البطريركية الكلدانية تجمع القادة السياسيين والدينين في عشاء محبة وتقترح تشكيل لجنة لمتابعة الحوار

الأب ألبير هشام – مسؤول إعلام البطريركية:

بمبادرة فريدة من نوعها، دعت البطريركية الكلدانية بشخص بطريركها صاحب الغبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو، مساء اليوم الاثنين، 10 حزيران، القادة السياسيين والدينيين إلى عشاء محبة في فندق الرشيد (في المنطقة الخضراء). وجاءت الدعوة، التي لبّاها دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي، تعزيزًا للقاء الوطني الرمزي الكبير الذي تمّ بدعوةٍ طيّبة من السيد عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، الذي تمّ قبل أيام قلائل.

وحضر إلى جانب دولة رئيس الوزراء كلاً من السادة: صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات؛ روز نوري شاويس، نائب رئيس الوزراء ورئيس لجنة الشؤون الاقتصادية؛ حسين الشهرستاني، نائب الرئيس الوزراء لشؤون الطاقة؛ السيد عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق؛ السيد هوشيار الزيباري، وزير الخارجية؛ السيد سركون لازار، وزير البيئة؛ سماحة السيد صالح الحيدري، رئيس ديوان الوقف الشيعي؛ الدكتور محمود الصميدعي، نيابةً عن رئيس ديوان الوقف السني؛ الأستاذ رعد جليل كجة جي، رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزدية والصابئة المندائية، وعددًا من السياسيين والنوّاب ورؤساء الطوائف المسيحية في بغداد بالإضافة إلى آباء السينودس الكلداني الذين انتهوا اليوم من أعمال مجمعهم.

بدأ اللقاء بالنشيد الوطني، ألقى بعده صاحب الغبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو كلمةً ترحيبية أثنى فيها على مبادرات السلام في البلاد داعيًا إلى المحبة التي أوصت بها الديانات، واقترح أن تُشكّل لجنة تتابع وتفعّل الحوار الذي بدأ مؤكدًا صلوات الجميع من أجل تحقيق السلام. وفيما يلي نصّ كلمة غبطته:

باسمي وبإسم إخوتي الأساقفة الكلدان في العالم، من العراق والشرق الأوسط وأمريكا واستراليا، أحييكم وأرحب بكم أجمل ترحيب في هذا المساء المبارك، في هذا الفندق الذي يحمل اسم الخليفة الرشيد بكل ما يحمل هذا الاسم من إرث ثقافي ووطني وسياسي وإنساني. وأشكركم على تلبيتكم هذه الدعوة النابعة من قلبنا ومن ضميرنا الوطني.

كما اودّ أن أشكر السيد عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، على مبادرته الطيبة (اللقاء الرمزي) قبل أسبوع، وأتمنى أن نحافظ على زخمها الوطني والإنساني والروحي. كما نثمن عاليًا زيارة دولة رئيس الوزراء لأقليم كردستان.

الدعوة التي وجهتُها إليكم حمَلَت مقطعًا من الكتاب المقدس، أودّ أن أقرأه على مسامعكم: “المَحبَّةُ تَصبِر، تَخدُم، لا تَفعَلُ ما لَيسَ بِشَريف ولا تَسْعى إلى مَنفَعَتِها، المحبة لا تَحنَقُ، تَرْجو كُلَّ شيَء وتَتَحمَّلُ كُلَّ شيَء. المَحبَّةُ لا تَسقُطُ أَبَدًا”.

أتمنى أن يكون هذا اللقاء لقاءَ مصالحة حقًا، وأتمنى أن يعتمد قادتنا أسلوب الحوار والبحث عن آليات العمل المشترك بما يخدم الثوابت واللحمة الوطنية، ويحافظ على العلاقات المشتركة مع الجميع للارتقاء نحو السلام والتهدئة والاستقرار.

وذلك لن يتحقق إلا بحوار صريح وشجاع في اتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء الخلافات والمسائل العالقة خدمةً للعراق والعراقيين. من هذا المنطلق، نقترح تشكيل لجنة لمتابعة الحوار وتفعيل المبادرات يشترك في تأليفها: رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب ورئاسة اقليم كردستان. ومن جهتنا نؤكد لكم أننا في كنائسنا ومساجدنا وحسينياتنا ومعابدنا، نرافقكم بمحبتنا ورجائنا وصلاتنا. كما نتمنى الشفاء العاجل لفخامة رئيس الجمهورية مام جلال.

عشتم وعاش العراق

بعد كلمة غبطته، أدّت جوقة تراتيل كنيسة انتقال مريم العذراء، برفقة الأب روبرت سعيد جرجيس، راعي الخورنة، مجموعة من التراتيل التي تنشد السلام للعراق وتدعو من ربّ السلام أن يحلّ أمنه في هذا البلد.

وتأتي هذه المبادرة أيضًا لتكمّل مبادرة المصالحة والحوار بين الأطراف السياسية التي قدّمتها الطوائف المسيحية لتؤكد على حبّ المسيحيين لوطنهم وأمنيتهم أن يرونه يعيش باستقرار وأمان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *