الأفلاس الفكري للخطاب ألاشوري المتعصب

 

حينما يتبني  المرء أو اي تنظيما ,, فكراً وحدويا في نهجه وادبياتة ويجعله المحور الاساسي

في النضال من اجل البلوغ لهذا الهدف السامي ,  فلا بد ان يكود الفرد ضمن هذه الوحدة

باعتباره ( أنسـانا ) هو الهدف والغاية وليس الوسيلة . لان الانسان دائما يحل المرتبة الاولى

 في جميع الافكار الدينية والسياسية والاجتماعية فمنه تبدأ هذه الافكار واليه تنتهي . وكذلك

ان تقييّم جميع هذه الافكار يعتمد على ما تحققه من انجازات على البعد الانساني للمجموعة او

 الفرد.

 

 أما اذا كان هناك اي تغيب للبعد الانساني والاخلاقي حيث يهان به هذا الفرد او تلك

المجموعة  اثناء طرح الخطاب السياسي الوحدوي فان هذه الفكرة مصيرها الفشل لان

مضمون الطرح قد قدم أيدلوجية الفكرة وجعلها سابقة على القيم الانسانية .

 

بعد هذه المقدمة …واذا ما قارناها بالواقع السياسي للخطاب الاشوري المتعصب في الوحدة

لوجدنا أن الفكرة لديهم هي :

 

 ( الاقرار بالوجود القومي الاشوري بمختلف تسمياته ) والاعتماد على سياسة الاقصاء

 والتهميش لغير الاثوريين في النهج السلوكي لخطابهم الوحدوي , والذي اقصده تغيب البعد

الانساني والشعور القومي للكلدان والسريان.

 

وكذلك نلاحظ  أن جميع الافكار ( الوحدوية ) التي طرحها الخطاب الاشوري كانت مبنية على

 اساس احتواء الكلدان وليس على مبدأ الاتحاد معهم . اي ان الفكرة كانت دائما عندها تسبق

 الانسان ( اي الكلدان ) , لذا نلاحظ دائما من خلال قرائتنا للتاريخ المعاصر الفشل الذريع الذي

منيت به جميع الايدلوجيات الاشورية في الخطاب السياسي للوحدة وعلى مختلف المراحل ..

 

  بل ونستقرأ منه ايضا ,انه اصبح خطاب مضطرب وقلق في الفترة الاخيرة وحائر بسبب عدم

 جدوى هذا الخطاب لانه لا يرتكز على اليات واقعية وموضوعية في ظل الشعور القومي

الكلداني المتنامي لدى الكلدان.

 

 اخر هذه الافكار التي طرحت قرأناها على صفحات موقع عنكاوة ألاغر في مقالة مقتبس

 عنوانها من اية في الكتاب المقدس

 

 ” ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ….  ”  والتي تحت عنوان … ( ليس بالتعداد وحده يبعث

الكلداني حيا ) للكاتب اخيقر يوخنا

 

يستهل الكاتب من عنوان مقالته بان  الكلدان هم في عداد الموتى الان ولا تبعث الحياة فيهم

مهما كانت نتائج التعداد …

 

عزيزي القارئ الكريم …. اليس هذا الطرح بحد ذاته خاليا من اي بعدا انسانيا  بل و أعتبره

افلاسا فكريا  ..؟؟؟؟؟

 

ولم ينتهي الكاتب عند هذا الحد … فاذا ما استرسلنا بقراءة فحوى المقال فانه تجاوز كل البعد

 الانسانية والا……… في استباحة من اجل الوصول لغايات عن طريق الافكار والاستنتاجات

الهابطة لدرجة  (الا …..)  بنعت الكلدانيات بصفات الرذيلة والمخدشة للحياء , وكيف كان

 الاشوريين ينجبون منهن الاطفال بطرق غير شرعية ..وبتالي فكلدان اليوم هم احفاد

الاشورين ,,وتسري في عروقهم دماء اشورية !!!!!!!!!!

 

عزيزي القارئ

 

اليس هذا الطرح ايضا من اجل الوحدة ( المزيفة )  بحد ذاته افلاسا فكريا متجاوزا كل القيم

الانسانية …؟؟؟؟

 

لكنني حالما قرأت هذا المقال اي قبل اسبوعين تقريبا تردت عن كتابة الرد ظناً مني انه 

سيكون هناك من الكّتاب الاشوريين ( سيهتز شاربه ) و سيردعه عما كتبه .. لان شعبنا في

هذا الوقت لا يحتاج مزيدا من التفرقة والتشتت والانقسام … لكن تأكد لي وللاخرين انهم

 جميعا على هذا النهج سائرون …

 

 حينها قمت انا ومجموعة من الاصدقاء المستقلين الغير منتمين لاي تنظيم كلداني باستنساخ

 ما يقارب 1000 نسخة من هذا المقال وتم توزيعها في القوش وتللسقف وباقوفا وباطنايا

 والقليل منها في تلكيف .. للمتعلمين , والمثقفين ,والكنائس , ومقرات الاحزاب الاشورية ,

 وايضا الكردستانية , من اجل توضيح الحقائق للوحدة المزيفة التي ينشدها الاشورين و لمن

 لا يتابع ما يكتب على صفحات الانترنيت وتوعيتهم بعدم الانزلاق في الفخ الاشوري بطعم

الوحدة !!!

وقد جني هذا العمل ثماره فالكل كان مستاءا بما قرأه ,, وردود الافعال تباينت بين الاستهجان

 والاستياء والبعض فقد صوابه والبعض الاخر( ؟؟؟؟؟ ) ولكن الحقيقة وللتاريخ حتى أن

الكلدان المنتمين للاحزاب الاشورية كانت ردود افعالهم غاضبة  والقسم منهم قالوا  “

  خدعونا باسم الوحدة المسيحية.”

 

 

المهندس

 

فــاروق يوســف خيـــا

faroukyar@yahoo.com

 

عضو الهيئة التاسيسة للأتحاد

العالمي للادباء والكتاب الكلدان

من احدى القلاع الكلدانية / تللسقف

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *