البابا يستقبل المشاركين في جمعية هيئة رواكو ويطلق نداء من أجل السلام في سورية

استقبل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الخميس في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في جمعية هيئة رواكو المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية. وجه البابا لضيوفه كلمة تطرق فيها إلى الأزمة المالية والاقتصادية التي يشهدها العالم وترزح تحت وطأتها المناطق المتقدمة اقتصاديا، وتلقي بثقلها أيضا بشكل مقلق على الدول الأقل نموا معرضة حاضر تلك الشعوب ومستقبلها للخطر. والوضع يعني بنوع خاص الشرق، موطن التقاليد المسيحية القديمة، إذ إن الأزمة تولد انعدام الأمن والاستقرار حتى على الصعيد الكنسي لاسيما في الحقل المسكوني وفي مجال الحوار بين الأديان.

لفت البابا إلى وجود عوامل تغذي جراح الماضي وتزيد من هشاشة الحوار والسلام والتعايش الأخوي بين الشعوب، فضلا عن احترام حقوق الإنسان، لاسيما الحق في الحرية الدينية على الصعيدين الفردي والجماعي. وسطر البابا ضرورة الدفاع عن هذا الحق في المجالات الثقافية، الرعوية، التربوية، الإعانية والاجتماعية. بعدها حيا البابا الحاضرين خاصا بالذكر القاصد الرسولي في الأرض المقدسة المطران أنتونيو فرانكو والسفير البابوي في سورية المطران ماريو زيناري.

وقال بندكتس السادس عشر إنه يغتنم الفرصة ليعرب عن قربه من آلام الأخوة والأخوات في سورية، لاسيما الصغار الأبرياء، وسأل الله أن يبقي شعلة الرجاء حية في قلوبهم خلال هذه المرحلة المظلمة التي تجتازها البلاد وأن يضيء شعلة الحكمة في قلوب المسؤولين كي يوضع حد لإراقة الدماء والعنف اللذين لا يولدان سوى الألم والموت، وطلب من الله أن تُترك فسحة للمصالحة والوفاق والسلام. وتمنى البابا ألا يوفَّر أي جهد، حتى من طرف الجماعة الدولية، بهدف إخراج سورية من الوضع الحالي الذي يستغرق فترة طويلة ويهدد بالتحول إلى صراع شامل تترتب عليه انعكاسات سلبية خطيرة على البلاد والمنطقة بأسرها. وتابع البابا يقول: أطلق نداء ملحا كي توفَّر المساعدات الإنسانية اللازمة لتلبية احتياجات المواطنين والعديد من الأشخاص الذين اضطروا لمغادرة منازلهم ولجأ بعضهم إلى الدول المجاورة. وذكّر بأن قيمة الحياة البشرية ثمينة جدا ينبغي حمايتها على الدوام.

بعدها أشار بندكتس السادس عشر إلى سنة الإيمان التي ستقام في الذكرى السنوية الخمسين للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني مؤكدا أنها ستقدم توجيهات قيمة لعمل هيئة رواكو وحث ضيوفه على التسلح على الدوام بالمحبة النابعة من قلب المسيح وسأل في الختام العذراء مريم أن تسهر على الزيارة الرسولية المقبلة التي سيقوم بها إلى لبنان مختتما رسميا أعمال الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط. وقال: أود أن أعانق الكنيسة والأمة اللبنانية كأب وأخ، ومنح الجميع فيض بركاته الرسولية.

radiovaticana

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *