وأنحرمت أنا من وظيفتي، ومن بلدي الذي كنتُ أعيشُ فيه مرتاحة قبل الأحداث”. واستطردت قائلة “منذ وصولنا الى السويد، نعيش مع كل رفض نحصل عليه مأساة جديدة، وحتى الآن مصيرنا مجهول، وملفنا بيد الشرطة، وفي أي لحظة يرحلوننا الى العراق، الذي يقولون عنه انه آمن، ولكن لم نر فيه نحن أي أمان”.

وقالت السيدة نضال أنها تتمنى آلان، وبعد كل ما عانته هنا، الرجوع الى العراق، موضحة “لقد انتهكت كرامتنا هنا. والعراقي اصبح مكروها أينما ذهب” حسب تعبيرها.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *