الأستاذ نيجيرفان البارزاني ستتسم وزارتكم بالمساواة والعدل حينما يكون فيها وزير كلداني

 habeebtomi@yahoo.no

بمنتهى الصراحة اقول ، نحن الكلدان نشعر بغبن كبير في اقليم كوردستان ، وكأن القيادة الكوردية قد ادارت ظهرها للشعب الكلداني الذي كان دائماً يقف الى جانب نضال الشعب الكوردي ، وثمة اوساطاً كثيرة من الشعب الكلداني قد طالها الظلم والأضطهاد والسجون والتشريد نتيجة مواقفهم الشجاعة المؤيدة لنضال الشعب الكوردي خلال سنين وعقود نضاله والذي تبلور بالثورة الكوردية التحررية التي قادها القائد الكوردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني . وسوف لا اتكلم هنا عن الشهداء الكلدان الذين ضحوا بحياتهم واختلطت دمائهم مع دماء ابناء الشعب الكوردي ومع بقية المكونات العراقية التي وقفت الى جانب هذا الشعب ، ولا شك ان المرحوم ملا مصطفى البارزاني كان منصف لهذا الشعب والقرائن كثيرة لسنا في هذا المقال القصير بصدد إدراجها .
إن كان الأستاذ مسعود البارزاني قد صرح بأن القيادة الكوردية قد قررت بالوفاء لكل من وقف الى جانب الثورة الكوردية وساهم بصورة من الصور في نضاله ، فإن شعبنا الكلداني لم ينل شيئاً من من ذلك الوعد فمن ناحية الغيت تسمية القومية الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني تحت ضغط الأحزاب الآشورية التي تسخر التسمية القطارية لأجل مكاسب سياسية ليس إلا . وهكذا تم إلغاء الأسم الكلداني مع ما يحمل ذلك من تناقضات مع الدستور العراقي في هذه المسألة ، فالقيادة الكوردية إن كانت تريد الوفاء للشعب الكلداني فعليها ان تعيد التسمية الكلدانية بشكل واضح ومستقل في مسودة الدستور الكوردستاني وذلك يتوافق مع ما ورد في الدستور العراقي الفيدرالي .
المسألة الثانية هي منح حصة الكلدانيين من الثروة التي يستحقونها بشكل مستقل عن الأحزاب الآشورية التي تستغل تلك الثروات لمصالها الحزبية وتعمل على تركيع المنظمات والأحزاب الكلدانية لكي تمنحها شئ يسير من استحقاقاتها المالية ، وسوف لا اتكلم عن استغلال فضائية عشتار ووسائل الأعلام الأخرى لطرف واحد وإقفالها بوجه الشعب الكلداني ومثقفيه للتعبير عن آرائهم السياسية والقومية بحرية ، والسبب بكل بساطة يرومون تكميم الأفواه وإسكات كل من يفتخر بقوميته الكلدانية . هذا هو الواقع المؤسف وهذه هي معاناة شعبنا الكلداني امام هذه العملية من التهميش .
نحن لسنا ضد منح الحقوق الكاملة لكل الأطراف ، ولكن لا نقبل ان تكون مصائرنا متعلقة بأي طرف مهما ادعى من اننا دين واحد ولغة واحدة ، لا نقبل بوصاية الأحزاب الآشورية على مصائرنا ، نحن الكلدان لنا تاريخنا ولغتنا الكلدانية وثقافتنا وقوميتنا الكلدانية وينبغي التعامل معنا على هذه الأسس .
اليوم ياتي موضوع تشكيل الكابينة السابعة والتي كلف الأستاذ نيجيرفان البارزاني بتأليفها ، ونحن نشهد له بالكفاءة وروح الشباب وعنصر الأخلاص ، لكن تبقى مسألة التعامل مع المكونات الكوردستانية ومنها حقوقها في التمثيل في هذه الوزارة . إن التمثيل في الوزارة يعني جزء من الوفاء لذلك المكون وقد رأينا كيف كان المرحوم ملا مصطفى البارزاني يفرض الشروط على الحكومات العراقية المتعاقبة التي كان يفاوضها ، وكيف كان يفرض من اوليات حقوق الشعب الكوردي بأن يكون لهم تمثيل في الحكومة من وزراء ومناصب سيادية كنائب لرئيس الجمهورية .
لقد كانت الحكومات التي تريد الألتفاف على المطالب تعمل على تعيين وزراء أكراد لكن هؤلاء الوزراء كانوا معروفين بمواقفهم المعادية لنضال الشعب الكوردي وثورته التحررية ، أما إن كانت الحكومة صادقة في نياتها كانت تعين وزاء مؤيدين ومخلصين للثورة الكوردية ولقيادتها التي كانت متمثلة في ملا مصطفى البارزاني وحزب البارت ، ونحن هنا لا نريد تعيين وزير جنسيته كلدانية فحسب لكنه يعمل تحت هيمنة الأحزاب الآشورية فيتنكر لقوميته الكلدانيـــــــــــة ولحقوق الشعب الكلداني ، مكتفياً بمنصبه وراتبه الشهري ومصلحته الذاتية .
مثل هذا الشخص لا يمكن ان يكون ممثلاً للشعب الكلداني ، ونحن نعرف عن الآلاف المؤلفة من الأكراد كان يقفون الى جانب الحكومات ويحاربون الثورة الكوردية ، وكانت المصلحة الشخصية تطغي عليهم فهل يمكن مثل هؤلاء الأكراد ان يمثلوا الشعب الكوردي في المحافل السياسية ؟
إن من يفتخر بقوميته الكلدانية ويسعى الى تثبيتها في مسودة الدستور الكوردستاني ويتعامل بشفافية مع المنظمات والأحزاب الكلدانيــــــــة ، هذا هو الذي يمثل الشعب الكلداني وليس المهم ما هو اسمه والى اي حزب ينتمي او كان مستقلاً ، المهم ان يكون له كفاءة مشهودة وان يكون حائزاً الشهادة المطلوبة التي تؤهله للوظيفة وان يكون نزيها ومعروف اجتماعياً ، وكما قلت ان يكون له مشاعر يفتخر بتاريخه وقوميته الكلدانيـــة ولا يبيع نفسه وقراره من اجل حفنة من الدراهم .
نحن بانتظار قرار جرئ ومنصف للشعب الكلداني من الأستاذ نيجيرفان البارزاني .
حبيب تومي / اوسلو في 28 /02 / 12

You may also like...