الإنزلاقات في العمل القومي

 

الإنزلاق معناه الإنجرار و السقوط ، ومن الممكن أن ينزلق الشخص أو ينزلق الحزب أو المؤسسة وحتى الدولة .

عانى شعبنا الكلداني من ظُلمٍ و حَيف ، وما زال يعاني ، وما زال صامد يستمد قُوَّةّ صمودِهِ مِنْ تاريخه النضالي الطويل ، ومن قِدَم هويته، وأَصالة تواجده على أرضِ العراقِ الطاهِرَة.

بين الفينة والأخرى يخرج علينا كاتب لم يتعلم كيف يمسك القلم بعد، ليكتب عن القوش قرية الصمود والتصدي ويقول عنها قرية آشورية كما وينعت تللسقف وباطنايا بذات الصفة ، وتناسى هذا الشخص ولا أقول هذا الكاتب لأنه وببساطة لا يعرف كيف يكتب ولمن يكتب ، تناسى بأن سامراء كانت قلعة آشورية وكذلك تكريت والشرقاط والموصل وغيرها من القرى العربية والإسلامية ، ولكنه لا يذكر ذلك ، لئلا يتعرض إلى عقوبة قص اللسان .

ما زال أبناء شعبنا الكلداني في القرى الكلدانية المنتشرة في شمال عراقنا الحبيب ضمن حدود أقليم كردستان وخارج حدود الأقليم يتعرضون إلى ضغوط مختلفة من قِوى سياسية مدعومة من جهات تمدها بالمال بدون حساب ، وتمنحها الصلاحيات المطلقة لتفعل ما تشاء ضمن حدود هذه القرى للضغط على الكلدان لتسييرهم في الخط المرسوم لهذه القِوى .

اساليب الأنزلاق

اساليب الإنزلاق كثيرة ومتعددة ومختلفة الأشكال ، فتارةً تأتي على لسانٍ معسول وأخرى من مثقف باع ضميره بحفنة دولارات ليقلب التأريخ ويُقنع الأبرار بدسه السم بين العسل ويصدقون به لكونه يحمل شهادة علمية عالية ولا يدرون بأنه باع ضميره وتنكر لقيمه ومبادئه.

من هذه الإنزلاقات كما سمعت من بعض الصدقاء من القوش حيث أقنعهم البعض بأن العشائر الألقوشية منحدرة من قرى هي الآن أثورية إذن أنتم آثوريين ، وعجيب أن يصدق هذا الأمر بعض المثقفين من ابناء القوش ، ولا أدري هل كل من سكن تكريت هو من عشائرهم وكل من سكن بعقوبة يجب أن ينتمي إلى تلك العشيرة أو القبيلة ؟ عجيب هذه الأمور .ومن الغريب أن هذا البعض يتناسى أن القوش وكل تلك القرى هي كلدانية الأصل والفصل ، وسكانها من الكلدان سواء كانت ألقوش أو تياري أو بروَر أو دهوك أو مانگيش .ونسي هذا الشخص أن الأنگليز تدخلوا وكانوا السبب في تغيير الهوية القومية لهذه القرى لغرض الحفاظ على الهوية المذهبية ، ولقطع الطريق على القِوى الأستعمارية الأخرى من الأنتشار في المنطقة ، والسبب الآخر هو الحِفاظ على  سكان تلك المناطق ورقة رابحة يلعبون بها متى شاؤوا .

المنزلق الثاني : ــ هو الحالة الإقتصادية والمعنوية والإعتبارية ، حيث حصرت صلاحيات كثيرة بيد فئة معينة تتصرف بها كيفما تشاء ، فمثلاً تعيين مدير ناحية ألقوش او قائم مقام تلكيف قد تم حصر هذه المناصب باعضاء الحركة الديمقراطية الآشورية وأعطيت لهم الصلاحيات لتعيين من يشاؤون في ألقوش وغيرها من القرى ، وبذلك أنزلق بعض من الموظفين من أهالي ألقوش وتنكروا لهويتهم القومية فاتخذوا لهم هوية جديدة تتناسب مع الوضع الحالي وذلك لنيل المنصب وشغل الكرسي وهم ليسوا بغافلين عن أن الكرسي والمنصب زائلان، ولكن أستغلال الحالة القائمة ضروري جداً ، أما عزّة النفس والثبات على المبادئ فهي من صفات الصنف الآخر من اهالي ألقوش حيث نجدها عند مدير مدرسة ابتدائية رفض رفضاً قاطعاً الأستمرار بعمله كمدير مدرسة وبين الإنتماء إلى حركة الزوعا ، فما كان من المتنفذين في هذه الحركة في تربية نينوى إلا أن حاربوا هذا الرجل الشريف واعادوه إلى موقع معلم ليضعوا بدلاً منه شخص باع هويته وتنازل عنها لصالح المنصب .

وما زلنا في هذه النقطة حيث مُنحت الصلاحيات لتعيين الحراس وتوزيع المواد الغذائية والملابس وغيرها من قبل هذه الحركة بينما تم استبعاد الحزب الديمقراطي الكلداني أو المجلس القومي الكلداني ( قبل الإنزلاق ) أو المنبر الديمقراطي الكلداني وحتى جمعية الثقافة الكلدانية ليست لديهم اية سلطة ولا صلاحيات لتنفيذ جزء من ذلك ، والسبب هو بسيط جداً ومعلوم ، حيث عدم توفر المادة أو أنهم بدون غطاء مالي وإن وجد فبدرجة محدودة جداً لا يتجاوز دفع إيجار موقع واحد أو مقر واحد من مقرات هذه التنظيمات وبما أنهم بدون صلاحيات مالية أو إدارية فإن عمل هذه التنظيمات ونشاطاتها ستبقى في حدود وإطارات ضيقة جداً لا تتعدى في أحسن الأحوال قطعة خشبية معلقة على باب بناية قديمة أو على باب غرفة مستأجرة من حزب ما يستدل عليها المستطرق على أنها مقر للحزب الفلاني الكلداني أو التنظيم الفلاني الكلداني .ولا نستبعد والحالة هذه أن ينزلق كل تنظيم كلداني مقره العراق ضمن مسيرة المجلس الشعبي ، فأين الحقوق واين الحريات واين العدل واين المساواة يا مسؤولي العراق تنظيمات وحكومات .

اٌلإنزلاق الإعلامي

تتوجه القنوات الفضائية والمواقع الإعلامية والإذاعات  لنشر تحركات ونشاطات مجموعة من الأشخاص المتنفذين من هذه الفئات بينما تبقى حركة الأستاذ أبلحد افرام مشلولة وحبيسة أوراقه أو موقع الحزب الكلداني الذي هو الآخر تخلى عنه الفنيون ليبقى موقعاً جامداً لا روح فيه . بالمقابل نلاحظ  المواقع الألكترونية والفضائيات تقوم بنقل نشاطات الطرف الآخر وتحركاته وسكناته حتى راح بهم المجال أن ينشروا متى يخلد للنوم ومتى يستفيق من نومه ، وقد يقارن قادة التنظيمات الكلدانية بين هذه الأبهة وهذا الجاه الذي يعيشه من ينزلق في مسار التسمية الثلاثية ويعيش في فقرٍ مدقع من لا ينزلق فيقولون مع أنفسهم نختار الإنزلاق ونحصل على كل شئ فنحن نموت مرة واحدة ، فلماذا العيش بمرارة ؟ أما القيم والمبادئ في سلة المهملات .

تحضرني حالة حدثت وأصبح الجميع يتندر بها على سبيل النكة ،

إخوتي الأعزاء في عام 1979 حدث أن أحد القرويين كان نصيرا في حزب البعث واراد أن يصبح عضوا فدخل دورة إعداد حزبي وترشح ومن ثم أصبح عضواً في الحزب ولم يكن يدري ما لهذه الدرجة من مشاغل ومسؤوليات جعلته يهمل عمله في الحقل والفلاحة ليتفرغ للعمل الحزبي ، ولما كان هذا الرجل اساساً فلاح فلم يتمكن من الأستمرار في ذلك، لذلك قرر أن يترك الحزب ، فنادى على زوجته وقال لها ، غداً تذهبين إلى مقر الفرقة وتأخذين الكتب السياسية التي في هذا الكيس ( علاّقة ) وتأخذين السلاح وتسلمينه للفرقة وقولي لهم ان حمد ترك الحزب ولا يريد أن يستمر لإنشغاله بالعمل ، ففعلت زوجته ما قال لها حمد، ودخلت الفرقة فإذا الرفاق في أجتماع تقدمت ببطء ووضعت الكيس الذي فيه الكتب عند قدمي أمين سر الفرقة خلف المنضدة ووضعت المسدس والبندقية فوق المنضدة وقالت أن حمد لن يعود للحزب ثانيةً، وهنا أستغرب المسؤول من هذا التصرف فقال لها ، أختي لا يجوز هذا لأن حمد رفيق حزبي ولا يمكنه ترك الحزب وهذا نضال وتضحية ، وقال بالعامية ”  لعد وين القيَم والمبادئ ؟ فأجابت بعفوية : يمّه بالعلاگة يَم رجليك “

هذا هو حال المنزلقين اليوم ، لقد وضعوا القيم والمبادئ بالعلاگة ووضعوها تحت أقدامهم ، فحالهم لم  ولن يكون أحسن من حال حمد الفلاح ، وياريت لو كانوا بمفهومية حمد لعذرناهم ولكن …………….. بئس ما فعلوا

وللحديث بقية

You may also like...