الاتحادية وتحرير الموصل / بقلم عصمت رجب

رغم المساعي التي تبذل منذ نحو عام والتحركات التي تقوم بها محافظة نينوى ومجلس المحافظة، إلا أن تلك التحركات لم تجدي نفعا في الإسراع بشأن تحرير الموصل، في ظل عدم جدية الحكومة الإتحادية بالبدء بمعركة التحرير،فمع أن المعسكرات التي شيّدت قرب أربيل، ويتم إعدادها لخوض معركة استعادة الموصل، تعاني من قلة التجهيز والتسليح، وسط شكوك مسؤولين محليين وعسكريين في قدرة هذه القوات على خوض قتال من دون توافر دعم لوجستي فاعل،إلا أن الواقع يشير إلى رغبة مقاتلي تحرير نينوى ورجال البيشمركة الابطال بخوض الحرب ضد تنظيم”داعش” وفك أسر أهلهم المحاصرين في المدينة رغم كل الصعوبات.

ولقد جاءت دعوة رئيس حكومة كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي ممثل «التحالف الدولي» بريت ماكغورك، بقوله : «ندعو التحالف إلى المشاركة براً في محاربة تنظيم داعش، وتوسيع دوره للإسراع في القضاء على التنظيم” وهذا ما يؤكد حرص حكومة كوردستان على تحرير الموصل ووضع حد لتواجد تنظيم”داعش” والارهاب بشكل عام على الأراضي الكوردستانية والعراقية.

ونلاحظ من خلال الواقع الفعلي بان الحكومة الإتحادية تأخذ دور المتفرج ، بالنسبة لكل مايخص محافظة نينوى، فتعليق صرف حصة المحافظة من الموازنة، وعدم البدء بمعركة تحريرالموصل التي تؤجَّل من دون مبررات مقنعة، وتعطيل الاستعدادات المدنية المرافقة للمعركة ، وعدم الاهتمام الجدي بمئات الالاف من نازحي نينوى من جميع المكونات، ينذرنا بان الحكومة الاتحادية لايهمها ما يحصل لهذه المدينة العزيزة على قلوبنا.

أن التلكأ في إستعادة الموصل من قبل الحكومة الإتحادية ربما جاء بسبب فقدان الثقة وكذلك المهاترات السياسة ورفض كتل وجهات سياسية وعرقلتها مساعي الحكومة في التحرك تجاه الموصل،بينما التآخير في هذه القضية يعني المزيد من القتل والدمار والخراب، لذلك تبذل حكومة كوردستان وفي مقدمتها السيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني جهود مضنية من أجل دفع كافة الأطراف للأسراع في تحرير الموصل،وإزالة خطر الوجود الداعشي على الأرض.

وقد ساهمت قوات البيشمركة في تمهيد الطريق لقوات تحرير نينوى، من خلال تحرير أجزاء واسعة من المحافظة وأقتربت من حدود مدينة الموصل، بحيث أصبحت على مشارف المدينة وأن مدى أسلحتها الثقيلة يصل احياء ومناطق الموصل اغلبها .

في الختام على الحكومة الاتحادية  الإسراع لفك أسر جماهير محافظة نينوى من عناصر داعش وعودة الحياة الطبيعية لها، كون المحافظة تعاني أوضاع انسانية صعبة بعد انقطاع التيار الكهربائي والماء والوقود عن جميع الأحياء السكنية ، وقوانين الاعدامات والاعتقالات والاتوات التي تمارسها داعش بحق اهل المدينة. بالاضافة الى تعرض المحافظة الى محو تراثها الحضاري وقد تم استهداف المحافظة منذ 2003 في كل مجالات الحياة بدءً من شحة التخصيصات المالية التي تستحقها الى تاخير انقاذها من الارهاب.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *