الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان نهج مستقل لا يقبل الركوع

habeebtomi@yahoo.no

ملاحظة : هذا المقال يمثل وجهة نظري الشخصية وليس بيان او توضيح من الأتحاد .

الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان كان حصيلة اتفاق نخبة من الكتاب والأدباء الكلدان جمعهم هدف واحد وهو تشكيل جسم ثقافي يدافع عن حقوق الشعب الكلداني في المواطنة والكرامة الأنسانية ، ويهتم بتاريخ الشعب الكلداني وبتقاليده وتراثه ومآثره واسمه القومي وهويته الكلدانية ، ولم يتلق المؤسسون اي تعضيد من اي جهة سياسية او حكومية . وتم الأتفاق على تلك المبادئ وبمنأى عن اي مكاسب مادية او معنوية ، فكما هو معلوم ، ان لم يكن جميع اتحادات شعبنا تتلقى المساعدات فإن معظمها لها من يعاضدها مادياً وبعضها يستلم منح لأعضائه ، فنحن اعضاء الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان لا نتلقى اي مساعدات اولاً وثانياً مطلوب منا ان ندفع اشتراكات سنوية ، وفي حالات الضرورة نلجأ الى طلب تبرعات من الأعضاء انفسهم وهذا ما حصل فعلاً ، فإن ميزانية الأتحاد اليوم هي عبارة عن مبالغ التبرعات التي وصلت من الأعضاء الأتحاد انفسهم .

من هنا يتضح مدى استقلالية خطاب الأتحاد ولا يقبل بالركوع لأي حزب متنفذ يرضى لنفسه استخدام مثل هذا الأسلوب الأبتزازي . لقد بقي الأتحاد محتفظاً بآلية خطابه المستقل ، وهو في مجرى سيرته يحترم كل الأحزاب والمنظمات ويحترم الراي الآخر المخالف لرؤيته ، ولكن مقابل ذلك ينتظر من الآخر ان يحترم رأيه ، وهذا مناخ سليم للتعامل الديمقراطي الذي نؤمن به في الأتحاد .

يأتينا سيل من النقد من بعض الأخوة الكتاب على نهجنا وهذا النقد بدلاً من يكون بناء وخاضعاً للمناقشة والحوار ، فإنه في احيان كثيرة ، بل في اكثر الأحيان يتحول النقد الى طريقة لأعطاء الأوامر وفي حالة عدم الطاعة لتلك الأوامر يجري كيل التهم من انقسامي ومشتت ومخرب ومتآمر ومفرقي صفوف شعبنا الى آخره من القاموس الزاخر بمثل هذه التهم السقيمة ، وكل شئ لحد الآن مكشوف وواضح ولكن فوق ذلك فإن البريد الشخصي الألكتروني يصلنا كلام بذئ وشتائم مقززة ينفر منها حتى ابناء الشوارع والبلطجية والشقاوات ، ولا اقبل ايراد تلك  الألفاظ المنحطة كأصحابها على مرأى ومسمع القارئ الكريم . كل ذلك نتحمله لأنه لا نريد ان ننحدر الى الدرك الذي وصل اليه هؤلاء الذين يدعون انهم يحملون مبادئ .

وسنبقى مع الذين يجيدون صناعة التهم ونترك من يكيلون الشتائم والمسبات فهم احرار فهذه صحيفتهم ليملؤها بما يشاؤون . ونبقى مع الذين يكيلون التهم لأتحادنا باسم الوحدة القومية فأقول لهؤلاء :

إن التسليم الأعمى بأي شعار دون مناقشة وتحليل لا ينم عن فكر مبدع خلاق ، فما نؤمن به بأن الوحدة بين ابنا شعبنا المتكون من السريان والكلدان والآثوريين يجب ان تبنى على الواقع وعلى احترام الركائز الثلاثة المكونة له ، اجل نحن ثلاثة اسماء لثلاث هويات ، ولو كنا هوية واحدة لكان لنا اسم واحد كالعرب والأكراد وباقي خلق الله الذين لهم اسم واحد ونحن واحد من تلك المخلوقات ، فينبغي ان نسلم ونعترف بهذا الواقع ، وإن شئنا ان نتعاون او نتحد او نصبح وحدة واحدة حتى تحت اسم واحد ينبغي ان يتم ذلك بأسس ديمقراطية مبنية على منظومة الأحترام لكرامة الأنسان وحريته واحترام مشاعره ، وبكلام آخر بمنأى عن اسلوب سياسية القطيع والراعي . ينبغي احترام المكونات الثلاثة الكلدان والسريان والآشوريين بمستوى واحد وبتكافؤ ينصف الجميع .

إن شعار الوحدة قد جُعل منه شعاراً مقدساً ، فنحن نعرف المقدسات هي الكتب السماوية ، وحتى هذه بدأت تطالهم منظومة النقد والمناقشة بل حتى الرفض لبعض ما ورد فيها ، فحينما نناقش مسألة الوحدة من حقنا ان نسأل :

 اليس من حقنا ان نعرف هوية الحزب الذي يطلق ذلك الشعار ؟

هل هذه الوحدة غاية ام وسيلة لغايات سامية اخرى ؟

ما هي آلية تحقيق الوحدة هل هي آلية الخضوع والركوع كالتي نفذها حكم صدام بحق الكويت ، ام هنالك آلية الأحترام المتبادل وقبول الآخر ؟ وهنالك اسئلة كثيرة قبل الأستعجال بكيل التهم .

 بصراحة نحن نشاهد على ارض الواقع ان الأحزاب الآشورية تستخدم وحدة شعبنا المسيحي بغية الهيمنة على الكوتا المخصصة للمسيحيين ومن ثم السيطرة على الثروة المخصصة لهم وإنفاقها بشكل غير عادل وتخدم مصالح هذه الأحزاب تحديداً . كما ان الوحدة تستخدم كحصان طروادة للتقرب من دائرة صنع القرار ومسك الملف المسيحي برمته بيدهم ، هذا ما رأينا من استخدامات شعارات الوحدة الى اليوم ، فالمعلوم ان تحقيق الوحدة لا يمكن ان يتم بإلغاء وإقصاء المكون الكلداني الأصيل ، كما ليس من الأنصاف توصيف كل كلداني يعتز بقوميته الكلدانية بأنه انقسامي وانفصالي ومتآمر ومشرذم .. هذا الأسلوب لا يقبله المنطق ومبادئ الأخوة والصداقة المقدسة . هذا منافي لابسط قواعد حقوق الأنسان وكرامته  ولمنظومة الأخلاق بمختلف مفاصلها ، فكيف تتعاملون معنا بهذا المنطق المنافي لكل قواعد الأحترام المتبادل وقبول الآخر ؟

تحت هذه الظروف الظالمة استطاع الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان من الديمومة والأحتفاظ بقراره المستقل ، وبصراحة كانت البداية جميلة من الذين كانوا يعملون معنا والى اليوم وكان الصديق العزيز نوزاد حكيم واحداً من هؤلاء الذين تجشموا عناء هذه الحرب النفسية المتسمة بالعنف الفكري ، وكان يعمل بجدية وهو حريص على الأحتفاظ بالأسم القومي الكلداني بمنأى عن التسمية القطارية المفروضة علينا ، وانا شخصياً اشهد على هذا الموقف ، وفي  الأنتخابات التي جرت داخل الأتحاد حصل الأخ نوزاد على الأصوات التي تؤهله ان يكون عضواً احتياطياً في اللجنة التنفيذية للاتحاد .

في الأونة الأخيرة شعرنا بأن الأخ نوزاد اراد ان يجر الأتحاد الى ما لايؤمن به ، وطلب بعض الأمور وفي حالة عدم تحقيقها فإنه سيقوم بما يراه مناسباً ، وفي هذه الأسلوب الغريب المتسم بالتهديد والبعيد عن الأسلوب الديمقراطي الأخوي المتداول في الأتحاد ، اجتمعت الهيئة التنفيذية وقررت أعفاء السيد نوزاد حكيم من عضوية الأتحاد ، ولم نعلن عن ذلك في وقته لكن وصله التبليغ شخصياً .

إن الأخ نوزاد حكيم هو حر في ان يؤسس ما يريد من الأحزاب والمنظمات ، وقد عمل مؤخراً على تأسيس اتحاد باسم اتحاد الكتاب والأعلاميين الكلدان . ويبدو ان الطبخة قد جرت في مطابخ المجلس الشعبي بتوسط المجلس القومي الكلداني ، وهذا واضح من إقدام فضائية عشتار بتصوير الحدث ، ففضائية عشتار لا تريد ان تشرق الشمس على اي جهد كلداني اصيل ، فكيف بها قد اسرعت على تصوير الحدث ؟

 وحسب ما جاء في مقال المهندس الكلداني فادي  دندو  الموسوم : إتحاد الكـُـتاب والإعلاميين الكـلدان.. هل هـو كـلداني؟ وحسب الرابط ادناه :

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,559479.0.html

 لقد رأينا كيف نأت عشتار بنفسها يوم انعقد مؤتمر المجلس القومي الكلداني في ربيع عام 2009 في عنكاوا والذي كان على مبعدة عشرات الأمتار من قناة عشتار ، والسبب ان المجلس القومي الكلداني كان يملك قراره واستقلاليته ، وبعد ان اصبح المجلس القومي تحت مظلته ، باتت اخبار المجلس القومي تتصدر نشرات هذه الفضائية المنحازة بشكل عجيب لكل ما هو ضد الطموحات القومية الكلدانية الأصيلة ، ومن جهة اخرى ان نظام الداخلي لهذا الأتحاد الناشئ يشير الى خدمة ابناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) ، وإن كان هذا التنظيم لا يؤمن بهذه التسمية فإن الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء لا يقبل بهذه التسمية فلماذا كان تأسيس اتحاد ثقافي يحمل نفس الأهداف ؟

أنا عبرت عن رأيي الشخصي في هذه المقالة وفي الحقيقة كانت قرأءتي لعملية التأسيس وكأنها موجهة ضدي شخصياً قبل ان تكون موجهة ضد الأتحاد فقد استلمت مكالمات ورسائل بل حتى ان بعض الأصدقاء يقولون لماذا قام نوزاد حكيم بهذا العمل ضدك ؟

 نحن مع قيام اي منظمات مجتمع كلدانية او سريانية او آشورية ، لكن ليس من الأصول ان تقوم منظمة لغايات محاربة منظمات اخرى قائمة . نحن نحترم الأخوة الذين حضروا الى جمعية الثقافة الكلدانية في القوش لتأسيس اتحاد كتاب وإعلاميين كلدان ، لكن اقول ان ابواب الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان كانت مفتوحة لهم ولغيرهم ممن يحترمون الهوية الكلدانية فلماذا تأسيس اتحاد مشابه وبنفس الأهداف ، لكن يبدو ان لهم اجندة مختلفة عن اجندة اتحادنا وهذا شأنهم ونحترمه .

 سيبقى الأصدقاء في اتحاد الكتاب والأعلاميين الكلدان المشكل حديثاً اخوة لنا ، لكن نتمنى  ان يكون لهم قرار مستقل وهذا مشكوك فيه في ظل المعطيات المتوفرة لحد الآن  ، ونتمنى ان تتوفر براهين أخرى تثبت انتماؤهم القومي الكلداني الأصيل ، وسيكون الزمن كفيل بإظهار الحقيقة . 

حبيب تومي / اوسلو في 13 / 02 / 12

You may also like...