الجيش العراقي.. 91 عاماً من الانقلابات والإطاحة بالدساتير إلى حلِّه في 2003

دبي – نوفل الجنابي


قبل 91 عاماً تأسس في مثل هذا اليوم، السادس من يناير، الجيش العراقي الذراع الأقوى في كتابة تاريخ الدولة العراقية الحديثة التي اتضحت ملامحها في عشرينات القرن الماضي، وتدخّلَ في صناعة القادة وحضّر لهم الانقلابات ليجلسوا على كراسي الحكم مطيحين بالدساتير وثقافة تبادل السلطة.

فحين اصطف فوج موسى الكاظم معلناً قيام الجيش العراقي لم يخطر ببال الجميع، عارضين ومستعرضين، أن هذا الجيش سيحول التاريخ العراقي إلى عجين يشكلها مثلما يشاء.

وفي العهد الملكي تنامت مؤسسته فأصبحت قوة، ودخل حرباً ضد كرد العراق، وشارك بقوة في حرب فلسطين، حتى إن قبور ضباطه وجنوده مازالت شاخصة في جنين.

واستدار ليطيح بالحكم الملكي، ويبيد بعض أفراد العائلة المالكة، مدشناً الجمهورية الأولى، بذكرى دموية يصعب نسيانها، وليصبح عبدالكريم قاسم الحاكم الفرد العراقي الأول، وهو صناعة عسكرية بامتياز.

واستدار الجيش مرة أخرى، وأطاح بقاسم، فأصبح وزير داخليته عبدالسلام عارف رئيساً، واصطحب معه البعث للحكم، لتستفحل المذابح السياسية، ويستدير عارف ليطيح بالبعثيين والجيش أيضاً.

وفي عام 1986 عاد البعث للحكم مطيحاً بعارف الأخ، دافعاً العسكري المتقاعد أحمد حسن البكر إلى الواجهة التي وقف وراءها صدام حسين، الذي صفى بدوره بالاغتيالات وبغيرها مراكز القوى العسكرية صانعة الانقلابات.

وبعدها اعتكف البكر، وأصبح صدام رئيساً، فأعطى نفسه الرتبة الأعلى في تاريخ الجيش، رتبة المهيب الركن، وهو الذي لم يرتدِ الزي العسكري في حياته كلها.

وكان العسكري غير المحترف، صدام حسين، قد زجّ الجيش في أعنف 3 حروب في تاريخ العراق، دامت إحداها 8 سنوات.

وقد عسكر صدام المجتمع العراقي، فأصبح الجيش مؤسسة بيدها السلاح والصناعة والزراعة والتعليم والتنقيب عن الآثار.

وعند سقوط صدام ذاب الجيش في فراغ السلطة، ليأتي بول بريمر، الذي عينه الرئيس الأمريكي جورج بوش رئيساً للإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمار العراق، مطلقاً عليه رصاصة الأمر رقم 1، وهو: حل الجيش العراقي.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *