الأب الفاضل نوئيل السناطي المحترم روحانية المسيحية / على خُطى داعش (5)

 

 

نشر الأب نوئيل فرمان السناطي مقالاً بعنوان ” للمسيحية روحانيتها وللأحزاب فشلها فليصرخ الشعب المنكوب بصوت قومي واحد ” http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=751860.0

ولمتطلبات المصلحة القومية والضرورة وأهمية توضيح الحقائق كما هي، وليس كما يرغبها الآباء الكهنة أو على هواهم، نرد على سيادة الأب نوئيل لنقول

يا أبتي الفاضل، دخلت ميداناً لا تجيد القتال فيه، ولم تكن مجبراً على دخوله، وكان المفروض بك أن تختار الزمان المناسب وتكون متسلحاً بالمعلومات المطلوبة ومن ثم تتبين قوة الأرض التي أنت واقف عليها، وبعد ذلك تركب فرسك وتشهر سيفك وتخوض حربك، وإلا فالأجدر بك أن تقف عند حدود إختصاصك وهو الصحافة والدين، هذا الإجتهاد الذي أقحمت نفسك فيه يكون لمختص باللغة والتاريخ ، إشتقاقاتك في هذا المجال هي |إجتهادات فردية شخصية لا تستند إلى المنهجية التاريخية واللغوية.

يبدو لي يا أبتي الفاضل أن قادتك يسيرون على خُطى داعش، أما تضامناً أو خوفاً أو تحسباً لي طارئ، فبدأوا بالإستشهاد بأقوالهم بكلمات خارج نطاق الإنجيل والكتاب المقدس، هذا الأسلوب لو صدر منا نحن العامة لاضير فيه لكن أن يصدر من رجل دين مسيحي فهو مرفوض تماماً، وذلك غير مقبول أن يستشهد كاهن أو مطران أو بطريرك بأقوال من كتاب ديني آخر، لأنه يبدو للجموع بأنه لم يهضم كتابه المقدس ولم يعد يرى فيه تلك الغِنى من الأمثال والكلمات لذلك يصعب عليه الإستشهاد به، وأنتم أدرى منا بهذا الموضوع وهذه الواقعة. نعم يا أبتي الفاض ل، فكما قلت ليصرخ الشعب المنكوب بصوت قومي واحد، لكي يبكي على قوميته التي فقدها على أيدي رجال دينه، ليبكي على أحزابه التي لم تلق الدعم والإسناذ من رجال دينه، ليبكي على تصرفات رجال دينه، ليبكي على المآسي والآلام التي يختلقها رجال دينه، فما زالت الحرب الشعواء بين طرفي النقيض مستعرة لحد الآن، وبيانات البطريركية تذكّرني ببيانات القيادة العامة للقوات المسلحة أبان الحرب العراقية الإيرانية، ولكن هنا لا ندري متى سينجلي الموقف، ولمن ستحسم المعركة، فالبطريركية تصدر البيان الناري الواحد تلو الآخر، والطرف الآخر معطياً لها الأذن الطرشاء، فلا من مجيب، هذا يتوسل وذاك يتوعد بالإستئناف، هذا يرفض الإستئناف وذاك يرفض العقوبة، وفي هذا الصدد فالماضي القريب ما زال عالقاً في الأذهان ورحم الله المرحوم البطريرك مار عمانوئيل دلي عندما أعلن عليه العصيان مطارنة الشمال وهددوا بالإنفصال ، فلم يدر بخلدهم بأن للدهر يومان يوم لك ويوم عليك، والمثل الألقوشي يقول ” أو أدگاخك ألخورِح بدآثه دوريح ” فهذا هي عجلة التاريخ تعيد دورانها قليلاً إلى الوراء وقادتها أو حاملوا لوائها شاخصون أحياء،

أبتي الفاضل / إن الممارسات غير المقبولة من لدن القيادة الدينية أثارت غضب وسخط أبناء شعبنا المؤمن، ونقمة المثقفين وتساءلوا عن الأسباب التي دعت القيادة الدينية إلى تلك الأمور منها / ذكرنا عدة مرات عن تقبيل غبطة البطريرك الكلداني ليد البطريرك الآثوري وهو بمفهوم الكنيسة هرطوقي، ولكن جاءنا جواب شديد اللهجة من لدن غبطته حيث قال لن أتوقف عند تقبيل يد غبطته فأنا مستعد لتقبيل قدميه أيضاً ؟ لماذا يا سيدنا ؟ ما الداعي ؟ وكما يقول المثل العراقي ” أش ها الشدّة يا سيدنا . ” ما الذي ستحصل عليه أة ستناله من ذلك؟ إن كان المقابل لا يفهم فلسفتك فسوف يعتبره ضعفاً لا تواضعاً، وهنا يجب التمييز ما بين الغث والسمين، وتقول توصية عراقية ” إذا ما أهتزت لديك قيَم  الرجولة فتذكر قِيَم المبادئ فهي القادرة أن تصنع منك رجًلاً ”

السفرات الترفيهية في الوقت الذي كان شعبنا يلعق جراحه جراء تهجيره من أرضه وأرض آبائه وأجداده ويقع فريسة سهلة بين أنياب الذئاب البشرية وما زال. التغيير الجاري في الكنيسة بحجة التجديد، رفع المصلوب عن الصليب ووضع بدلاً عنه قطعة خشبية ستندثر بمرور الزمن بحجة الأصالة، هنا أود أن أتساءل ألا تتعارض وتتضارب الأصالة مع التجدد ؟ وكيف سيوفق بينهما ؟ هل كما تشاؤون وأين المنطق والأصل في ذلك ؟

الإجراء الذي آلمنا جميعاً هو أوامر غبطة البطريرك الجليل مار لويس ساكو حول تهديم مغارة مريم العذراء ورفع تمثال مريم العذراء وقطع أشجار الزيتون من كنيسة مريم العذراء سلطانة الوردية الواقعة في بغداد / كرادة خارج. هذه المغارة وهذا التمثال وهذه الأشجار المباركة، كان المؤمنون يتبركون بها ويقدمون النذور للعذراء مريم ولم تقتصر تقديم النذور على المسيحيين فقط فكم من مرة شاهدتُ نساء مسلمات يحملن الشموع ويقفن أما التمثال والمغارة يذرفن الدموع ويطلبون من مريمانه أن تستمع إلى صوت تنهداتهم وتسعفهم، فهي الأم الحنون وكم من صوت أرتفع أمام التمثال يا مريمانة العراق مصلوب ومجروح ومشرد ومتألم، يا مريمانة أنقذيه بجاه وحيدك، يا أم المسيح كوني أمنا، فأين تقف اليوم تلك النسوة ؟ هل تقف أمام باب البطريركية لتطلب وتدعي للبطريرك ؟ أم تطرق باب الأب ألبير هشام لتقول له يا أبونا العراق مصلوب ؟

أبتي الفاضل / تلك المغارة كانت قد أصبحت مغارة تاريخية وكانت جزء من تاريخ تلك الكنيسة، تلك الكنيسة التي نفتخر بها ونعتز، فلها وقع في قلوبنا جميعاً حيث كانت الكنيسة التي تقام بها تساعية القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة، وكانت والدتي رحمها اللـــه تصر على أن تحضر الأيام التسعة سنوياً وتقيم الفروض كما هي، وكانت تتعنى من الدورة إلى الكرادة خارج يومياً خلال فترة التساعية، وكانت صائمة وتصلي وتطلب من شفيعة الأمور المستحيلة أن تشفع لها عند سيدها يسوع المسيح الذي تشرفت وحملت جراحاته، وكانت تستجيب لتلك الدموع وتلك الطلبات، ولو كانت والدتي باقية لحد الآن لأحتجّت كما أحتج أنا ومثلي المئات، ولذرفت الدموع وصامت وصلّت لشفيعة الأمور المستحيلة أن تبعد معول سيدنا الهادم للمغارة، لكنها ذهبت قبل أن ترى حجم المأساة والدمار،  هذه الكنيسة التي تقبلنا فيها التناول الأول بتاريخ 15/3/1963/ على يد المغفور له المرحوم الأب والمعلم والمربّي  الخوري يوسف كادو، حيث كان بيت جدي مقابل الكنيسة وكنا نستمع إلى صوت الكاهن عند التقديس ونحن في البيت، هذه الكنيسة التي تناوب عليها كهنة مؤمنون حقاً حيث جاء بعد المرحوم الخوري يوسف كادو المرحوم الخوري أفرام رسام وهكذا إلى أن أستلمها الآن على ما أعتقد الأب ألبير هشام . المغارة / تمثال العذراء / شجرة الزيتون / هذه كانت لها وقعها الخاص في قلوب المؤمنين، شجرة الزيتون المقدسة وأغصان الزيتون والماء المر وعيد السعانين ودخحول يسوع وحمل أغصان الزيتون دلالات على السلام، والحمامة التي في زمن الطوفان حملت غصن الزيتون الاخضر في منقارها ( سفر التكوين : 6 – 12 ) لقد كان لهذه الشجرة حضور دائم في أكثر المناسبات الدينية، قطعوها وقطعوا الحياة فيها، لماذا ؟ عندما حاول أحد العمال بمنشاره أن يقطع الشجرة وعندما بدأ بالعمل أنكسر المنشار، ولكن أصحاب القرار وبالأخص غبطته أصروا على أن يتم قلع الشجرة وإنهاء تاريخها ، لذلك أمروه أن يجلب منشارا آخر ليكمل المشوار، وهذه الصور المرفقة تحكي قصة المأساة،

 

صورا أخرى من المأساة ذكرها إخوتي الأكارم الأستاذ مايكل سيبي والأستاذ المؤرخ عامر حنا فتوحي أقتبس من موضوع المؤرخ عامر حنا مقطع من مقاله المنشور  بعنوان ” قراءة أولية في المبادرات النهضوية للأمة الكلدانية ” نقتطف منها ما يلي : ــ (  التبريرات الواهية التي لا يمكن أن يصدقها إلا السذج، إنما يعد موقفاً إنتهازياً ومجحفاً تماماً، ذلك أن وقوف بطريرك بابل على الكلدان مع (أعداء الكلدان) و(ضد إرادة شعبه) من خلال دعم المتأشورين مستغلاً موقعه الكنسي من ناحية، ومن ناحية أخرى تنكيله معنوياً بالناشطين القوميين الكلدان، إنما هو موقف غادر عن سبق إصرار وتعمد.

أن مؤازرة غبطته لأعداء الكلدان معروفة الأسباب والدوافع، لاسيما عندما يتعلق الأمر بمجموعة أصدقائه في التيار الزوعوي ممثلاً بالنائب (البهلوان والمستأسد على الكلدان) يونادم كنا، والوزير (المحروس ومدلل خاله) سرﮔون لازار صليوا، ورعد كججي ممر عقود شركة كمنجيرو وعضو الزوعة الشرفي الذي نصبه

كنا على رئاسة الوقف المسيحي (رغم أنف مجلس الطوائف المسيحية) و(ضد إرادة غبطة البطريرك الراحل عمانوئيل الثالث دلي) ، من خلال مؤامرة يندى لها جبين الشرفاء سبق لنا كشف تفاصيلها الدنيئة، لاسيما وأن تلك المؤامرة الرخيصة المخططة والمنفذة من قبل (كنّا الصديق الشخصي لغبطة البطريرك ساكو) قد تجاوزت كل الحدود والمعايير القانونية والأخلاقية.

ترى هل بالصدفة أيضاً وضع سيادة المطران ساكو (آنذاك) شعار زوعة (السياسي) وباللون البنفسجي (الزوعوي) على قمة جدار المركز الثقافي الكلداني في كركوك؟!! … يعني (ألله ما شفناه بالعقل عرفناه). فأين إعتراض مكتب إعلام رئاسة كنسيتنا الذي (يتناطح مع القسس والرهبان) ليل نهار، وأين هو الموقف الرافض للرئاسات السياسية الكلدانية المقيمة في المهجر من هكذا تجاوزات، ولماذا لم نقرأ لها مُراسلة واحدة مع متحف حقوق الإنسان في يونكر / نيويورك، مبينين لهم أن مذبحة سميل لا علاقة لها بما يفعله الدواعش اليوم في العراق، وبأن معظم مسيحيي العراق هم من الكلدان؟!) .
نكتفي بهذا القدر لهذه الحلقة ابتي الفاضل على أمل أن نلتقيكم في الحلقة القادمة وستكون حول بطولات بطل الإعلام البطريركي الأب ألبير هشام وتصرفاته الإعلامية وبالأخص في كنيسة مريم العذراء سلطانة الوردية

أنتم أبتدأتم المشوار لذا يجب علينا تكميله

تحياتي وتقديري

نزار ملاخا

17/11/2014

Displaying image-53fbd448f3d2c53009c7f4278814c1bd41e87a66091812d919c53e983eb602cc-V.jpg

Displaying image-53fbd448f3d2c53009c7f4278814c1bd41e87a66091812d919c53e983eb602cc-V.jpg

Displaying image-2580b068b3cab2bbf99bbc4815826625f260d3b55cbb95874a47e10b074c46c6-V.jpg

Displaying image-b0e5787aed5854a238f0633b1d050a742c6cb01717e1a69d0658aec05c59eab1-V.jpg

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *