البطريرك ساكو عند تكريسه لكنيسة جديدة في سدني: “علينا أن نتجذر في الإنجيل وليس في الشكليات والتعصب”

الأب ألبير هشام – مسؤول اعلام البطريركية: قام غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو صباح السبت، 4 ايار، بتكريس كنيسة انتقال العذراء مريم بمرافقة راعي أبرشية استراليا، المطران جبرائيل كساب والاساقفة الذين رافقوا غبطته من العراق: شليمون وردوني، ربان القس، ميخا مقدسي، اميل نونا وبشار وردة. وحضر الاحتفال الكردينال بيل، السفير البابوي ومار ميلس، مترابوليت استراليا ونيوزلندا ولبنان لكنيسة المشرق الآشورية، مار يعقوب دانيال مطران الكنيسة الشرقية القديمة، مطران الروم الكاثوليك وممثلون عن الكنائس الاخرى وجمهور غفير من المؤمنين اكتظت بهم الكنيسة وساحاتها.

وبعد قراءة الانجيل رحّب المطران كساب بغبطة البطريرك والاساقفة مرافقيه، وشكره على تخصيص أول زيارة راعوية لأبرشية استراليا بعد تنصيبه، كما شكر الحضور وحرّضهم على الالتزام بايمانهم وتقاليدهم.

بعده تكلم غبطة البطريرك وشكر بالانكليزية الكردينال بيل رئيس اساقفة سدني وكنيسة استراليا على اهتمامها بالمسيحيين العراقيين واحتضانها اياهم، كما شكر دولة استراليا على كل ما قدمته من اجل استقبال المهاجرين وايوائهم وطلب من الكل عدم تشجيع الهجرة وحث الباقين على البقاء في ديارهم ومد يد العون لهم للبقاء والتواصل.

ثم تكلم عن معنى تكريس الكنيسة: انها ولادة جديدة برموزها وكلماتها وحركاتها وكأنها معمودية جديدة ينبغي ان ينمو المسيحيون فيها ويتربوا.

تكريس كنيسة وحده لا يكفي، فالمكان يشير الى من يسكنه ويتقدس بالمسيح الذي يسكنه وبالمسيحيين الذين يسبحون الله ويسجدون له بمحبة وتواضع ويعيشون ايمانهم بوحدة وشركة واندماج مستمر بالمسيح حتى يتحول بناء الحجر الى بناء حي، وهذا مشروع كبير بدأ بالتكريس وينمو ويكبر من خلال توظيف الكنيسة كل طاقاتها ومجالاتها لتنشئة قلوب الناس حتى تكون هيكلا لله حيا وطاهرا.

وحتى يتم هذا التحول الى هيكل لله لائق ومقدس، علينا ان نتجذر:

– في الانجيل وليس في الشكليات أو التعصب فنخسر هويتنا الكنسية الرسولية المنفتحة والشاملة وقدرتنا على تلبية دعوة الله لنا.

-نتقدس بالروحانية المتجددة، وبقدر ما نترك الروح القدس يهيمن على الكنيسة بقدر ذلك تكون الهية قوية وحاضرة ومبشرة كما كانت كنيسة الرسل. نعيش العلاقة بالحوار والمحبة والغفران.

-وهنا يتطلب منّا اصلاح الذات، أصلح ذاتي وابنيها حتى ابني الكنيسة والجماعة. فاذا قدر ان الانسان ان يرفع ذاته، اي يتقدس فيتقدس الكل.

-التربية والتعليم (الانفتاح) من دون طعن أو تهكم. الانفتاح على الاخر وقبوله كما هو. انتم هنا يجب ان تربوا اولادكم على ايمانكم واخلاقكم وتقاليدكم الاصيلة من خلال الالتزام بكنيستكم ومتابعتكم وسخائكم. ومن خلال عمل جماعي منسق يشترك فيه الجميع اكليروسًا ومؤمنين كقلب واحد ونفس واحدة (شراكة حقيقية وشهادة محبة)، المؤمنون شركاء حقيقيون وليسوا تبعية. المشاكل والظروف التي نعيشها في العراق وتعيشونها انتم في الغربة ينبغي ان تقربنا من بعضنا البعض وتوحدنا. هذه الكنيسة الجديدة هي علامة رجاء.

-كما اطلب منكم ان تصلوا من اجل وحدة كنيسة المشرق، اننا جسم واحد بثلاثة رؤوس وهذا يعيق الوحدة والعمل ويربك مستقبلنا. وحدتنا هي التحدي الاكبر لمستقبلنا.

كما ذكر غبطته إن فكر المسيحيين وصلاتهم في عشية عيد القيامة المجيدة للتقليد الشرقي يتوجه الى سوريا المعذبة والى كنيستها الممتحنة بخطف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي. كم نتمنى ان يطلق سراحمها ويعودا الى ابرشياتهما!

وفي الختام اشترك جميع الاساقفة باعطاء البركة الاخيرة وذهب الجميع الى قاعة الكنيسة لتناول غذاء المحبة.

كما وقام سيادة المطران مار ميلس زيا مع كهنة أبرشيتهِ بزيارة غبطة البطريرك في دار المطرانية الكلدانية بسيدني.












You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *