الأب الفاضل نوئيل السناطي المحترم روحانية المسيحية سرد صحفي -2-

نشر الأب نوئيل فرمان السناطي مقالاً بعنوان “للمسيحية روحانيتها وللأحزاب فشلها فليصرخالشعب المنكوب بصوت قومي واحد” في موقع عينكاوة وذلك بتاريخ 04/09/2014 تحت هذا الرابط

http://www.ankawa.com/index.php/anka…topic=751860.0

ولمتطلبات المصلحة القومية والضرورة وأهمية توضيح الحقائق كما هي، وليس كما يرغبها الآباء الكهنة أو على هواهم، نرد على سيادة الأب نوئيل.

يبدو لي إنك أجدتَ ايما إجادة في سَرْدِكَ الصحفي، وهذا دليل على أنك صحفي ناجح وليس كاتب في مجال التاريخ، لأن تخصصك هو بكالوريوس صحافة، لذا من الأفضل أن تكتب في الصحافة وتبتعد عن المواضيع التاريخية التي لا علم لك بها، فالتاريخ عميق ومَن يكتب حول التأريخ يجب أن يلم به، أخطأت في تبشيرك بالقومية الجديدة “سورايي” كما أخطأت في تسمية لغتنا الكلدانية “لغة السورايي”.

لقد قلت كلاماً صحيحاً “ابناء شعبنا النهريني” وهذا كلام مقبول ولو أنه لا يفي بالغرض، لكنه مقبول، أما أن ترفقه بكلمة “السورايا في عمومه”!!! هنا يجب أن نقف لنتوصل إلى أصل ما تريد أن تصل إليه، أو ما تريد أن تبث من أفكار جديدة، لا أدري هل هي إملاءات عليك من قبل الغير أم هي رغبة متأصلة في نفسك، أم هي دفع جديد للتهيئة لتغيير أسمنا القومي التاريخي؟ لم اصل إلى مبتغاك، وغايتك من حشر كلمة السورايا؟ فهل كنتَ تقصد الشعب الذي يتكلم الكلدانية الدارجة (السورث)؟ لأن التاريخ لم يذكر لنا اي شئ عن أن هناك شعب في ما بين النهرين أسمه الشعب السورايا!!! ولا أعتقد أن أياً من المؤرخين ذكر ذلك، اتمنى منك وأنت الصحفي بحدسك الصحفي أن تدلنا على كتاب أو مخطوطة أو قصاصة ورق البردي تذكر شيئاً عن تاريخ هذا الشعب وما هو عمقه الجغرافي واين سكن ومنذ اية سنة تواجد وما هي مناطق تواجده؟ أنت مبدع في السرد سواء كان هذا السرد صحيحاً أو مليئ بالغالطات والأخطاء التاريخية، ولكنك ألقيتَ كلمة “السورايا” ومن ثم ذهبت بعيداً، فهل هي قنبلة موقوتة لها غايات مستقبلية؟ أم ماذا؟ ولماذا في هذا الظرف العصيب تجر الكثيرين من أبناء شعبنا الكلداني بكافة مسمياته إلى مواضيع وأمور جانبية ليست لها أهمية بقدر ما لنزوح شعبنا من مناطق تواجده أهمية أكبر، وهل يُعقل أن رجل دين، كاهن يحمل شهادة بكلوريوس صحافة أن لا يعير لتظلم شعبه ومعاناة شعبه اي إهتمام؟ أين هي رسالتكم الرعوية والراعوية من كل هذا؟ اين أنتم من القطيع الذي تقودونه؟ أين أنتم من مقولة يسوع ورسالته؟ ما هذه اللاابالية وما هذا الشعور البعيد كل البعد عن مشاعر شعبنا المهجر والمُحتقر؟ هل من الملائم الآن أن تطرح وأنت الكاهن مثل هذه المواضيع في هذا الظرف بالذات؟ هل المهم أن تبشر باسم السورايا أم تنظر معاناة شعبك؟ أيهما لها الأولوية في قلبك وعقلك وتفكيرك؟ لقد جرّت المناقشات حول هذا الموضوع الكثير من أبناء شعبنا وبذلك ألهتهُم عن نقل المعاناة والكتابة عنها للمسؤولين سواء الحكوميين العراقيين أو غيرهم، انظر إلى سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو أعانه الله، لقد نأى بنفسه عن هذه الأمور وشمّر عن ساعد الجد يساعده في ذلك خيرة ابناء شعبنا في المهجر من الكهنة والعلمانيين من مختلف الجمعيات والتنظيمات وسافروا إلى ولايات أمريكا والتقوا بمسؤولين أمريكيين وعلى مستوى عالٍ وتمكنوا من أن يحصلوا على المساعدات والحلول المطلوبة التي تساعد في إنقاذ أبناء شعبنا من محنته وشتّان ما بين هؤلاء وبينكم؟ وأنا أتساءل ايهما الراعي الصالح؟ وأيهما مهتم بمصالح ابناء شعبه؟ المتواجد في بلدان المهجر والذي لا يغمض له جفن يفكر ليل نهار في كيفية إيجاد مخرج وطريقة لمساعدة النازحين أم الذي جالس في العراق ويبحث عن دين جديد وهوية جديدة وتسمية جديدة ويكتب في مواضيع لا تمت بصلة إلى معاناة شعبنا، وكأن الشعب المسكين قد تحرر من كل اشكال الظلم والإضطهاد، وكأن النازحين من الموصل عادوا وعادت إليهم املاكهم وعاد أهل تللسقف كما عاد اهل تلكيف مطمئنين؟ إلى متى نبقى نكتب بلا رحمة ولا شفقة عن ما يعانيه شعبنا المسكين؟ إلى متى نهمل معاناة هذا الشعب وأنتم القادة الروحانيين له؟ مَن يراكم سيقول أنكم وفّرتم الأمن والأمان لشعبنا المنكوب ولم يبق أمامكم من مسؤولية سوى أن تبحثوا عن أسم جديد يلم الكلدان والسريان والآثوريين والأرمن بتسمية دينية لا تمت إلى هويتهم القومية بصلة، فمن يسالكم عن دينكم تقولون مسيحيين، ومَن يسالكم عن قوميتكم تقولون مسيحيين، ولا تميزون ما بين الهوية القومية والهوية الدينية الهوية المذهبية وغيرها، معاناتنا واحدة يا أبونا، فالكل مهجّرين، كنتُ أتوقع منك أن تكتب في موضوع السنة الدراسية لأبناء المهجرين، وما هي المقترحات والحلول لكي لا يُحرَم ابناءنا التلاميذ والطلبة من السنة الدراسية الحالية، أو أن تناشد المسؤولين في حكومة الإقليم لتهيئة أجواء دراسية للطلبة في مدارسهم وإحتواء أبناء المهجّرين لكي لا يخسروا سنة دراسية في ظل ظروف خارجة عن إرادتهم، أو أن تكتب عن طريقة جديدة لمنحهم الوثائق والمستندات الشخصية التي أغتصبها منهم المسلحون، أو ان تبتكر اسلوب جديد يتيح للدولة تعويضهم عن ما خسروه من مال نقدي وأملاك وثروة وكيف يتم تعويضهم، او تكتبون عن كيفية العلاقة بين المسيحي الموصلّي الذي استبيح ماله وممتلكاته وبيته من قبل جاره المسلم الموصلّي (بعض النماذج وحاشا للمواصلة كلّهم أن يكونوا كذلك، فالكثير من أهل الموصل الحدباء المسلمين ذات أصول واعراق طيّبة تفوح منها رائحة الإخلاص والمحبة والتفاني والمودة والإحترام لجيرانهم المسيحيين) كان المفروض بك يا أبونا أن تكتب في موضوع اصالة مسيحيي الموصل وعراقتهم وتاريخ تواجدهم وأبرز الشخصيات المسيحية التي خدمت الموصل وانت الصحفي وهذا من صميم عملك، كان المتوقع منك أن تكتب عن الكنائس التي أستبيحت والتي فُجّرت وعن الديورة التي هُدّمت وعن المزارات التي تمت تسويتها بالأرض وعن أشهر الكهنة والمطارنة والبطاركة الذين قدّموا خدمات جليلة للموصل وأهلها أبداً لم أكن أتوقع منك أن تهمل جراحات شعبنا، أو أن تلكأ الجراحات وهي ما تزال تدمي، كان المفروض بك أن تكتب كلمتين لتطييب خاطر أعزّاء قومٍ ذُلّوا بطريقة همجية وبين ليلة وضحاها؟ أين هي الأحاسيس واين هي المشاعر واين هي الإنسانية في ذلك؟؟؟؟؟

أبتي الفاضل، مقالك يحتاج لعدة حلقات وسنقوم بالرد على ما نتمكن من تحليل ما جاء به وسنقوم بتثبيت المغالطات التي وردت فيه مستندين إلى كتب التاريخ وليس طرح افكار مسمومة يدفعنا إليها أشخاص لغايات غير معلومة، فما ذكرته في مقالك كبير وكثير جداً خاصةً على الكلدان الشعب العريق والقومية الأصيلة، فلا فخر لنا إلا بالوجود الكلداني، ولا كرامة لنا إلا بإسمنا الكلداني، ولا راية نعتز بها إلا راية الكلدان خفاقة جنباً إلى جنب مع راية الدولة العراقية، ولا حياة لنا إلا مع إخوتنا في الوطن سواء كان مسيحياً أو إسلامياً، فأبونا إبراهيم الكلداني أبو الأنبياء لم يولد في ألقوش ولا في تلكيف بل ولد في أور الكلدانيين، وإن الله لم يبلبل ألسنة الخَلق في ألقوش وبطنايا بل في بابل عاصمة الكلدانيين، وإن إبراهيم لم يأمر خادمه لكي يتخذ زوجة لإبنه إسحق إلا من أرض الكلدانيين أرض آبائه وأجداده (سفر التكوين 24) فلم يأمره بأن يتخذ من ابناء شعب السورايا زوجة لأبنه، فكيف نتجرأ لنلغي كل هذا العمق التاريخي للكلدانيين ونبتدع تسمية السورايا بدلاً من شعب بت نهرين العظيم، فما هذه البدع وهذه الإستنتاجات التي لا مبرر لها، ولا أدري لماذا تقوم الكنيسة بنشر مثل هذه المواضيع في هذا الظرف بالذات؟ أليس المطلوب من رئاسة الكنيسة تنبيه الكاهن إلى ما يجب القيام به؟ أية مسؤولية راعوية هذه؟ وهل تمكنا من فهم المسؤولية الحقيقية الملقاة على عاتق الكاهن؟ أم كنيسة التكنوقراط لا يهمها مصير الشعب المهجّر المضطَهَد المتألم؟؟؟

نلتقي معاً في الحلقة القادمة بإذن الله

نزار ملاخا
17/9/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *