الحشد يطلق حملة لإعادة الأملاك “المغتصبة” للمسيحيين في بغداد بدعم من العبادي

 

 


جانب من منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد تصوير (am)

أطلق الحشد الشعبي حملة لإعادة الممتلكات “المغتصبة” في بغداد لاسيما تلك الخاصة بالمسيحيين بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد، بدعم من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، لتكون هي الاولى منذ فترة طويلة لاعادة ممتلكات “المتجاوز عليها” من جهات متعددة تدعي بعضها الانتماء لجهات سياسية.

ويخطط الحشد من خلال الحركة المسيحية في العراق التي تعد احد فصائله لاطلاق حملة اخرى في محافظة البصرة خلال الاسبوع المقبل لاعادة الممتلكات المغتصبة الخاصة بالمسيحيين في المحافظة الجنوبية التي تعد اكبر مصدر للنفط العراقي.

وشهدت العاصمة العراقية خلال الفترة الماضية عمليات استيلاء واسعة بحسب مصادر امنية على الكثير من منازل المسيحيين في المناطق الراقية من العاصمة، خصوصا في منطقتي المنصور والكرادة، من قبل جهات تتحدث بعضها عن علاقتها بجهات سياسية او قوى مسلحة مسيطرة على بعض مناطق العاصمة.

الحملة تستهدف بيوت المسيحيين المغتصبة في الكرخ والكرادة

ويقول عضو هيئة الرأي في الحشد الشعبي، كريم النوري، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الحشد باشر بتنفيذ حملة لإعادة بيوت المسيحيين المغتصبة أو المتجاوز عليها في مناطق المنصور والدورة والكرادة والبياع”، مشيراً إلى أن “عدد تلك البيوت في بغداد قليل جد ولا يتعدى أصابع اليدين، فضلاً عن كونها قديمة جداً، وليس كما روج بشأنها في وسائل الإعلام”.

ويضيف النوري، أن “الحملة لا تقتصر على بيوت المسيحيين حسب، بل وأيضاً البيوت الأخرى التي تم اغتصابها أو التجاوز عليها”، مبيناً أن “الحملة تحظى بدعم رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي”.

ويوضح عضو هيئة الرأي في الحشد الشعبي، أن “دهم البيوت وإلقاء القبض على المتجاوزين، تتم من قبل قوات قيادة عمليات بغداد، بمتابعة قائدها الفريق الركن عبد الأمير الشمري، الذي وعد بمحاربة تلك الظاهرة السلبية بحزم”، مؤكداً أن “الحشد الشعبي لم يدهم أي بيت لأن ذلك ليس من مسؤوليته، لكنه يقوم بتحديدها”.

ويشدد النوري، على أن “المتجاوزين على بيوت المسيحيين ليسوا من الحشد الشعبي ولا ينتمون لأي جهة سياسية أو محسوبين على جهات أخرى، إنما هم جماعات عشوائية وضعاف النفوس”، متعهداً بأن “تشهد الأيام المقبلة حملة واسعة لإعادة البيوت المغتصبة كلها بعد تحديدها”.

ويدعو عضو هيئة الرأي في الحشد الشعبي، المواطنين الذين تم التجاوز على ممتلكاتهم، إلى “تقديم شكاواهم ومظلومياتهم لاتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها بالتعاون مع قيادة عمليات بغداد”.

اعدنا منزلين في المنصور والنعيرية

ويقول الأمين العام للحركة المسيحية في العراق (كتائب بابليون)، ريان الكلداني، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الحركة نفذت حملة لإنهاء التجاوز على بيوت المسيحيين وطرد المتجاوزين وإحالتهم للقضاء بموجب القانون، بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد”، كاشفاً عن “إعادة بيت في منطقة النعيرية وآخر بمنطقة المنصور، بعد طرد المتجاوزين الذين لا ينتمون لأي جهة أو حزب أو لفصائل الحشد الشعبي، كما روج لذلك”.

ويوضح الكلداني، أن “التدقيق أثبت قيام ضعاف النفوس باغتصاب ثمانية من بيوت المسيحيين”، مؤكداً أن “الحملة تركز على بغداد حالياً بأمل شمول البصرة الاسبوع المقبل بعد تشكيل لجنة وإرسال قوة أمنية لإخراج المتجاوزين على أملاك المسيحيين فيها”.

ويذكر الأمين العام للحركة المسيحية في العراق، أن “الحركة لا تمتلك إحصائية بعدد أملاك المسيحيين المتجاوز عليها”، مستدركاً “لكننا طلبنا من المتضررين مراجعتنا وتقديم شكواهم بشأن التجاوزات على ممتلكاتهم للتحرك عليها”.

مجلس بغداد يشكل لجنة لمتابعة الممتلكات المتجاوز عليها

ويرحب مجلس محافظة بغداد بالحملة، داعياً المتضررين إلى تقديم شكاواهم ليتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.

ويقول عضو المجلس، سعد المطلبي، في حديث إلى (المدى برس)، إن “المجلس شكل لجنة خاصة لمتابعة ممتلكات المواطنين المتجاوز عليها بالتنسيق مع دائرة العقارات”، مبيناً أن “المجلس جهة رقابية تقتصر مهامه على رفع الشكاوى الواردة من المواطنين بشأن التجاوز على ممتلكاتهم إلى الجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها”.

وبشأن أن كان هناك اطراف تابعة لجهات متنفذة تقف وراء عملية الاستيلاء على ممتلكات المسيحيين يذكر المطلبي، أن “المجلس لم يتلق أي شكوى من المتضررين لذلك لا يعرف ما إذا كانت هناك جهات متورطة أو أن التجاوز يتم من ضعاف النفوس”.

ويدعو عضو المجلس، المتضررين إلى “تقديم شكاوى للمجلس ليتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة”.

وكانت كتلة الرافدين الآشورية حذرت في (الـ31 من كانون الأول 2015 المنصرم)، من إفراغ العراق من المسيحيين نتيجة الظروف القاسية التي تعرضوا لها وسط “إهمال” حكومي و”إجحاف” برلماني، وفي حين دعت إلى التكاتف بمواجهة “العدو الوحيد” الذي يواجه الوطن ممثلاً بتنظيم (داعش)، حثت على “عدم السماح” للتدخلات الخارجية بتفريق النسيج الاجتماعي الوطني ووضع برامج وتشريعات من شأنها المحافظة على “المكونات الأصيلة” للشعب العراقي.

وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس روفائيل ساكو، شكا أكثر من مرة، آخرها في (السابع من شباط 2016 الحالي)، من التجاوز على ممتلكات المسيحيين من دون أن تتخذ الجهات المعنية أي إجراء لردع تلك الظاهرة السلبية، عاداً أن استهداف “الأبرياء لاسيما من المسيحيين، وتهجيرهم وسلب ممتلكاتهم، مخططاً ينفذ لصالح جهات معينة بهدف إحداث التغيير لصالح مخططات استراتيجية ومصالح كبرى”.

ويعاني المسيحيون العراقيون بعد سنة 2003 من الاستهداف والتهميش لكن الاستهداف الأكبر هو نزوحهم بعد احتلال تنظيم (داعش) للموصل وتعرض بلداتهم لسيطرة التنظيم وتدميره لأقدم الكنائس، ما أدى إلى نزوح و هجرة عشرات الآلاف منهم.

المدى برس/ بغداد

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *