البيشمركة بين مقارعة الدكتاتوريات وظلم الحكومات الديمقراطية / بقلم روئيل داود جميل

البيشمركة تشكيلات ممزوجة بين العسكرية والشعبية اسسها وقادها البارزاني الخالد  بعد ان قفلت كل لابواب امام الحلول السلمية مع الحكومات المركزية الشوفينية المتعاقبة على كرسي السلطة في العراق . للبيشمركة تاريخ وطني وكوردستاني مشرف عبر العقود الخمسة من عمره لم يقتصر نضالها من اجل استحقاقات كوردستان فقط وانما تجاوز ذلك الى العراق ، واليوم في حربها ضد داعش تجاوز الى العالم ..

 رغم ما حصل من نكسات في تاريخ ثورتي ايلول وكولان  الا  ان البيشمركة الذراع العسكري لشعب كوردستان والسند لكل فصائل العراق التي قارعت الدكتاتوريات المتعاقبة لم تكل ولم تمل ولم تثنيها تلك الازمات من مواصلة نضالها.

ان ما يشرفنا الامس واليوم ان البيشمركة وعبر مسيرته لم تسجل عليه أي خروقات او جرائم تشوه تاريخ هذا الجيش لا مع الاصدقاء ولا مع  الاعداء وخير ما سجله هذا  الفصيل هو ما حصل عام 1991 عندما قاد  انتفاضة شعب كوردستان وانهار امامه الجيش العراقي، برغم وجود ضمن هذا الجيش الاف من الذين شاركوا في عمليات الانفال، ولكن فتحت لهم الابواب غادروا منها الاقليم معززين مكرمين …

ورغم كل المحاولات من قبل الحكومات السابقة بجر  البيشمركة الى قتال كوردي عربي ولكن لم يتمكنوا من ذلك واكيد كل هذا كان بحكم وجود قيادة حكيمة وقادرة على استيعاب المؤامرات التي كانت تحاك ضد شعب كوردستان .

 لقد شاركت البيشمركة في كل عمليات للدفاع عن العراق مع القوى الوطنية العراقية, وتتشرف هذه المنظومة العسكرية بتقديم قوافل من الشهداء عبر مسيرتها وكفاحها , وفي عام 2003 بعد زوال النظام السابق والتي كان للبيشمركة دورا اساسيا في تحقيق المرحلة الثانية من نضاله وهي الديمقراطية للعراق، وقد تحقق الهدف حيث وضعت اسس الديمقراطية في العراق ولكن ما يولمنا هو ان القائمين على تطبيق تلك الديمقراطية في العراق نسوا وتناسوا القوة الاولى التي قاتلت من اجل هذا الهدف السامي وقد ظلمت من قبل الحاكمين لابل اكثر من ذلك قد ضربوا عرض الحائط ، وحتى الدستور الذي انصف البيشمركة  في حقوقها واستحقاقاتها كقوة وطنية اولى, ونقولها انها الغدر بعينه لهذا التشكيل الوطني الذي نال احترام وتقدير كل دول العالم ويتم التعامل معه كجيش نظامي وكجيش دولة وتسابقت الدول لتسليحه وتدريبه لانه تجاوز حدود الوطنية الى الدفاع عن العالم الحر، الدفاع عن الحق ضد الشر ذلك الشر الذي كاد ان يضرب كراسي الحاكمين في المنطقة الخضراء  ومع ذلك لم يتحرك شعورهم الوطني في انصاف البيشمركة على اساس وطني وكقوة عراقية وطنية يلجئ اليها كل المستضعفين والهاربين من جحيم الارهاب ،  ومن كل الاقوام والاديان في الوطن وبغض النظر عن خلفياتهم ..

من حق القيادة الكوردستانية ان تقول لا نقاتل في غير ارض كوردستان طالما لم تعتبر الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 البيشمركة جزء  من القوة العسكرية الوطنية .. ولكننا اليوم نقول ان البيشمركة دخلت ضمن القوى العالمية لمكافحة الشر والذي يعد شرفا كبيرا لقيادة وشعب كوردستان ما وصلت  اليه قوات البيشمركة ونالت ثقة العالم وبفضل ادارة القيادة التي قادها الرئيس مسعود البارزاني لم تعد البيشمركة بحاجة الى دعم الحكومة المركزية ولا شهادتها في وطنية البيشمركة . اليوم كرم العالم هذا التشكيل الذي ولد من رحم شعب كوردستان بمنحه شهادة وطنية وهاهو  يتنقل عبر الدول من اجل قتال الشر في ارض كوردستان الكبرى  ويعامل عالميا كقوة عسكرية معترف بها .

نقف اجلالا واكراما امام ضريح البارزاني الخالد وكل شهداء البيشمركة وشهداء كوردستان وان مايسطره البيشمركة من انتصارات على جبهة طولها 1500 كم من كوباني الى خانقين والى سنجار انما يعد موضع فخرا واعتزاز لقيادة الرئيس مسعود البارزاني وشعب كوردستان الذي يقف بكل اطيافه واديانه مع البيشمركة , جنات الخلد والفردوس الابدي لشهداء كوردستان وكل شهداء الحرية ,وتبقى البيشمركة وفية لمبادئ البارزاني الخالد  الانسانية قبل العسكرية.

روئيل داود

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *