الأستاذ نوجيرفان البرزاني المحترم فاقد الشئ لا يعطيه

نشر موقع عنكاوا الألكتروني خبراً بتاريخ 7/2/2012  بعنوان ” نيجرفان برزاني يجتمع بتنظيمات وأحزاب شعبنا ” وما يهمنا من الخبر، هو ما جاء بفقرته الأخيرة وفيها يقول ناقل الخبر ” وحث بارزاني سكرتير حزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني أبلحد أفرام الإنضمام مجدداً إلى تجمع تنظيمات شعبنا ، للم الشمل وتقوية الراي والكلمة ” .

قبل كل شئ إن كان ناقل الخبر أميناً ودقيقاً في ما نقله عن الأستاذ نوجيرفان البرزاني السامي الإحترام، نقول : وهل أن إنضمام الأستاذ أبلحد أفرام إلى هذا التجمع القطاري( الذي لا يمثل المسيحيين العراقيين ككل ولا يمثل الأحزاب القومية والسياسية ككل) سيتم لم الشمل وتقوية الرأي ؟ وكيف يتم لم الشمل وتقوية الرأي ؟ هل أن الكلمة ستتوحد بإنضمام الأستاذ أبلحد أفرام إلى التجمع القطاري ؟ وماذا عن أبناء شعبنا الكلداني الذي ستُمحى هويته ؟ وماذا عن هذا الشعب التاريخي الذي سيُمحى تاريخه ؟ ويُعطى له أسماً غير إسمهِ ؟ أليست من مهازل التاريخ أن نحجب حرية شعب كامل ؟ ونمحو تاريخاً عمره أكقر من ستة آلاف عام ؟

–         هل تتم الوحدة الشعبية الموهومة بتوحيد مسؤولي الأحزاب ؟ وهل هي على غِرار وحدة حكومات وليست وحدة شعوب ؟ وهل يرتضي الشعب الكلداني مثل هذه الوحدة؟ وماذا سيكون مصير الكلدان المسلمين ؟ كلدان الناصرية والعمارة والصابئة وغيرهم ؟ وماذا سنجيب التاريخ والمؤرخين ؟ هل سنمزق كتبهم ؟ هل سنرميها في البحر ؟ هل سنعيد كتابة التاريخ من جديد ونقول بأن حمورابي لم يكن كلدانياً بل كان كلدانياً سريانياً آشورياً ؟ وهل سنمحو حوليات الملوك الآشوريين ونقول عنهم إنهم كذابين ولم يهجموا على الكلدانيين ، لأنه لا توجد هكذا تسمية، بل كانوا كلداناً سرياناً آشوريين ؟ ماذا نقول للمؤرخ أكتيسياس وهو طبيب يوناني ألّف كتب في علم الآشوريات ” إن الكلدان هم قدامى البابليين .Ctesias II, 29s  ، وماذا نقول لغيره من المؤرخين ؟ كيف سنواجه أجيالنا ؟ ألا يتهموننا بأننا قبضنا ثمن سكوتنا على تزوير التاريخ ؟ ألا يطالبوننا بالمصداقية ؟ مَن هو الشعب الكلداني السرياني الآشوري ؟ وما هو تاريخه وتراثه وهويته القومية ؟ أين كان يسكن ؟ وما هي آثارهُ ؟ وأي من الكتب وثّقت تاريخه؟ ومَنْ مِن المؤرخين ذكرَهُ في مؤلفاتِهِ ؟ ومَنْ هم البحاثة الذين بحثوا في تاريخه؟ هل ذكرهم الأستاذ أحمد سوسه؟ أم البحاثة الأستاذ طه باقر ؟ أم الأب أنستاس ماري الكرملي ؟ أم المطران أدي شير أم الباحثة الفرنسية مارگريت روثن ؟ أم أرسطوطاليس أم روفائيل بابو إسحق أم أيشو مالك أم أنولد توينبي والقائمة تطول،  أم مَنْ ؟ مَنْ بنى الجنائن المعلقة ؟ وبوابة عشتار ؟ مَن أسقط الدولة الآشورية عام 612 قبل الميلاد ؟ وحُكُم مَنْ نقدر أن نُسميّه بأنه آخر حُكُم وَطني حَكَم العراق قبل الميلاد ؟ هل نقول بأن الجنائن المعلقة بناها الكلدان السريان الآشوريين ؟ هل يستطيع أياً كان أن يذكر مثل هذه المغالطات؟ من أجل لم الشمل وتوحيد الراي وتقوية الكلمة ؟ لا أظن أن شعبنا الكلداني يقبل بذلك ؟ ولا أعتقد بأن التأريخ سيقف مكتوف الأيدي أما مَن يحاول أن يغيره ، لآن التأريخ كُتب قبل آلاف السنين ، وإن الكلدانيين رسموا خارطة للعراق والمنطقة قبل أكثر من ثلاثة ألاف عام ، وتاريخ الكلدانيين معروف في العراق، فإن استطاع الأستاذ سركيس أغا جان أن يغير وجه التاريخ لفترة محدودة ، فلا يعني أن الأمور تسير بالشكل الصحيح ، ولا يعني أن العالم كله سيقول للأستاذ سركيس نعم هذا هو التاريخ الحقيقي لكم ، لا بل سيأتي يوم يقول له فيه أبناء العراق: نحن نعرف بوجود شعب كلداني ، أما عن الكلدان السريان الآشوريين فلا وجود لمثل هذا الشعب في تاريخ العراق كله منذ سبعة آلاف عام ولحد اليوم، إذن أنتم غرباء أرحلوا أيها السريان الكلدان الآشوريين من عراقنا الحبيب ولا تشوهوا تاريخ العراق العظيم .

–          سعادة الأستاذ نوجيرفان البرزاني المحترم

عندما كُنا نقول ونؤكد بأن الكلدان يتعرضون لهجمات تريد تغيير تاريخهم وتاريخ المنطقة والعراق ككل ، فقد كُنا واعين إلى ممارسات سوف تحدث، وقد حدثت بالفعل مِن قِبل إخوتنا النساطرة المتنفذين في إقليم كردستان وحكومة بغداد، مثل سعادة وزير المالية السايق الأستاذ سركيس أغا جان وسعادة النائب يونادم كَنّا، ونحن نعلم مدى العلاقة الحميمة التي تربط سيادتكم بسعادة وزير المالية السابق في اٌلإقليم، وإن سيادتكم لا تردون له مطلباً، وتجلى ذلك واضحاً عندما تم تغيير دستور إقليم كردستان في لحظة واحدة وبجرة قلم وبسهولة ويسر، لم يسبق أن حدث ذلك في جميع دول العالم، وفي جميع أنظمة الحكم سواء كانت إشتراكية أو رأسمالية أو غيرها، عندما نشرت الصحف الكردستانية ووسائل الإعلام مسودة دستور إقليم كردستان ، وفيه التسمية القومية الكلدانية مستقلة كما وردت في دستور الدولة العراقية، ولكن في غمضة عين تم تغيير كل ذلك، والعودة إلى التسمية القطارية، وتغيّرت معها نبرة كلام القيادة في الإقليم، حيث بدأوا يطالبون المسيحيين بالوحدة لكي يمنحوهم حقوقهم،

فهل يجوز الضغط السياسي على حزب ما لكي ينصاع إلى راي آخر ؟ وهل يجوز مضايقة حزب معين لمصالح حزب آخر ؟ وهل يجوز حجب بعض الحقوق كورقة ضغط لتليين الموقف، مع العلم أن الحزب الكلداني هو الحزب السياسي الوحيد للكلدان والذي يعمل على مستوى الإقليم والعراق ككل، وكما قلنا ماذا عن الكلدان المسلمين وما هو موقفهم ؟ وكيف سيتم التعامل معهم في هذه الحالة ؟ هل سنسميهم كلدان سريان آشوريين ؟ هل سيادتكم مقتنعون بذلك ؟ وهل تتصورون بأننا سنتمكن من إيجاد الإجابة وتغيير وجه التاريخ ؟

لقد إنقسم إخوتنا الأكراد إلى عدة أحزاب سياسية وسياسية دينية وقومية، فهل تمكن أحد في الإقليم من توحيد الأحزاب السياسية الكردية ؟ ألا توجد أحزاب دينية بطابع سياسي في الإقليم ؟ هل تمكنت القيادة في الإقليم من حصر التجاوزات التي حدثت في زاخو وسميل وطالت المسيحيين ؟ وكان أبطالها من أحزاب دينية ذات طابع سياسي وأمام مسؤولي السلطة ؟

 وهل فات عن بال السياسيين الأكراد أن التوحيد هو لم الشمل ويقوي الرأي والكلمة ؟ إن كانت الأحزاب الكردية تنام على إنقسام وتصحو على آخر فكيف يتم مطالبتنا بالتنحي عن هويتنا القومية وتغيير تاريخنا وتراثنا، وننساق وراء التسمية القطارية  التي ليس لها اي سند تاريخي ولا قانوني ولا منطقي ؟

سعادة الأستاذ نوجيرفان البرزاني المحترم

كلنا أمل أن تسندوا وتساندوا الأستاذ أبلحد افرام ، فهو قومي وناضل من أجل الهوية القومية للكلدان، وهو مناضل خبرته وعجنته التجارب، وهو سكرتير الحزب الديمقراطي الكلداني، ولم ينثنِ أما ضربات الآخرين، نطالب سيادتكم ونتشجع في ذلك من خلال مواقفكم المسانِدة للمسيحيين في الإقليم ، فأنتم سند للمسيحيين، ومن خلال سيادتكم نطالب  القيادة في الإقليم ، دعم هذا المناضل ليكون للكلدان مكان في المساهمة بكل تواضع ومن منطق المواطنة خدمة الإقليم وشعب كردستان بكافة تنوعاته، فالتنوع مرغوب ومطلوب، والورود ليست كلها بلونٍ واحدٍ ، وقد حباها الله هذه الألوان لتعطي زهواً وتنشر الفرح والسرور في نفس مَن يشاهدها، وهكذا هي الحياة في إقليم كردستان في ظِلّكم وبوجودكم .

وأخيراً نقول : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ولا بالضغط على الكلدان، تزدهر الحرية في كردستان.

دمتم سنداً قوياً للكلدان في كل مكان .

11/2/2012

 

You may also like...