الأتحاد الكلداني الأمريكي أزدواجية وأنتقائية في التعامل مع المنظمات الكلدانية / بقلم : مازن جميل

المفروض أن يكون الأتحاد الكلداني الأمريكي تجمع أو مظلة للمنظمات والتجمعات الكلدانية في مدينة ديترويت الأمريكية والتي يتواجد فيها أكبر تجمع كلداني في العالم ، حيث يقطنها أكثر من 150 ألف كلداني ، تأسس الأتحاد الكلداني سنة 1980  بعد أنضمام أكثر من 15 منظمة وجمعية كلدانية بالأضافة الى ممثلي مجالس الكنائس ، وكان الهدف من تأسيسه هو خدمة أبناء الجالية الكلدانية وتوحيد خطابهم وعملهم من أجل تقديم يد العون والمساعدة ومد الجسور بين جاليتنا ووطننا العراق بالأخص أبناء شعبنا المسيحي بكل تسمياته القومية ، ويعمل الأتحاد من أجل الحفاض على اللغة والتأريخ والتراث والتقاليد ، ويتواصل مع المسؤولين وأصحاب القرار لأيجاد كل مستلزمات الحياة الكريمة لأبناء جاليتنا والدفاع عن حقوقهم ، وقد تعاقب الكثيرون من أبناء جاليتنا الغيورين على تمشية أدارة الأتحاد من خلال الأنتخابات الحرة والنزيهة ، وأستطاع العديد من قيادييه أبراز الوجه المشرق لجاليتنا الكلدانية وتثبيت الحضور القوي والمميز في الساحة الأمريكية والعراقية من خلال التواصل مع المسؤولين وأصحاب القرار ، وقد مر الأتحاد بفترات تخللته الأيجابيات والسلبيات في مسيرة عمله ، ولكن في السنوات الأخيرة تراجعت مسيرة الأتحاد كثيرا بعد أن تولى مسؤولية قيادة الأتحاد أشخاص لم يرتقوا الى المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، فأخذ دور وأسم الأتحاد في التراجع مما حدا ببعض الغيورين الطلب من القيادة الكنسية برئاسة المطران مار أبراهيم أبراهيم تسلم مسؤولية الأتحاد والعمل على تمشية أموره لفترة سنتان لأنتشال الأتحاد الكلداني من واقعه المرير ومعالجة مشاكله الكثيرة ، وبعد ذلك يتم تشكل لجنة لأجراء الأنتخابات ، ولكن مرت أكثر من أربعة سنوات ولا زال الأشخاص الذين كلفهم سيادة المطران بتمشية أمور الأتحاد متشبثين بالقيادة ولا يريدون أجراء الأنتخابات بالطرق الشرعية مستمرين بممارساتهم الغير شرعية والغير قانونية ، مستفيدين من هالة الشرعية التي أعطاها لهم بحسن النية سيادة المطران مار أبراهيم أبراهيم بقصد تصحيح مسيرة الأتحاد وتقويته ، وهؤلاء الأشخاص الذين لا يتعد عددهم الخمسة أشخاص والذين يجمعون بين قيادة الأتحاد وقيادة منظمة غرفة التجارة الكلدانية الامريكية( كالدين جامبرس) أداروا ظهرهم وأبتعدوا عن المنظمات والتجمعات الكلدانية ، وأخذوا يتعاملون مع أشخاص وتجمعات تابعة لزوعا والمجلس الشعبي والغاية هو الأستفادة وكسب المنافع الشخصية وتنظيم السفرات الى شمال العراق ، ليصل الأمر الى عقد أجتماعات وتكوين تجمعات مشتركة معهم ( كاسكا وقبلها كانت كنكا ) وأبعاد التنظيمات الكلدانية وأزاحتها بحجج واهية وغير مقبولة ، علما أن سيادة المطران كان قد دعا الى أجتماع ضم كل المنظمات الكلدانية والمهتمين بالشأن القومي والسياسي للتباحث في الأمور التي تهم الجالية ، ودعاهم في هذا الأجتماع الى توحيد الجهود والعمل المشترك وعدم أحقية أي طرف الأدعاء في تمثيل الكلدان لوحده لأن ذلك يضر بقضايا شعبنا المصيرية ، وقد أستحسن الحضور هذه المبادرة الجميلة من سيادة المطران أبراهيم أبراهيم ، ولكن مع الأسف أستمر قيادي الأتحاد في مسيرتهم غير مكترثين  !! رغم أدعائهم بأن الأتحاد يضم العديد من هذه المنظمات ولكن في الحقيقة ومع الأسف الشديد ليس له أي تواصل معهم ويستخدم أسمائهم بغير حق من أجل أضفاء الشرعية لا غير ، وفي خبر صرح به السيد أنطوان الصنا مسؤول المجلس الشعبي والمنشور في يوم 2010-7-9 والمشور في موقعي عشتار وعينكاوا عن أجتماع مشترك مكون من الأتحاد الكلداني والمجلس الشعبي وزوعا ومنظمات أخرى لم يسميها ( لأنها أصلا لم تكن موجودة ) مع أثنين من عضوي الكونكرس الأمريكي ، علما أن هذه ليست المرة الأولى يجري فيها أستبعاد المنظمات الكلدانية !!!  وهنا نتساءل وبأستغراب هل المجلس الشعبي وزوعا هما منظمات كلدانية ليكونا في الصدارة ؟ ، وأين أصبحت المنظمات الكلدانية من خارطة وأجندة الأتـحاد الكلداني !! وأين دور هذه المنظمات التي تعمل على الساحة الأمريكية والعراقية حسب أمكانياتها  !! وهل يعتبرها الأتحاد من الخوارج لا سامح الله !!  أم أن هناك تقاطعات بين قيادي الأتحاد وتلك المنظمات لانها لا تقبل المساومة على الطريقة الغير ديمقراطية التي يقوم به هؤلاء القادة في الأنفراد بالقرار وألغاء دور هذه المنظمات ، لذلك يحاول مسؤولي الأتحاد أستبعاد المنظمات الكلدانية والتوجه الى أطراف أشورية على حساب المصالح القومية والسياسية والأجتماعية الكلدانية  .
نص ما كتبه السيد صنا  ( شاركت لجنة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في ولاية مشيكان الامريكية في اللقاء الذي نظمه الاتحاد الكلداني الامريكي المشترك بتاريخ 6 – 7 – 2010 في الولاية مع اثنين من عضوي الكونغرس الامريكي وكان القاء ايجابيا ومثمرا حيث تم طرح هموم ومعاناة ومشاكل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (سورايا) في الوطن واللاجئين منهم في الدول المضيفة والحلول المقترحة لها وشارك في اللقاء السادة (ظافر نونا) رئيس الاتحاد الكلداني الامريكي و (مارتن منا) المدير التنفيذي لغرفة التجارة الكلدانية الامريكية و (جوزيف كساب) المدير التنفيذي للاتحاد الكلداني الامريكي و (عصمت كرمو) عضو الاتحاد وعدد من ممثلي تنظيمات شعبنا القومية ومنهم ممثل الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) وعدد من الشخصيات المهنية والمستقلة المعروفة في الولاية هذا وقدم وفد لجنة المجلس الشعبي المتكون من السادة انطوان الصنا وداود برنو والسيدة كميليا كوريال هرمز مذكرة بمطاليب وحقوق شعبنا الى عضوي الكونغرس الامريكي ووعدا بدراسة ما جاء فيها ).أتحادنا الكلداني !!  أين هي منظماتنا وتجمعاتنا الكلدانية في هذا الأجتماع  وأين هو دورهم ومن سيعكس مطاليبهم علما أن المنظمات الكلدانية في الساحة هي التالي (  منظمة نساء الرحمة الكلدانيات ، الجمعية الكلدانية العراقية الأمريكية – شنندوا ، جمعية الأطباء الكلدان ، جمعية المحامين الكلدان ، مجالس الخورنات وعددها 7 ، جمعية مار ميخا الكلدانية ، جمعية أور الكلدانية ، عدة منظمات للطلبة والشبيبة ، حزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني ، المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ، المجلس القومي الكلداني ، ومنظمات عديدة أخرى ) .
أيها ألإخوة ألإعزاء ، ماذا سيقول هؤلاء القياديين الخمسة في الأتحاد وجامبرس لأبناء جاليتنا ومنظماتنا الكلدانية ولجماهير شعبنا المسيحي بعد أن تبين أزدواجيتهم في التعامل مع المنظمات والتجمعات الكلدانية وانحيازهم بل أرتمائهم في أحضان القوى الأشورية التي تسيرهم ذات اليمين وذات الشمال ، تارة ترميهم في أحضان زوعا وتارة أخرى في أحضان المجلس الشعبي وسركيس أغاجان ؟ وتناسوا مصالح جاليتهم وشعبهم والأهداف التي من أجلها تأسس الأتحاد الكلداني ، كل هذا لسبب بسيط هو مصالحهم الشخصية ومحاولاتهم تهميش بقية التنظيمات الكلدانية وانتهازيتهم في عقد صفقات سياسية مشبوهه مع القادة الاشوريين والتي لا تخدم مصالحنا القومية والوطنية العليا ، ورغم تراكم الأخطاء وتعدد الأشكاليات ومحاولة بعض الغيورين تصليح ما يمكن أصلاحه من خلال عقد إجتماعات ومخاطبات تحريرية ، إلا أنه ومع الأسف الشديد في الفترة الأخيرة تراكمت الأخطاء أمام أصرار قيادة الأتحاد الغير منتخبة على العمل المنفرد والتقاطع مع الأحزاب والمنظمات الدينية والأجتماعية التي من المفروض أن تتألف معها وأن تجعل من الأتحاد الكلداني (خيمة) تعمل من خلاله فئات شعبنا السياسية ومنظماته القومية والأجتماعية كما هو مثبت في برنامج وسياسة الأتحاد الكلداني عندما تأسس عام 1980 على يد نخبة خيرة من رجال الدين وأناس علمانيين كان هدفهم الأول والأخير خدمة الجالية وتحقيق الأهداف والمكاسب لها .
 إن ألإعتراف بالخطأ هو فضيلة ولا زالت الفرصة مؤاتية لتصحيح مسار العمل من خلال دعوة كافة التنظيمات والتجمعات والجلوس الى طاولة حوار وطرح ورقة عمل تناقش فيها كافة أشكاليات العمل ومسيرة الأتحاد الكلداني منذ التأسيس ولحد يومنا هذا والوقوف على الأخطاء وتصحيحها وهذا يأتي من خلال المصارحة مع الذات وطي صفحة الماضي بكل شجونها وألامها ورسم سياسة جديدة للأتحاد بمشاركة كل الخيرين وتشكيل لجنة مؤقتة تأخذ على عاتقها مسؤولية العمل على تهيئة وتعديل فقرات النظام الداخلي وتقديم الدراسات الضرورية للعمل والتهيئة لعقد مؤتمر للأتحاد وأجراء أنتخابات ديمقراطية وشفافة لأنتخاب قيادة جديدة تأخذ على عاتقها دفة قيادة الأتحاد وتمشية أموره بالطريق الصحيح بما يخدم قضايانا المصيرية .
 إن شعبنا يمر بظروف قاسية وصعبة لم يمر بها من قبل لذلك علينا جميعا الوقوف معه وقفة مشرفة ونزيهة ، وتقديم كل العون والمساعدة له ، وهذا لا يأتي ألا من خلال العمل المشترك والوصول الى اصحاب القرار وطلب المساعدات وتقديم النداءات لحماية شعبنا ، أخيرا أن كل قوانا ومؤسساتنا القومية والدينية بحاجة اليوم الى التكاتف والعمل المشترك من أجل توحيد الجهود والخطاب والعمل لبناء البيت الكلداني على أسس ودعائم قوية بعيدا عن التشتت والانقسام  وأبعاد القوى الفردية والأنتهازية ، لأن ضعف الكلدان القومي والسياسي  هو ضعف لكل مسيحي العراق ، بعد ذلك يتوجه الكلدان بقوة منظمة وبرنامج واضح ليمدوا جسور العمل والتعاون مع باقي مكوناتنا القومية من الأشوريين والسريان وباقي المكونات الأخرى للعمل بمصداقية وشفافية لخدمة أبناء شعبنا والحصول على حقوقنا بدون تهميش أو ألغاء .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *