الاختبار التاريخي في كوردستان يؤكد من يستحق ثقة الجماهير

جرت انتخابات برلمان كوردستان في الحادي والعشرين من الشهر الجاري لأنتخاب 111 شخصا يمثلون برلمان اقليم كوردستان من بين 1129 مرشحا في اكثر من ثلاثين حزب وكتلة وقائمة انتخابية شملت جميع مكونات كوردستان الاثنية والدينية والمذهبية كما شملت مختلف الاختصاصات والكفاءات الاكاديمية والمهنية ، وحسب اراء المراقبين الدوليين والمحليين الذين عدو هذه الانتخابات مختلفة اختلافا كليا عن الانتخابات التي تعود عليها العراقيين في اجزاء العراق الاخرى، كونها أتسمت بالشفافية والنزاهة .. ونستطيع ان نعتبرها انتخابات فريدة من نوعها من ناحية وجود البصمة الالكترونية التي تحد او تنهي عمليات التزوير لمصادرة صوت الناخب كما جرت بظروف امنية مستقرة تماما حيث لم تسجل اي حالة خرق امني فيها ، بالاضافة الى تمتع المراقبين الدوليين ومنظمات المجتمع المدني ووكلاء الكيانات السياسية بمساحة واسعة من الحرية في العمل كمراقبين للعملية الديمقراطية ، التي تمتع المواطن ايضا بأفق واسع من حرية الاختيار دون اي ضغوط او تجاوزات .

وقد تظهر نتائج هذا الاختبار التاريخي في القريب العاجل لتبين لجماهير كوردستان واحزابها وكياناتها ومعارضتها ومؤيديها من يستحق ثقة الشعب ليشكل الحكومة وتستمر المسيرة، فالجماهير الكوردستانية اصبحت قادرة وواعية كل الوعي لتعلم كيف وماذا واين ولماذا “تختار من تختار” كونها مرت بأكثر من تجربة ديمقراطية خلال العقدين الماضيين ، لكن طعم ومذاق الانتخابات الاخيرة كان له صداه في المجتمع الكوردستاني والعراقي والاقليمي والعالمي لما اظهرته جماهير وقيادة الاقليم من وجه حضاري راقي ربما لم يظهر في اكثر الدول ادعاءاً بالديمقراطية .

منظمة تموز للتنمية الإجتماعية كانت مراقبة للانتخابات ومشتركة ب3582 مراقباً موزعون على مراكز الإقتراع اعلنت في تقريرها واصفة انتخابات الاقليم بأنها الانجح والاكثر ديمقراطية في تأريخ العراق وإقليم كوردستان، كونها جرت في أجواء ملائمة ومستقرة أمنياً وان المفوضية العليا للإنتخابات نفذت مهامهاً بحيادية وبنجاح، وليس هناك اي خروقات تؤثر على الانتخابات ونتائجها ، كما اقرت الجامعة العربية والامم المتحدة بالشفافية والنزاهة اثناء العملية الانتخابية، وابرزت اغلب تقارير المراقبين لهذه الانتخابات بأنها كانت في مطابقة للمعايير الدولية، حيث كانت نسبة التصويت الخاص (% 93) ونسبة التصويت العام ( %73.9) . وحضور (399) مراقبا دوليا من جهات دولية واقليمية وعربية و(5676) مراقبا محليا من منظمات المجتمع المدني و(11.386) مراقبا من وكلاء الكيانات و(56) وكالة ومؤسسة اعلامية و (114) مراقبا اعلاميا، بالاضافة الى مشاركة (570) اعلامي.

في الختام على الجميع الانصياع لأرادة الجماهير الكوردستانية كونها بينت قناعتها بمن اختارته وهذا دليل كافِ على انه الافضل بين من يعملون في كوردستان ، كما على الجماهير الكوردستانية ان تدافع عن صوتها الذي ادلت به ولا تقبل بمصادرته سياسيا تحت أي مسمى، لا من قبل المفوضية ولا الحكومة العراقية ولا أي جهة مهما كانت ، كما حدث في نتائج انتخابات محافظة نينوى التي احرقت بها اكثر 180 صندوق انتخابي لقائمة تحالف التاخي والتعايش بحجج واهية ، والكل يعلم بأنها كانت قضية سياسية من اجل فرض التوازن السلبي السياسي بين الكتل المتنافسة .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *