الاتحاد الأوربي يطلب من المالكي قبول حماية دولية للمسيحيين بعد الانسحاب الأمريكي

بغداد ــ كريم عبدزاير:

طلب الاتحاد الاوربي رسمياً من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الموافقة علي حماية دولية للمسيحيين في العراق الذين يتعرضون لعمليات خطف وقتل وهجمات علي كنائسهم ومؤسساتهم الدينية في بغداد والموصل وكركوك بعد الانسحاب الامريكي في نهاية العام الحالي. ونقل وزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبيندل ايفر الي المالكي باسم الاتحاد الاوربي خلال اجتماعه به امس في بغداد. كما اجتمع الوزير النمساوي مع الرئيس جلال الطالباني. في وقت قالت مصادر عراقية وثيقة الاطلاع في بغداد ان البطريرك اللبناني بشارة الراعي قد تداول في هذا الموضوع مع المسؤولين العراقيين زيارته الي بغداد قبل حوالي اسبوعين. وقالت المصادر ان الراعي قد ابلغ المسؤولين في بغداد مخاوفه من حصول هجمات جديدة علي المسيحيين بعد الانسحاب الامريكي من العراق. ميدانياً قتل وجرح 11 شخصاً في عبوة ضد الجيش في الموصل واصيب مدير ناحية الشوري في جنوب الموصل وقتل طبيب في اقتحام عيادته بالموصل وقتل شرطي ايضاً. في وقت تحاشي وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس التأكيد علي ان العراق سيكون آمناً بعد الانسحاب الامريكي أم لا مبيناً ان بلاده في مواجهة مستمرة مع الارهاب. وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النمساوي امس لا احد يعلم ما اذا كانت العمليات الارهابية ستزداد ام لا بعد انسحاب القوات الامريكية، لكنه استدرك قائلا: ان الاوضاع الحالية والمؤشرات الموجودة تؤكد تراجعاً كبيراً في نشاط الجماعات المسلحة بسبب التعاون بين القوات الامنية العراقية والقوات الامريكية.

وفي ما يتعلق بالحديث عن مبادرة نمساوية لمساعدة الاقليات في العراق وخاصة المسيحيين اشار زيباري الي ان “سياسية العراق تجاه الاقليات واضحة ولا شوائب عليها وخاصة المسيحيين الذين هم جزء مهم من شعب العراق” مبينا ان “ثمة مبادرات كثيرة تطرحها الدول الاوربية في جميع الدول حول ضم الاقليات اليها وليس في العراق فقط”.

وعن علاقة بلاده بالنمسا قال “ان العراق هو الشريك التجاري الثالث للنمسا في منطقة الشرق الاوسط” مشيرا الي ان العراق يسعي لتفعيل اللجنة الوزارية العراقية ــ النمساوية الامر الذي سيسهم بتطوير اقتصاد البلدين. من جهته قال شبيندل ايغر “اننا ننوي توقيع ست اتفاقيات وهناك مجال أكبر للتعاون” مشددا علي دعم بلاده لتحقيق الاستقرار في العراق وتفعيل دوره في المنطقة. وأضاف انه وجه دعوة الي زيباري لزيارة النمسا مشيرا الي انه تم بحث عدد من المواضيع الاقتصادية وضرورة حماية الأقليات الدينية وخاصة المسيحية منها. وقالت المصادر ذاتها ان الاتحاد الاوربي غير مقتنع بالتحقيقات التي اجرتها الحكومة العراقية بالهجوم علي كنيسة سيدة النجاة في بغداد والذي راح ضحيته العشرات من المسحيين. واضطر آلاف المسيحيين الي الهجرة من العراق الي دول الجوار ولبنان ودول غربية خشية الخطف والقتل. وقالت المصادر ان الفاتيكان علي علم بطلب الاتحاد الاوربي ويعمل علي دعمه بصورة غير مباشرة.

علي صعيد آخر أعلن مسؤول عراقي في قطاع النفط امس ان حكومة بلاده تدرس معاقبة شركة “اكسون موبيل” الامريكية علي خلفية عقد وقعته مع الحكومة المحلية لاقليم كردستان للتنقيب في حقول يقع بعضها في مناطق متنازع عليها. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه ان “الحكومة العراقية تدرس خيارات لاتخاذ خطوات عقابية بحق شركة اكسون موبيل”. واضاف انه “من المحتمل ان تطلب الحكومة من اكسون موبيل ان تجمد عقدها مع اقليم كردستان”، مشيرا الي انها ستتخذ الخطوات العقابية “في حال لم تتراجع الشركة”.

واوضح المسؤول نفسه ان “هدف الحكومة هو قطع الطريق علي الشركات الاجنبية العاملة في العراق لتفادي الاقدام علي الخطوة التي اقدمت عليها الشركة الامريكية”.

جريدة (الزمان) الدولية – العدد 4047 – التاريخ 17/11/2011


You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *