الأرشيف اليهودي وأرشيف الأقليات العراقية الأخرى / خدر خلات بحزاني

في تمثيلية مضحكة ومبكية، تدّعي الحكومة العراقية انها حريصة على استعادة ارشيف اليهود العراقيين بعد ان اصبح في متناول واشنطن. ورغم انني ارى أن هذا الموقف ليس سوى اعلان او موقف سياسي لا يصدقه احد سوى السذج، وان العراق يحاول ان يظهر بمظهر الحريص على ثقافات مكوناته (ولا اقول شعوبه)، في وقت شهدت البلاد خلال العقد الماضي اكبر موجة هجرة للاقليات العراقية من الايزديين والمسيحيين والصابئة، وكانت الهجرة داخلية وخارجية.. رغم انني احترم ارشيف كل المكونات العراقية، وبضمنهم اليهود العراقيون، لكنني لا اعرف لماذا يحرص العراق على استعادة ارشيفهم في الوقت الذي تعاني الاقليات الاخرى من خطرالانقراض الحقيقي وتقاوم ذلك بكل السبل، دون ان تشعر بغداد بهم. ما هي اجراءات بغداد تجاه ملامح اندثار الاقليات العراقية ؟ هل يحفظ وجود وزير مسيحي اومدير عام ايزدي وآخر صابئي في حكومة ما باقة التنوع العراقي؟ هل اطلاق تصريحات وردية تجاه هذه الاقليات كفيل بحفظ حقوقهم؟ لا اظن ان اياً من ابناء الاقليات العراقية يطمح الى تولي حقيبة وزارية “سيادية”، والفضل يعود لمبدأ المحاصصة والتوازنات السياسية الذي أخلّ بتوازن الاقليات، لكنني واثق ان جميع ابناء الاقليات العراقية يطمحون باتخاذ سلسلة اجراءات تحفظ وجودهم وكيانهم وثقافتهم.. ثم ماذا ستفعل حكومتنا الموقرة في الارشيف اليهودي؟؟ هل ستطالع الفصل الاخير فيه، وتذرف الدموع على مشاهد الفرهود التي هي وصمة عار في جبين كل من ساهم فيها؟؟ وهل يمكن ان يتعظ احد من افراغ العراق من احد مكوناته الاساسية؟ ام ان حكومتنا الحالية والحكومات السابقة تنتظر تلاشي الايزديين والمسيحيين والصابئة لتنظر في ارشيفهم، بعد خراب البصرة، وتفهم عمق معاناتهم من اجل ايجاد حلول لها.. اذا كان الارشيف اليهودي يهم احدا، فلما لا يهتم احد بنحو مليوني ايزدي ومسيحي وصابئي عراقيين في الداخل، ونحو نصف هذا العدد في الخارج؟ اعتقد ان ارواء شجرة ميتة هو تبذير للمياه والوقت. وان العناية بالورود الذابلة في الحديقة العراقية اهم واجدى

You may also like...