الأستاذ جمال مرقص والهوية القومية الكلدانية لعينكاوة

” خاهه عَمّا كَلْذايا “

يبدو أن خصوصية كلدانية القلعة الكلدانية الأصيلة عينكاوة، تتعرض إلى القَضْمِ والهَضْمِ هي الأخرى، فبعدت أن تغيّرت الحال في تلكيف بهجرة أهاليها، سواء كان ذلك برغبتهم، أم عن طريق الإغراء والإغواء، أو بالضغط والإكراه، لأسباب كثيرة ومتعددة يعرفها الكثيرون، ولا مجال للخوض في تفاصيلها الآن، اليوم نرى أن عينكاوة، وبعد ما وصلت إليه من الرُّقي والعُلو، والتي أصبحت ملاذاً آمِناً، وقلعة كلدانية، ومنارة إشعاعٍ لكل ما هو كلداني، نرى في الجانب الآخر من الحديث، بأنها قد جذبت الأنظار إليها، فمرة تمكنوا من إغواء البعض من أهالي ورجال عينكاوة ( أصحاب الضمائر والنفسيات الضعيفة) بدعمهم بالمادة والمال والمناصب التي بهرت أعينهم فركبوا القطار الأغاجاني بتأسيسهم ما يسمى بالمجلس الشعبي وركبوا القطار الثلاثي الذي يقوده الأستاذ سركيس أغاجان، ودعمه بالمال والرجال بشكل غير محدود ليجني من ورائه ثمار لا يعرفها غير الراسخين في العلم، غايتها تفتيت الأمة الكلدانية الخالدة، وإعلاء شأن أقلية قومية متنكرة لأهداف وهوية أمتها الكلدانية، والتي ليست لها وجود على أرض الواقع، سوى رسم في مخيلة المرضى، وبعدما رأينا الدعم المالي غير المحدود، أو الكنز الذي وُضع تحت تصرف الأستاذ أغاجان وزير مالية أقليم كردستان( السابق) ومنحه العطايا بدون حسيب أو رقيب، وكأنه يوزع من إرث شخصي لا يمت إلى هذه الدنيا بصلة، حتى أن رئاسة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في وقتها قد أعترضت على هذا السخاء غير المتناهي، وهذه العطايا والهِبات التي تُمنح بشكل مُذهِل ومُلفِت للنظر، وبعد أن يكون قد أعماها المال يُطلب منها ركوب القطار، ومَنْ يرفض مصيره يكون قطع الأرزاق عنه، والقلة القليلة تمكنت من معرفة ذلك، أما من لم يتمكن فلم يعد بإمكانه العودة إلى خط الفقر الذي كان يعيش فيه، بعد أن يكون قد أغواه المال فيركب القطار لاعناً أبو القومية وهويتها، فاليوم خمرٌ وغداً أمرُ، ولكن رئاسة الكنيسة الكلدانية لم تكن كذلك، لقد أنتبهت إلى كل ذلك ، فطلبت من السيد الوزير، أمرين وهما   أما أن يكون تسليم وإستلام المبالغ والعطايا والمنَح  والهِبات بشكلٍ أصولي، أو إنهم يرفضون أي مبلغ يُمنح لهم بشكل إعتباطي، وكان مجلسنا سابقاً المجلس القومي الكلداني ( الذي تأسس على أثره التجمع الوطني الكلداني ) واحداً من هذه التنظيمات التي كانت تستلم المبالغ والأموال من مكتب الأستاذ أغاجان، حتى دون التوقيع على أية قصاصة ورقية بإستلام المبلغ، وعلى حد قول المثل العراقي ( حَمّلْ وشيل ) ، فكان المجلس القومي الكلداني قبل أن ينحرف، وقبل أن يبيع ضميره ويخون أمّته، يستلم مبلغاً من المال ( عشرة ملايين دينار عراقي بالتمام والكمال تقلصت إلى خمسة ملايين ) ولا أحد يطالبه بتصفية المبلغ، أو أن هناك لجنة لتدقيق المبالغ والوصولات وطرق الصرف وكيفية صرف هذه المبالغ الهائلة، ناهيك عن التنظيمات الأخرى مثل نادي بابل الكلداني وغيرها، وكأن الموضوع كله هو التركيز على التنظيمات القومية الكلدانية لإستدراجها إلى فخ معين نصبوه لها، وكمين ليوقعوا هذه التنظيمات فيه، فكان منهم مَن أنزلق مثل المجلس القومي الكلداني بعد الإستحواذ عليه زوراً وبهتاناً، والمنبر الديمقراطي الكلداني وغيرهم من التنظيمات القومية الكلدانية ، وبذلك حقق مؤسسوا الفكرة بعض التقدم ونفذ جزء من الفكرة والمخطط الإجرامي الكبير بحق الكلدان، ولكن تمكن الحزب الديمقراطي الكلداني بقيادة الأستاذ أبلحد افرام من الصمود بوجه هذا المخطط رافضاً ومقاوماً كل الإغراءات وكل العواصف التي عصفت به، بالرغم من تحمله عناء الإنشقاق الذي حدث في صفوفه والتي كان سبب جزءاً منها هو المخطط الثلاثي والتسمية القطارية كما ساندته التنظيمات الكلدانية الأخرى الأصيلة والتي تعتز بهويتها القومية .

اليوم يقف الشرفاء من أهالي  عينكاوة بوجه أي تغيير يموغرافي في المنطقة، يرفضون ذلك منطلقين من إيمانهم القويم على المحافظة على هذا الإرث التاريخي، وهذه الحضارة التي أصبحت عينكاوة مركز إشعاعٍ لها، إنها الحضارة الكلدانية، فعينكاوة أصبحت مقراً للتنظيمات القومية الكلدانية، وملاذاً آمنً لكلية بابل للفلسة واللاهوت، ومقراً لعقد المؤتمرات الكلدانية بكل حرية وديمقراطية، وذلك في ظل نظام الحكم وفي ظل حكومة الأقليم التي تسعى جاهدةً  لتطبيق الديمقراطية والعدل والمساواة بين الجميع.

لهذه الأسباب مجتمعةً بات من الضروري أن تكون عينكاوة محط أنظار الحاقدين على الأمة الكلدانية من أن يحسبوا لها ألف حساب، أو أن يضعوها في حساباتهم بعد أن فشلت جميع مخططاتهم للنيل من الهوية القومية لعينكاوة .

اليوم تأخذ هذه الحرب مجرى آخر أو منحى آخر، اليوم النيل من الهوية القومية الكلدانية لعينكاوة يخترق صفوف المؤسسة الكنسية، هناك راسمي مخطط رهيب للنيل من الكلدان بعد فشل المخططات السابقة، او سقوط بعض التنظيمات القومية التي باتت تحمل من الكلدان أسمهم فقط، الطعن بالأخ جمال مرقص لا يجدي نفعاً، بل دراسة ما ذهب إليه الأستاذ جمال ومناقشته وأخذ النقاط التي طرحها على محمل الجد من الممكن أن يوصل المختلفين إلى نتيجة، ولا بد أن تتوافق وجهات نظرهم مع المسؤوليات القومية للأمة الكلدانية، أعتقد هناك غاية ونيّة مبيّتة للإيقاع بالأخ جمال وإسقاطه سياسياً وتجريده من درجته الحزبية، ومن ثم تكون النتيجة خنق الصوت الكلداني الذي يصرخ لا بوجه التغيير الديموغرافي لعينكاوة، المطلوب من المؤسسة الكنسية مسايرة الواقع الحالي ودراسة معاناة أبناء شعبنا الكلداني والوقوف على نقاط الإختلاف، ومن ثم معالجة الموقف بحكمة ودراية، كما عوّدونا رجال هذه المؤسسة، أعتقد ليس من المقبول أن يتم تخصيص أراضٍ من عينكاوة لبناء كنائس همها الأول تمجيد القومية الآشورية، لا سيما وما زالت رسالة غبطة البطريرك مار دنخا منشورة في المواقع والتي ينفي وجود الأمة الكلدانية، ويجعل هذه الأمة العظيمة مجرد كنيسة ومذهب ديني لا غير،  أليسوا قادة هذه الكنائس ينادون ليل نهار بمصطلح ” الأمة الآشورية ؟” كنتُ أتمنى من أحد السادة المطارنة الرد بالأسلوب العلمي على أهمية  ودور الشعب الكلداني، وأن يُذكّر سيادة البطريرك، بأنه لو لم يكن شعب كلداني لما تواجدت كنيسة كلدانية ! وأن يُذَكّرهُ بماضيه القريب، الذي يقول بأنهم كلدان وكنيستهم مشرقية كلدانية وليسوا سوى ” كلدان الجبال ”  لكن مع الأسف أن تقوم رئاسة الإباريشية بفسح المجال وتشجيع الأحزاب التي لا تمت بصلة إلى الكلدان، من تخصيص أراضٍ لهم في أرض كلدانية، وأن يشجعوهم لكي ينشطوا ضمن شعب كلداني، هذا غريب جداً، أليس الأجدر بنا أن ندعم الأحزاب القومية الكلدانية، وننتشلهم ونقوي من عزيمتهم لكي يكونوا دعماً وسنداً لأمتنا الكلدانية، ومن خلالهم تنشط الكنيسة وتتقوى بواسطة شعبها، أليست هذه الأحزاب تنادي بمصطلح التسمية القطارية ؟ وتحاول تهميش وإلغاء الهوية الكلدانية لشعب تاريخي؟ ألا توجد ساحة أخرى واراضٍ أخرى غير الأرض الكلدانية في عينكاوة  لتخصيصها لبناء كنائس ومقرات لهم ؟

أتمنى من القيادة الدينية الكلدانية الكاثوليكية في أربيل أن تأخذ الأمور وتقيسها من زاوية أبعد من هذه الزاوية وأشمل، فهذه مخططات كبيرة وخطيرة، ووراءها رجال لهم أهداف، غايتهم تحطيم الهوية الكلدانية ومحوها وضرب كل ما هو كلداني، ولا يهمها هذا الكلداني سواء كان حزباً سياسياً ام مؤسسة دينية، فقبلها فعلها السيد يونادم كنا، حينما ألتف على غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي ونطق بإسمه في مجلس الحكم بإلغاء الهوية القومية للكلدان، وما لقائه مع  برنامج سحور سياسييقدمه الأخ عماد العبادي على هذا الرابط

http://www.youtube.com/watch?v=jcyBlqcDxV8&feature=emailا

ولولا حكمة أبينا البطريرك و حَنَكة قادتنا ورجال الكلدان الشجعان وتنظيماتنا القومية المهنية الأخرى لكانت التسمية الكلدانية في خبر كان .

تحية تقدير وإجلال  للأخ  الأستاذ جمال مرقص .

عشتم وعاشت أمتنا الكلدانية بألف خير

2012/01/11

You may also like...