الاصالة الكلدانية في ساندييكو الامريكية

                               تعد اللقاءات الاجتماعية والسياسية ظاهرة ذات مدلول تضامني وركيزة اساسية للتشاور في شوؤن الجماعات البشرية ودراسة اوضاعها والتخطيط السليم لمستقبلها،فهي ظاهرة حضارية تستند على الاسس الحديثة في الحوار المباشر وطرح الافكار تنسيقا لخدمة المجتمع.وانطلاقا من هذا المبدأ بادرت التجمعات الكلدانية وبمؤازرة ابرشية مار بطرس الكلدانية والاثورية الكاثوليكية في مدينة ساند ييكو الامريكية في ولاية كاليفورنيا للقيام في تحقيق مثل هذا اللقاء تحت تسمية ” المؤتمر الكلداني العالمي ” ولاول مرة في التاريخ الحديث للكلدان وتحت شعار شامل هو”النهضة الكلدانية ” وذلك لاثارة الفرد الكلداني الذي يعتز بقوميته ان الكلدان يتعرضون لاحباط اجتماعي ونفسي وسياسي مصدره قوى ذات نفوذ غير طبيعي في العراق.
        تحاور العديد من الكتاب والمفكرين المهتمين بالشأن القومي الكلداني لتحقيق هذا المؤتمر لاشهر عديدة شعورا منهم بان الكلدان هم بامس الحاجة في الظروف الراهنة للتشاور وتصحيح المسارات والمواقف السياسية،وقد تبلورت الفكرة بعد مناقشات عديدة ،وفي حينها لبت هذا المطلب القومي التجمعات الكلدانية في ساندييكو الامريكية “حيث الاصالة الكلدانية”،
   وبعد توجيه الدعوات للعديد من التجمعات الكلدانية والمفكرين والباحثين السياسيين والمستقلين،واعلان موعد المؤتمر في 30 اذار والى 1 نيسان ،توافد المدعوون الى ساندييكو من مختلف انحاء العالم والعراق للمشاركة بهذا الحدث الكبير الذي كان بمثابة صدمة صاعقة للعديد من المؤسسات والاحزاب التي لم تتوقع من الكلدان يوما ما سيعقدون مثل هذا المؤتمر العالمي .
    وصلنا الى ساندييكو، وللوهلة الاولى تجلت الاصالة الكلدانية في التجمع الكلداني فيها بدأ من رجال الدين الافاضل واللجنة التحضيرية للمؤتمر والجمهور الكلداني الذي كان حاضرا لمؤازرة ودعم هذا المؤتمر،اذ ان توافدهم الكبير في الجلسة الافتتاحية يعد مؤشرا كبيرا للشعور القومي الكلداني الذي يمتازون به والاصالة الكلدانية التي يفتخرون بها .
    لمست شخصيا وعلى المستوى الميداني لمدة ثلاثة ايام ان الكلدان في هذه المدينة جادون في تحقيق نهضة كلدانية اجتماعية، اقتصادية،  سياسية،وثقافية شاملة .فالجميع تكاثفوا وتضامنوا وكل واحد ادى دوره المطلوب لدفع مسيرة المؤتمر الى الامام .حيث التعاون اللامحدود،في تهيئة كل المستلزمات والوسائل التي ساعدت المؤتمرين لنيل راحتهم  للقيام بواجباتهم تجاه المؤتمر .
  ساند رجال الدين، والشباب ،والشابات،والراهبات وكل كلداني غيور على قومه في توفير المسكن الملائم والنقل الملائم والاطعام والترفيه الذي وفرته التجمعات الكلدانية مساءا لتخفيف الارهاق اليومي للمؤتمرين ،فلم يتردد احدهم اذا طلب منه اي عمل يؤديه، كانت مساندتهم لبعضهم البعض كمساندة اعضاء الجسم الواحد لبعضها البعض .ولا افضل ذكر الاسماء لان شعوري تجاه الجميع واحد ،لم يبخل احد منهم في تحقيق اي طلب لاخوتهم الزائرين من اللحظة الاولى في المطار، لحظة اللقاء والفرح والى اللحظة الاخيرة في المطار ،لحظة الوداع والمحبة. وبعد كل هذا الا يستحق هؤلاء ان نصفهم بالاصالة الكلدانية ؟.
   وكانت هذه المواقف من الكلدان في ساندييكو دعما هائلا للمؤتمر للخروج بنتائج ايجابية تسعى لخدمة كل كلداني في بلدان المهجر والوطن،تلك النتائج التي سيلمسها الكلدان تدريجيا ومن حين لاخر في التطبيقات الواقعية وعلى مختلف الاصعدة .
واخيرا تحية حب ووفاء الى كل كلدانية وكلداني واثوري في ساندييكو الذين احتضنوا اول مؤتمر كلداني عالمي، ذلك الحدث الذي كان حلما، وبسواعدهم تحقق ميدانيا .شكرنا وتقديرنا لكم يا اسود بابل ،شكرنا وتقديرنا للمفكرين والباحثين والسياسيين الكلدان المعاصرين الذين ساهموا في احياء هذا المؤتمر تطوعا منكم لغيرتكم على الامة الكلدانية ،اذ قطعتم المسافات الطويلة من الكيلومترات وبدون مقابل مالي ومنصب سياسي يذكر ،وانما حبا منكم لنهضة الكلدان.   
     

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *