الجذور التاريخية لكلدانية أهل وهوية ألقوش

”  خاهه عَمّا كّلذايا “

كَثُرَ الحديث عن ألقوش، وحيكت المؤامرات ضد القوش، وشُنَّت الهَجَمات ضد ألقوش، وأصبحت ألقوش مركزاً للصراع القومي، وملعباً للكرة السياسية، وميداناً للنزال، كل حزب يستعرض قوته في ألقوش، ويتصارع الفرقاء لفتح مقراتهم في ألقوش، وألقوش نفسها لا تدري لماذا ؟ نائمة في حفظ الباري والقديسين أمثال قرداغ وناحوم وميخا وغيرهم، ألقوش فقط دون غيرها من القرى والقصبات العراقية، ألقوش فقط دون غيرها من المدن المسيحية ( إن صح التعبير ) حصراً. ألقوش هذه القرية الصغيرة التي تغفو على سفح جبل سمي بإسمها،، ليست بذات موقع جغرافي مهم، ولا يجري في وسطها أنهار ماءٍ، ولا تتصارع على أرضها المصانع والمعامل ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، القوش التي تفتقر لمعهدٍ فني يُبنى على أرضها ليخدم شبابها وشباب المنطقة، ألقوش التي مزّقتها أنياب الجهلة، فمرة يؤشورونها وهي الكلدانية، بينما يتركون قرية الشرفية التي لا تبعد عنها إلا بمسافة قصيرة جداً، فلا أحد يتذكرها، وأخرى يطالب فيها الإخوة الكرد بفتح مقرات حزبية لهم مع العلم لا يوجد  كردي واحد يعيش على اراضيها، ومطالبة من العرب بها، ولا ندري إلى اية جهة سوف تميل، وما زال الصراع القائم على أشده ، وما زالت الأنظار كلها متّجهة إليها، وما زال الكل يكتب عنها، الأعداء قبل الأصدقاء والأبناء، ألقوش التي خانتها كتابات من رضع من ثدييها، القوش التي ظلمها البعض من ابنائها، هذه القوش القلعة الكلدانية الأبية، اليوم يحاول المتصيدون والباحثون في المياه العكرة من تعكير صفاء جو القوش وتغبير هوائها، ببحثهم المزعوم في أصول عشائر ألقوش وكلدانية هوية ألقوش .

أسئلة كثيرة تفرض نفسها وتطلب الإجابة من اصحاب الإختصاص، لماذا ألقوش بالذات ؟ لماذا التعرض إلى تاريخ ألقوش وتراثها ؟ لماذا المحاولات المستميتة للمس بالشخصيات الألقوشية ؟ لماذا التعرض للهوية الكلدانية لألقوش ؟ لماذا كل هذا الهجوم على ألقوش ؟ لماذا التزوير في إنتساب أهل ألقوش، ولماذا لم تقم كل هذه الضجة والغوغاء على قرية الشرفية مثلاً ، لماذا لم يتصارع فرسان الزوعا على آشورية الشرفية ؟وهل سيزاحمهم أحدٌ على ذلك ؟ لماذا ألقوش فقط يحاول الجميع أن يسلبها حقها الكلداني ويصبغها بصبغة آشورية ؟ ولماذا الآشورية بالذات ؟ لماذا لم يقم السريان بذلك وجعل ألقوش سريانية التاريخ والهوية ؟ لماذا لم يطالب بها اليهود بالرغم من وجود مرقد النبي ناحوم فيها ؟ لماذا لم يتم فتح فرع للأحزاب الإسرائيلية في ألقوش ؟ اليس من حقهم ذلك ؟ هل كانت ألقوش القرية الوحيدة التي وقعت تحت نير الإحتلال الآشوري الغاشم قبل سنة 612 ق . م ؟ وهل كانت ألقوش منذ بدء الخليقة ولحد الآن في يومٍ ما عاصمة للإمبراطورية الآشورية ؟ وهل دارت رحى معارك تاريخية كبيرة على أرض ألقوش في زمنٍ ما ؟ هل كانت كنوز الأمبراطورية الآشورية مخبأة في ألقوش ؟ وهل عثروا على مكتبة آشور بانيبال في ألقوش مثلاً ؟  إذا كانت جميع الإجابات ب كلا  وهي فعلاً كذلك، فلماذا هذه الإستماتة لأشورة ألقوش ؟ ما هي الأسباب ؟وما هي الدوافع ؟ ولماذا يقود هذا التيار بعض المرتزقة الكلدان من الذين يعيشون على فتات موائد الزوعا ؟ أو ممن يتوقع أن يرمي لهم إخوتنا النساطرة بكسرة خبز يابسة تتمثل في منصب مدير ناحية أو قائم مقام تلكيف مثلاً او مدير عام في أحسن الأحوال أو مقعدٍ متهرئٍ هزيل يبنون شخصيتهم فيه ويبرزون من خلاله وعلى حساب تاريخ ألقوش وكلدانية ألقوش واهلها ؟        يقول ماريون سلوغت في كتابه ” من الثورة إلى الدكتاتورية ” الفصل الأول ص 21 ” العراق قبل ثورة 1958 : ــ ” لقد كانت المنطقة التي تؤلف ما يدعى الآن العراق الحديث – من الناحية الرسمية – جزءاً من الإمبراطورية العثمانية ولمدة أربعة قرون تقريباً وذلك لحين إنزال القوات البريطانية المرابطة في الهند في الفاو في الأسابيع الأخيرة من عام 1914 .

هذا الإعتراف التاريخي الذي يرفضه الكلداني الباحث في أصول القبائل الكلدانية وغيره، من الذين يريدون تغيير وجه ألقوش الكلداني وهوية ألقوش وأهلها الكلدان الأصلاء النجباء، نقول لمدة اربعة قرون لم تكن القوش وحدها بل كان العراق كله عثمانياً، وقبل القرون الأربعة المنصرمة ماذا كان العراق ؟ أو خلال هذه القرون الأربعة هل كانت ألقوش خارج الإمبراطورية العثمانية وتتبع الإمبراطورية الآشورية ؟ وهل كان هناك أسم للآشوريين والآشورية بعد عام 612 ق . م ؟

يقول المؤرخ أمين زكي بگ في كتابه ” خلاصة الكرد وكردستان ” : ــ الآثوريين إنهم أحفاد كلدانيي بلاد ما بين النهرين الذين هجروا بلادهم الأصلية من جراء مضايقات الفاتحين والمغيرين ولجأوا إلى جبال حكاري منذ عهد قديم جداً ” إذن ضمن هذا السياق وبموجب هذا المفهوم فإن من يدعون أنفسهم اليوم آثوريين هم كلدان الأصل .

قلناها مراراً ونعيدها تكراراً، إن حال ألقوش كحال بقية مناطق العراق، خضعت للإحتلال الآشوري فترة من الزمن وبعدها تم سحقه على يد القوات الكلدانية واصبحت جميع الممالك كلدانية، وقد تغيرت تبعية ألقوش من آشورية إلى بابلية ولكن تبقى هوية أهلها كلدانية، وبعد المسيح أعتنق الكثيرين منهم الديانة المسيحية بينما بقيت فئة منهم على دينها السابق، ولكن مع ثبات الهوية القومية للإثنين، المسيحيين والمجوس هم كلدان، ولكن لا أدري لماذا الإصرار والتباكي على ألقوش ؟ لا أدري هل كانت ألقوش في يوم ما عاصمة للإمبراطورية الآشورية ؟ ولماذا يغفل المتقلبون ويخرس جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم، ومن جاهلهم إلى عالمهم ( هذا فيما إذا كان بينهم عالم ) ومن عاقلهم إلى مجنونهم عن نينوى والشرقاط ويهملون الحضر وغيرها ويتمسكون بألقوش ؟ غريبة !!!!!!! أيها الخرسان ! أيها المكممون !!! أيها الطرشان !!! هل تريدون تكميم الأفواه الصادحة بالحق ؟ لقد فاتكم بأن التاريخ لا يرحم ظلاّمه، ولن يتمكن المتغابون من إخفاء وجه التاريخ الناصع البياض بغربالهم المتهرئ .

لماذا كل هذا العويل والصراخ على ألقوش بأنها آشورية ؟ بينما يسكت دجّالهم الأكبر عن المناداة بتكريت أو  الشرقاط بأنها آشورية ، لماذا لا يوجّه هذا الصراخ والعويل لتكريت مثلاً ؟ هل أن الآثار الآشورية موجودة في ألقوش فقط ؟ هل فرغت نينوى والحضر وتكريت والشرقاط عن الآثار الآشورية ؟ لماذا لا يمزقون ملابسهم ويجرحون خدودهم ويذرفون دموعهم ويملأون الدنيا بعويلهم وصراخهم على الموصل مثلاً ، لماذا لا يدّعون بأن أهل الموصل هم آشوريين ؟ ألم تكن الموصل عاصمة الأمبراطورية الآشورية ؟ هل يعني أن ألقوش تلك القرية الصغيرة النائمة بهدوء على صدر جبل ألقوش مهمة إلى تلك الدرجة التي يستوجب لها الصراخ والعويل والبكاء المرير ؟ هل أصبحت القوش حائط مبكى جديد ؟ أليس هذا رياء ؟

تنبهوا وأستفيقوا ايها الكلدان النائمون !!! فعدوّكم ابن بيتكم، يتجول بين ظهرانيكم ، ويسير في أزقتكم، كلامه معسول، وملمسه ليّن، ولكن سمّه زعاف، وتحت أنيابه يكمن الموت الزؤام، يتحدث عن أصول عوائل ألقوش ويبحث في أصول العوائل الكلدانية ويحكي قصصاً حكتها له جدته الخرفة، وحكايا أبوه من نسج الخيال، لا يغركم الصعود إلى السطح والنزول إلى الرَّهْرَه، ولا قال جدي وحكى ابي، كلها خرافات وترهات، وأضغاث أحلام، هؤلاء أستلموا ثمن خيانتهم عدّاً ونقداً ، إنهم كلدان اقحاح وأبناء كلدان وذوات أصول كلدانية اباً عن جد، لكن أعمت بصيرتهم المادة، واغوتهم الحيّة التي أغوت حوّاء، فسيأتي اليوم الذي يتم طردهم من الجنّة، وتبقى الجنة ملكاً صرفاً للكلدان،

أيها الكلدان وبالأخص الألاقشة، عدوّكم يحاول طمس هويتكم القومية، وتاريخكم العريق، وعندما تسايرونه سيقضي عليكم، وستسحقكم سنابك خيوله، تذكّروا بأن ” الإفراط في التواضع يجلب المذلّة ”  أنظروا الكوتا المسيحية، أنظروا إلى الوزراء والمدراء العامين ومدراء النواحي وتلكيف ابسط مثالاً على ذلك، لولا تأشورهم لما بقوا في مناصبهم، كلّهم خدم تابعين للزوعا، لا تهمهم قوميتهم الكلدانية ولا أسمهم القومي، أنظروا إلى قائم مقام تلكيف باسم بلو، أتحداه إن أستطاع أن يمتدح الكلدان ولو بكلمة واحدة، أو أن يصرّح بأنه كلداني ؟ فسوف يُطرد من وظيفته فوراً، هذا من حقه أن يحاول المحافظة على كسرة خبزته، وقديماً قيل ” قد يجبن الشجاع بلا سلاح ” فنعذرهلأنه لم يجد غير حل،  لذلك اقول ايها ألألاقشة أنتم رجال وابناء رجال ، إن تاريخ بلدتكم وتاريخ آبائكم يتعرض للتزوير والتغيير، قاوموا كل ما يسئ إلى تاريخ أمتكم وتراث آبائكم ولا يهمكم شئ ، ” أنا الغريق فما خوفي من البلل ” ونحن لكم ساندون .

عاشت أمتنا الكلدانية بألف خير

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق العظيم .

نزار ملاخا

3/7/2012

You may also like...