اقتحام الكونغرس: ترامب يحذر من “غضب شديد” بسبب محاولة عزله

ترامب

ترامب يقول إنه كلامه قبل أحداث الكونغرس كان لائقا

وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، محاولة عزله في الكونغرس بأنها استمرار لعملية استهداف شخصه، محذرا من أن ذلك يثير الكثير من الغضب في البلاد.

ويستعد مجلس النواب للنظر في لائحة تدعو إلى عزل ترامب من منصبه بسبب “تحريض” أنصاره على اقتحام مقر الكونغرس، الأسبوع الماضي.

وعندما سئل عما إذا يتحمل المسؤولية عن الأحداث، رد بأنه “لا يدعم العنف”، وأن كلامه قبل الأحداث كان “لائقا”.

وقال: “أعتقد أن (محاولة العزل) تثير غضبا شديدا في بلدنا…لا أريد أي نوع من العنف”.

وتحدث ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض قبل أن يغادر إلى بلدة آلامو في تكساس على الحدود مع المكسيك لزيارة بناء الجدار الحدودي. وقال إن الجدار حقق نجاحا كبيرا، إذ ساعد في مكافحة الهجرة غير القانونية.

مخاوف من احتجاجات عنيفة

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي آي” حذر من احتجاجات مسلحة محتملة في مناطق متفرقة في الولايات المتحدة، إذ دعا أنصار ترامب وجماعات يمينية متطرفة إلى مظاهرات قبل أداء جو بايدن اليمين رئيسا.

وأفادت تقارير بأن مجموعات مسلحة تعتزم التجمع في جميع عواصم الولايات وفي العاصمة واشنطن في الفترة التي تسبق تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني.

وستكون الإجراءات الأمنية مشددة قبل يوم التنصيب، بعد اقتحام جماعات مؤيدة لترامب لمبنى الكونغرس.

مبنى الكابيتول الكونغرس

ويقول الديمقراطيون في مجلس النواب إن التصويت ضمن إجراءات مساءلة بغية عزله سيجري الأربعاء.

ويتهم الديمقرطيون الرئيس ترامب بـ “التحريض على العصيان”. ويقولون إن التصويت سيتم إلا إذا استخدم نائب الرئيس، مايك بنس، السلطات الدستورية لإقالة ترامب من منصبه. وليس هناك ما يشير إلى أن بنس مستعد لاتخاذ تلك الخطوة.

ومن المتوقع أن يؤدي بايدن ونائبة الرئيس المنتخب، كامالا هاريس، اليمين في حفل في مبنى الكابيتول.

وكان فريق بايدن قد حث الأمريكيين بالفعل على تجنب السفر إلى العاصمة بسبب وباء كوفيد-19، وهي دعوة كررتها السلطات المحلية في أعقاب أحداث العنف التي وقعت الأسبوع الماضي.

وقال مسؤولون أمنيون إنه لن يكون هناك تكرار للفوضى التي وقعت في 6 يناير/كانون الثاني، عندما تمكن الآلاف من مؤيدي ترامب من اقتحام المبنى حيث كان أعضاء الكونغرس يصوتون للتصديق على نتيجة الانتخابات.

ولقي خمسة أشخاص مصرعهم في أحداث الشغب، التي وقعت بعد أن كرر ترامب ادعاءاته التي لا أساس لها بشأن تزوير انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، وشجع أنصاره على الاحتجاج بالقرب من مبنى الكابيتول.

وتزايدت، منذ ذلك الحين، الدعوات لاستقالة ترامب أو إقالته من منصبه أو عزله بين الديمقراطيين وبعض الجمهوريين. ولم يصدر ترامب أي تصريحات عامة منذ منعه من العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك موقع تويتر، الجمعة.

وأصبح ترامب ثالث رئيس أمريكي يحاكم في ديسمبر/كانون الأول 2019 بتهمة انتهاك القانون بمطالبة أوكرانيا بالتحقيق مع منافسه في الانتخابات الرئاسية، ولكن مجلس الشيوخ برأه.

تواريخ مهمة:

الثلاثاء: يصوت مجلس النواب على قرار يطالب نائب الرئيس بنس ومجلس الوزراء باستخدام التعديل 25 من الدستور لإعلان عدم صلاحية الرئيس للمنصب وإقالته على الفور. ومن المرجح أن يمرر القرار لتمتع الديمقراطيين بالأغلبية، لكن بنس لم يُظهر أي علامة على أنه يعتزم فعل ذلك.

رئيسة المجلس قالت إن في وجود ترامب تهديدا.

رئيسة المجلس قالت إن في وجود ترامب تهديدا.

الأربعاء: تعهد الديمقراطيون بإجراء تصويت على محاكمة ترامب لعزله. ونظرا لتمتعهم بالأغلبية، فمن المرجح أن يصبح ترامب أول رئيس يحاكم مرتين. وبعد ذلك، يجب إرسال قرار الاتهام إلى مجلس الشيوخ حيث تعقد المحاكمة، ولكن الجدول الزمني لذلك غير معروف.

20 يناير/كانون الثاني: يؤدي جو بايدن وكمالا هاريس اليمين الدستورية لتولي منصبي الرئيس ونائبة الرئيس.

ما الاحتجاجات الأخرى المعتزمة؟

دعت منشورات على شبكات الإنترنت المؤيدة لترامب واليمين المتطرف إلى تنظيم فعاليات عدة، بما في ذلك مظاهرات مسلحة في المدن في جميع أنحاء البلاد في 17 يناير/كانون الثاني، ومسيرة في واشنطن العاصمة في يوم التنصيب نفسه.

وتضمنت نشرة داخلية لمكتب التحقيقات الفيدرالي، أوردتها محطة إيه بي سي وشبكات أخرى، تحذيرا مفاده أن إحدى الجماعات تدعو إلى “اقتحام” محاكم الولاية المحلية والفيدرالية في جميع أنحاء البلاد مبكرا وفي يوم التنصيب، إذا أزيح ترامب من منصبه.

وعلى الرغم من أن العنف في مبنى الكابيتول الأمريكي سيطر على عناوين الأخبار الأسبوع الماضي، فقد أبلغ عن حوادث أصغر مماثلة في أماكن أخرى من البلاد. وأفادت وسائل الإعلام الأمريكية بأن أجهزة الشرطة المحلية طلبت من جهات تنفيذ القانون الفيدرالية زيادة الأمن حول المؤسسات المهمة.

ووزعت تحذيرات مكتب التحقيقات الفيدرالي على جميع عواصم الولايات خشية مما قد يحدث في الفترة من 16 إلى 20 يناير/كانون الثاني نفسه وفي واشنطن العاصمة قبل ثلاثة أيام على الأقل من التنصيب.

وتتخذ الشركات وشبكات التواصل الاجتماعي إجراءات صارمة ضد المستخدمين والمواقع التي يظهر أنها تشجع على العنف.

وقال موقع تويتر إنه أوقف أكثر من 70 ألف حساب روجت لجماعة “كيو-أنون” التي تروج نظريات المؤامرة، بينما قال فيسبوك إنه يمنع أي محتوى يشير إلى “أوقفوا السرقة”، وهو شعار مرتبط بادعاء ترامب أن الانتخابات زورت.

ما الإجراءات الأمنية المخططة للتنصيب؟

أعلن الرئيس ترامب الاثنين حالة الطوارئ في واشنطن العاصمة حتى 24 يناير/كانون الثاني، سيمكن هذا وزارة الأمن الداخلي من التحرك “لتجنب خطر وقوع كارثة”.

 

بايدن قال إنه تحدث مع بعض أعضاء الكونغرس بشأن محاكمة ترامب.

بايدن قال إنه تحدث مع بعض أعضاء الكونغرس بشأن محاكمة ترامب.

وقال تشاد وولف، القائم بأعمال وزير وزارة الأمن الوطني، إنه أصدر تعليماته إلى جهاز المخابرات الأمريكي لبدء عمليات التنصيب الأربعاء، قبل ستة أيام، “في ضوء أحداث الأسبوع الماضي وتطور المشهد الأمني”.

ولكن وولف أصبح في وقت لاحق الاثنين ثالث وزير في حكومة ترامب يتنحى منذ أحداث الشغب. وقال إن رحيله كان مدفوعا “بالأحداث الأخيرة”، بما في ذلك الأحكام القضائية التي تطعن في الشرعية القانونية لتعيينه.

وقال رئيس مكتب الحرس الوطني، الجنرال دانيال هوكانسون، إن أكثر من 10 آلاف جندي من الحرس الوطني سيكونون في العاصمة بحلول نهاية الأسبوع، مع توفر حوالي 5000 آخرين إذا طلب ذلك. وقد نشر حوالي 8000 جندي من الحرس الوطني لإجراءات تنصيب ترامب في عام 2017.

ودعت عمدة واشنطن، موريل بوزر، إلى مزيد من الأمن بعد ما وصفته بـ”الهجوم الإرهابي غير مسبوق” في مبنى الكابيتول الأمريكي الأسبوع الماضي.

وأعلنت دائرة الحدائق الوطنية أنها أغلقت النصب التذكاري في واشنطن أمام الزوار بعد “تهديدات موثوق في مصادرها” بالعنف، مضيفة أنها قد تغلق مؤقتا مناطق من مجمع التسوق الوطني والمتنزهات التذكارية.

وقال بايدن في حديثه أثناء تلقيه جرعة لقاح كوفيد-19 الثانية الاثنين، إنه “لا يخشى” أداء اليمين الدستورية في الخارج على الرغم من المخاوف الأمنية.

ومن المتوقع بعد أداء اليمين الدستورية أن يشارك بايدن في حفل وضع أكاليل الزهور إلى جانب الرؤساء السابقين: باراك أوباما، وجورج دبليو بوش، وبيل كلينتون للمساعدة في التأكيد على رسالته الخاصة بالوحدة.

وقال دونالد ترامب إنه لن يحضر حفل التنصيب ليصبح بذلك أول رئيس منذ أكثر من 150 عاما يرفض حضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب.

bbc العربية

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *