اضطهاد الكلدان والسريان بشقّيهم قبل مئة عام / الحلقة العاشرة

قرى ضواحي آمد وكنائسُها

لا زِلنا نُواصل النقل بتصرُّف صياغي دون المساس بالمضمون ما دوَّنه المطران الكلداني السعيد الذكرماراسرائيل اودو عن مآسي المسيحيين سكان البلاد الأصليين للبلاد التي احتلَّها الغزاة الهمجيون القادمون من مناطق الشرق االأقصى وكانت آخر موجاتهم الباغية إحدى السلالات المغولية التي عُرفت باسم زعيمها عثمان، فلُقِّب أبناؤها والمُنتمون إليهم بالعثمانيين، ومنذ استيلائهم على البلاد لم يسلم من جورهم أصحابُها الأصليون. ففي ( الصفحات 130 – 136) من كتابه يروي لنا ما يلي عن الظلم الفاحش الذي ارتكبوه ضِدَّ المسيحيين في اضطهادهم السيِّء الصيت الذي أثاروه عليهم في عام 1915م واستمرَّ حتى وضع الحرب العالمية الأولى أوزارها.

في غربيِّ مدينة آمد تقع قرية تُسمَّى “آلي بونار” ( وكان الكلدان قديماً يُدعونها ” بيت تنوري” ويُضفى على اسقفها لقب المعاون البطريركي في الفترة التي كانت آمد مقراً لكرسي البطريركية الكلدانية) فيها كنيسة واحدة تحمل اسم ” كنيسة مار قرياقوس الشهيد” يُحيط بها مُلحقٌ سكني يشتمل على (14 غرفة) يؤمُّها في الصيف عددٌ من الأهالي لإعتدال مناخها ولطافة هوائها المنعش.

في أكتوبر1895م بدأت المجازر ضد المسيحيين في دياربكر وبعدها إنتشرت المذابح لِتَشْمل كل المدن حيث تم إبادة مئات الألاف من الأرمن وعشرات الألاف من الكلدان الكاثوليك والكلدان النساطرة، وتم إجبار ما يُقارب مائة ألف مسيحي لإعتناق الإسلام. بدأت أولى عمليات الإبادة على نطاق واسع في السنة  الآنفة الذكر والتي عُرفت بالمجازر الحميدية عندما قتل مئات الآلاف من الأرمن والكلدان الكاثوليك والنساطرة في مدن جنوب تركيا وخاصة بأدنة وآمد “دياربكر” بحجة افترائية أتهامية  للأرمن بمحاولة اغتيال السلطان عبد الحميد الثاني. غير أن السبب الرئيسي من وراء المجازر التي حلت بالكلدان بشقيهم الكاثوليك والنساطرة والسريان هي خشية العثمانيين من انضمامهم الى الروس والثوار الأرمن. يعتقد المؤرخون أن السبب الرئيسي وراء التورط الكردي في المجازر هو الانسياق وراء حزب تركيا الفتاة الذي حاول المُخادعون من أعضائه إقناع الأكراد بأن المسيحيين الموجودين في تلك المناطق قد يهددون وجودهم. وبالرغم من قيام الجيش العثماني بارتكاب المجازر ضد مدنيين أكراد في بايازيد وألاشكرت، إلا أن سياسة الترحيب والترغيب والتحريض للدفاع عن الإسلام دفعت معظم أفراد العشائر الكردية إلى التحالف مع الأتراك. كما استغلت ميليشيات كردية شبه نظامية فرصة احتدام الفوضى في المنطقة  لكي تفرض هيمنتها، فهاجمت قرى سريانية وكلدانية كاثوليكية ونسطورية من أجل الحصول على الغنائم.

ومن جملة هذه القرى كانت قرية آلي بونار التابعة لآمد، حيث طال الدمار كنيستها وملحقها السكني فغدت خراباً، حتى قام مطران آمد الكلداني مارسليمان صبّاغ بإعادة بنائها وملحقها بفضل تبرعات أبناء ابرشيته. ولكن عندما اُثير اضطهاد قاسٍ وكبيرعام 1915م ضِدَّ مسيحيي الدولة العثمانية عامة والأرمن خاصة، تعرَّضت الكنيسة للسلب والنهب ثم الهدم ثانية، وقد صادرها الجيش لإقامة أفراده فيها.

وفي جنوبيِّ آمد وعلى ساحل دجلة كانت هناك قرية تُسمَّى “جاروخية”تبعد عن آمد مسيرة ساعة ونصف، تسكنها أربعون عائلة. وفيها كنيسة مشيَّدة على اسم الشهداء شموني وأولادها السبعة المقابيين. يقوم بتقديم الخدمات الروحية لمؤمنيها القس توما كربوش المارديني، كان كاهناً يتَّسِم بالصلاح والفضيلة، وكانت للقرية مدرسة واحدة لتعليم الأطفال. في اواخر شهر تموز لعام الإضطهاد القاسي 1915م، تفاجأت هذه القرية البائسة بسيل من القوات العسكرية القادمة من آمد، فأحاطت بها من كافة جهاتها لكي لا يفلت أيٌّ من ساكنيها فيهرب، وبعد إحكام الحصار، اجتاحتها والقت القبض على جميع شباب ورجال القرية وحجزتهم في الكنيسة ومعهم الكاهن، ثم قاموا بتفتيش الدور بحثاً عن الأسلحة المزعومة، فلم يعثروا على شيء. أمضى المحجوزون ليلتهم وهم يشعرون بنهايتهم على ايدي اولئك الأشرار، فجنحوا الى التوبة والإعتراف استعداداً للموت المحتَّم، واستمرّوا على الصلاة ساهرين ويقظين، وتوما الكاهن يشُدُّ من عزيمتهم ويُشجعهم على التمسك بايمانهم مُظهرين بسالة في استقبال الموت من أجل المسيح، ليخزى المجرمون القتلة الخالية قلوبُهم من الرحمة بسبب تعصُّبهم الإسلامي البغيض.

وفي صباح اليوم التالي أخرجوهم وكُلُّ عشرة منهم مقيَّدين بالحبال،  واقتادوهم نحو الوادي العميق القريب من قرية زوغا التي تبعد  عن قريتهم “جاروخية” بنحو ساعة من المسير، وهناك جرَّدوهم من ملابسهم  وقطعوا أعناقهم بالسيوف، وذُبِح بعضُهم بالسكاكين، وألقوا جثثهم في ذلك الوادي طعماً لوحوش البر والجوارح من طير السماء. أما القس توما كربوش، فقد قطَّعوا جسده إرباً إرباً، كما فعل الوثنيون الفرس الساسانيون بمار يعقوب المقطَّع، وهنا نسأل هل هناك فرق بين المسلمين والوثنيين؟ لا بل إنَّ المُسلمين أكثر إجراماً من الوثنيين ولا سيما بحق المسيحيين.

استطاعت أمرأتان مسيحيتان أن تخرقا الحصار المُشدَّد المفروض على القرية المنكوبة، حين سنحت لهما فرصة للهروب والوصول الى ماردين، وعن لسانهما استعرضنا تفاصيل المأساة التي حلَّت بأهل قريتهما. إلا أنَّ المجرمين الأكراد كانوا لهما بالمرصاد، فتمكَّنوا من اصطيادهما وهما في طريق العودة الى قريتهما فقتلوهما. كما اصطاد الأكراد إثنتين من بنات الكلدان فاختطفوهما. عقب ترك العساكر للقرية التي قتلوا شبابها ورجالها، شدَّت نساؤها الرحيل ومعهن أطفالهنَّ الى مدينة آمد، فانبرى مطران آمد مار سليمان صباغ، لشدِّ أزرهنَّ من حيث تلبية احتياجاتهنَّ والعناية بأطفالهنَّ، فهيَّأ لهنّ وللأخريات أمثالهنَّ ملجأً لسكناهنَّ، وفيه بدأنا يتعلمنَ القراءة والكتابة، وبلغ عددُ نزيلات الملجأ خمساً وثلاثين نزيلة، وقد عيَّن المطران مرشدا لهنَّ ولأيتامهنَّ القس سليمان كوجك اوسطا. أما قريتهنَّ فقد أتِّخِذ منها معسكراً للجيش مستولين على كنيسة القرية والغرف المُلحقة بها.

ميافرقين المدينة الحاوية  لرفاة الشهداء العريقة

ميافرقين كانت مدينة جميلة ونالت شهرة كبيرة في الأجيال المسيحية الأولى ولا سيما بعد منتصف القرن الرابع  وأوائل القرن الخامس على عهد اسقفها الشهير ” مارماروثا الملفان الطوباوي”، اختاره الإمبراطور الروماني مبعوثاً خاصاً له، فقدِم الى المدائن عاصمة المملكة الفارسية ومقر كُرسيِّ جاثاليق كنيسة المشرق الكلدانية. ساهم في كلتا رحلتيه الى بلاد فارس بتثبيت دعائم كنيسة المشرق التي كانت قد زعزعتها الصراعات القائمة بين أساقفتها، فبهِـمَّته ومكانته لدى ملك الملوك الفارسي  ( يزدجرد الأول 399 – 420م ) استتبَّت أمورُها عن طريق مرسوم اصدره ملك الملوك يزدجرد الأول الآنف الذكر. جاء فيه: نحن ملك الملوك يزدجرد الأول، نأمر بأن يُجَدَّدَ بناءُ كُلِّ الكنائس المُهَدَّمة في عموم المملكة، وأن يُخلى سبيل كُلِّ الذين في السجون أو رهن الإعتقال بسبب عَقيدتهم المسيحية، وأن يتمتعَ بالحرية كُلُّ رجال الدين. واعتُبرَ قـرارُ يزدجرد الأول هذا في الشرق، موازياً لمرسوم ميلانو الشهير الذي أصدره عام 313 م قسطنطين الكبير في الغرب قبل مئة عام. والفضل في هذا كُلِّه يعود الى ماروثا اسقف ميافرقين الذي قَدِمَ الى المملكة الفارسية مرتَين في عام 399 م بتكليفٍ مِن الملك الروماني أركاديوس، حيث أبرأَ الملكَ يزدجرد مِن مرضه وأنقذ إبنَه مِن أسر الشيـطان وأنجزَ إبرامَ الصلح بين الفرس والرومان. وفي عام 408 م وبطلبٍ مِن الأساقفة (الآباء الغربيين) الذين كَلَّفوه بنقل رسائلهم الثلاث المُذيَّلة بتواقيع أشهر أساقفة مناطق غرب الفرات (سوريا وما بين النهرين) هُم بحسب ما جاء في كتاب (المجامع الشرقية ص 18 والترجمة ص 255): فريفير يوسف اسقف < بطريرك > أنطاكية ،آقاق اسقف حلب، بقيذا اسقف الرُّها، اوسابيوس اسقف تَلا، و آقاق اسقف آمد. وكانت لرحلتِه الثانية هذه مُهمتان: الاولى ‏إبـلاغ الملك الفارسي يـزدجرد بوفاة الملك الروماني أركاديـوس واعتلاء إبنه (تيئودوسيوس 408 – 450 م) العرشَ الروماني خلفاً لوالده. والمُهمة الثانية فكانت لبذل مسعاه مِن أجل ايجاد الصلح بين أساقفة كنيسة الشرق، حيث كان الكثيرون مِنهم ثائرين على الجاثاليق لطمعهم بالرئاسة، وكان الصراع مُنصبّاً على منصب الجثلقة (الرئاسة العليا الاولى) وقد بلغ أشُدَّه. فنجح مارماروثا بدعم مِن الملك يزدجرد بحصوله مِنه على تثبيت ماراسحق في الرئاسة، وإزالة أسباب النزاع وتذليل الصعوبات ومِن ثمَّ تنظيم شؤون الكنيسة بالدعوة الى عقد مجمع لكنيسة المشرق في مطلع عام 410 م . 

 

فقام مارماروثا بمقابلة الملك يزدجرد وسلَّمه إحدى الرسائل الثلاث الموجهة إليه، ثم استأذنه طالباً موافقته ليأمر بجلب جميع مطارنة وأساقفة المملكة لعقد مجمع شامل لكنيسة المشرق، فلبَّى الملك طلبه وعقد المجمع في عام 410م برئاسة مار اسحق الجاثاليق. إنَّ أهمَّ الأسباب التي دَعَت الى عَقد مجمع ساليق الثاني، كان لإقرار القوانين والأنظمة الكنسية التي أقرَّها مجمع نيقية عام 325 م مِن أجل تطبيقها مِن قـبل رئاسة كنيسة الشرق في كافة كنائسها. وقد ثمَّنت كنيسة المشرق الكلدانية ولا زالت جهود مارماروثا الميافرقيني  بتنظـيمه لسير الشهداء ووَضعِه لهم أناشيدَ خالدة وعذبة تُشيدُ بمآثرهم وتُجَدِّد ذِكراهم ويتغـذَّى مِنها المؤمنون روحياً في تقواهم لمدى الأجيال، كما جعل مِـن مدينته ميافرقين أن يُلقِّبها اليونانيون بـ (مارتيروبوليس) والكلدان بـ (ܡܕܝܢܬ ܣܗܕܐ) وكلتا العبارتين تعنيان “مدينة الشهداء” . ( ملاحظة: كانت مناسبة لكي نتحدَّث عن سيرة أشهر اسقف جلس على كُرسيِّ اسقفية ميافرقين هو “مارماروثا”وعن جهوده الجليلة التي بذلها في خدمة كنيسة المشرق الكلدانية).

 

كانت اسقفية مدينة ميافرقين العريقة تتبع كرسي مطرانية آمد، لها كنيسة جميلة وحديثة، قبَّتها مُزخرفة بالحجر المنحوت. شيَّدها المثلث الرحمات (مارعبديشوع الخامس خياط بطريرك بابل على الكلدان 1894 – 1899م) في الفترة التي كان رئيس أساقفة آمد قبل تبؤئه السدة البطريركية. كانت الكنيسة مُشيَّدة على اسم ماريوسف خطيب العذراء مريم. يُدير الكنيسة الخوري حنا ميلوس المارديني، يساعده في الخدمة الكنسية سبعة شمامسة، عددُ العوائل الساكنة فيها يناهز المائة وعشر  عائلة. وكانت هناك قرية تُدعى “زيري” تقع في الغرب الجنوبي لمدينة ميافرقين، فيها كنيسة تحمل اسم “كنيسة انتقال العذراء” يقوم بالخدمة فيها كاهن من رهبنة الربان هرمزد المدعو “القس سركيس” تسكنها حوالي خمس وعشرين عائلة.

وفي شهر آب لعام الإضطهاد العثماني الشنيع 1915م الأسود، القى المُجرمون القتلة القبضَ على رؤساء القريتين ميافرقين وزيري وكاهِنَيهما الخوري حنا ميلوس والراهب القس سركيس وأُلحِق بهم كهنة الأرمَن ووؤساء طائفتهم، فبلغ عددُ الذين تمَّ القبضُ عليهم مِئتَي شخص. أقتادوهم الى قرية “ميرعليا” وهم مربوطين بالحبال وبعضهم بالسلاسل الحديدية ومُقيَّدي الأيدي. ولدى بلوغهم الوادي العميق القريب من القرية المذكورة، أوقفوهم فأخرج رئيس العسكر أمر إعدامهم وتلاه على مسامعهم.

وللحال قام الراهب القس سركيس، وسأل رئيس العسكر منحهم بعض الوقت ليستعدّوا فيها للموت.  وبعد أن استجاب لطلبه، حوَّلَ نظره الى ذلك الحشد البائس ووجَّهَ إليهم كلامَه قائلاً: < أحِبائي، إنَّكم الآن قد عرفتم وتيقَّنتم جيداً، بأنهم قد أتوا بنا الى هنا لنُقتل، وها إننا الى الموت مُقبِلون، لا لشيءٍ وإنَّما فقط لأنَّنا مسيحيون! لذا سنموت أطهاراً ابراراً وأنقياء من الخطايا، ونحن في طريقنا الى الملكوت. فليعلم الجميع بأننا لم نقم يوماً ضِدَّ الدولة، ولم نُخالف يوماً قوانينها وشرائعها، فلم يكن بوسعِهم إدانتنا بأيِّ جُرم ارتكبناه! إلا اعتبارهم جُرماً كونُنا مسيحيين! وعليه فإننا لا نخاف مِن مصيرنا، ولا ندع الحزن يستحوذ علينا مهما أعَدّوا لنا. فلنستقبل السيف بفرحٍ، ونقدِّم دمنا ذبيحة مُرضية لمغفرة خطايانا الشخصية التي ارتكبناها حين ضعفنا أمام ربوبيته. فكما قدَّم المسيح ملكُنا دمَهُ كُفّارة عن خطايانا، فكذلك نحن لن نهاب آلامَ الساعة التي تنقلنا من الحياة الزمنية الفانية الى الحياة الأبدية الخالدة. إنَّ عذاباتنا هي لا شيء لو قورنت بالعذابات التي قاساها ربُّنا من أجل خلاصنا. إخوتي انظروا إليه وكأنَّه يُصلب الآن، وهو غارق في بحر من الآلام فتشجَّعوا. ولما فرغ من هذه العِظة رفع عَينَيه الى السماء ونادى بصوتٍ عالٍ قائلا: هلُمّوا تقدَّموا الى هَهُنا. حينذاك خَرّوا جميعُهم على الأرض ساجدين. وأخذ كُلٌّ منهم قليلاً من التراب ووضعوه في أفواههم.

 

وما إن انتهى الكاهن الغيور حتى التفت نحو رئيس العسكر قائلاً له: لقد أتممنا أيها السيِّد واجبنا، وها إننا مستعِدّون لخوض معركة الجهاد المقدس، هذه المعركة التي أُرغِمنا على خوض غِمارها، فتعالوا وأكملوا ما أُمِرتم بتنفيذه. فأمر رئيس العساكر قواته والمُرتزقة الأكراد بالتحرُّك لتنفيذ المجزرة، فأحاطوا بذلك القطيع من الخراف الوديعة الضعيفة، ثم وثبوا عليهم كالذئاب الجائعة بعد أن أمطروهم برصاصات اسلحتهم الحارقة، فذُبح البعض كالخراف، والبعض الآخر بُقِرت بطونهم بالخناجر وطُعِنّت صدور وأجناب الآخرين بالحراب، ومنهم مَن هُشِّمت جماجمُهم بالحجارة، حتى قضوا على جميعهم، ثم كوَّموا جثثهم في ذلك الوادي، وعاد القتلة حاملين ملابس الشهداء التي نزعوها عنهم قُبَيل قتلهم.

 

وفي عام 1902م وبينما كان ماراً في ذلك الطريق القس طيمثاؤس فضلي متوجها بأمر من السعيد الذكر مارسليمان صباغ مطران آمد للذهاب الى ميافرقين لخدمة الأنفس التي نجت من المجزرة التي اقتُرفت قرب ذلك الوادي. ولما شاهد اكواما مِن عِظام وجماجم بشرية مُكدَّسة في ذلك الوادي، سأل مُرافقَه العسكري: لِمَن يا تُرى تكون هذه العظام والجماجم؟ ردَّ العسكري قائلاً: إنَّها لأهالي ميافرقين، وكُنتُ أنا أحد المشاركين في قتل اولئك الرجال المسيحيين، وروى له بالتفصيل كيف جرت تلك المجزرة، ونحن دوَّنّاها بأمانةٍ كما رواها.  والى الحلقة الحادية عشرة قريباً

 

الشماس د. كوركيس مردو

في 31/7/2015

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *