البطريرك الكلداني: الانقسامات الطائفية والنفوذ الأجنبي تحول دون السلام في العراق

 

روما (20 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال بطريرك بابل على الكلدان لويس روفائيل الأول ساكو إن “السكان يَنشدون السلام والاستقرار، والمجتمع المسلم يخشى التوتر والعنف”، لكن “الفجوة بين السنة والشيعة، والانقسامات بين الجماعات والأعراق والتأثير الخارجي، سور منيع أمام المصالحة الحقيقية” وفق تعبيره

وفي تصريحات لوكالة أنباء (آسيا نيوز) الفاتيكانية أثناء تواجده في روما لحضور اجتماع الجمعية العامة السادسة والثمانين لهيئة (رواكو) المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية الذي يتركز على الشأن السوري، أضاف البطريرك ساكو أن “هذا الأمر يثير خوفا وقلقا كبيرين، وبشكل خاص بعد اختطاف الاسقفين الأرثوذكسيين، اللذين لا يعرف أحد، حتى البطريرك الارثوذكسي، أي شيء عن مصيرهما منذ فترة طويلة” حسب قوله

وأشار البطريرك الكلداني إلى أن “أحد العناصر الأساسية في مجتمعات الشرق الأوسط هو غياب النظرة العلمانية”، والتي “من شأنها إقامة حد واضح يفصل بين الدولة والسياسة والدين”، فـ”الهوية الإسلامية في المجالات السياسية والمؤسسية لا تزال قوية جدا، ويبدو أن هناك خوف من الثقافة الغربية التي يُنظر إليها على أنها ليبرالية جدا وغير أخلاقية”، موضحا “فكرة سائدة في العراق وغيره من البلدان تتمثل بأن المسيحية قد فشلت على الصعيدين الأخلاقي والروحي، ووالتي ترافقها فكرة الهجوم على الإسلام”، لهذا دعا البطريرك الكنيسة والمؤمنين إلى “إظهار الوجه الإيجابي للعلمانية، وإبراز إحترامها للدين وبعدها عن العلمانية الغربية التي تقاوم الدين” وفق ذكره

أما فيما يتعلق بأعمال العنف الجارية في العراق، والتي تسببت في الأيام الأخيرة فقط بمقتل أكثر من ثلاثين شخصا، في تفجير انتحاري ضد حسينية شيعة شمال بغداد، فقد قال البطريرك ساكو إن الأمر يرتبط بـ”الصراع على السلطة الذي تفاقم بسبب الانقسامات في الحكومة، اللذان يمتدان ليشملا المنطقة بأكملها”، حيث “أن الوضع الحالي في سوريا يسبب تداعيات خطيرة ومزيدا من التعقيدات في العراق” وفق تأكيده

وأشار بطريرك بابل على الكلدان إلى “التقدم التدريجي لخطة تقسيم البلاد التي وضعها الأميركيون”، والتي “تتجسد من خلال نشر عنصر التصادم بين المجموعات العرقية والدينية”، حيث “يزداد باستمرار بروز أولوية الفرد على الجماعة، وكلٌ له قضيته”، لافتا إلى “ضرورة وجود قوة من شأنها أن توحد الجميع في مسيرة نحو تحقيق هدف مشترك، وهو الأمة العراقية والجنسية العراقية، والإنسان بكل حقوقه”، مبينا أنه “على المستوى الشعبي هناك تعايش بين الأسر، لكن السياسة أقوى وهي قادرة باستمرار على خلق الانقسامات والجدران” حسب قوله

وبالنسبة للمستقبل، دعا البطريرك ساكو إلى “دعم أكبر من جانب الكرسي الرسولي والمجتمع الدولي لعملية المصالحة”، مع “تشجيع المسيحيين على البقاء في بلادهم، وخلق المشاريع، وتحسين القرى والبنية التحتية”، مذكّرا بأن “على الكنيسة أيضا أن تبذل قصارى جهدها، وليس بالكلمات فقط، بل بالتضامن الإنساني الحقيقي والروحي والأخلاقي” وفق ذكره

وأضاف البطريرك الكلداني أن “المسلمين ينتظرون منا الكثير، فالسياسة الغربية تسعى إلى النفط والمصالح، لكن على الكنيسة أن تهتم بالشعب”، لهذا “أوجه دعوة للبابا فرنسيس لزيارة الشرق الأوسط والعراق، فعليه أن يتحرك حيثما كانت هناك حاجة، حيث يكابد المسيحيون الاضطهاد والحزن، على غرار ما فعل المسيح”، وإختتم بالقول إن “الفاتيكان كنيسة قبل يكون دولة، والبابا راعينا، والبابا فرنسيس يدرك ذلك جيدا” على حد تعبيره

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *