ارض سيد القصب ، وملوك الجهات الأربعة

 

مَرِضَ جحا مرضاً خافَ منهُ ولما سُئِلَ عَمنْ يَرثَهُ , قَالَ.. لا وارثَ لي ,, فقيلَ لهُ .. وأمُكَ .؟ فأجَابَ ..طَلقها أبي مِنْ زَمانْ..؟

 

هكذا صار حال العراق .؟ تباً لهذا الزمن .. منذ نصف قرن وهو يعج بالمتناقضات ..؟ حروب ومآسي وتصنيفات قومية وطائفية .؟ لكننا نتعلم أقوى العواطف وأكثرها تركيباً , سنتعلم – الحب – من سيرة الورد الندي, كيف نبقى نحب العراق.؟

 

العراق الذي أورد عالم الآثارالمؤرخ  د.طه باقر ملاحظات مفيدة عن أسمه الذي عرف به في عصوره التأريخية المختلفة , حصر هذه الآراء في ثلاثة أحتمالات

الأول- عراق- عربي الأصل ,منها الشاطئ – أي شاطئ البحر,ولأنه على شاطئ دجلة والفرات

الثاني- أنه معرب -فارسي- -يعني الساحل-, وأن الباحث الآثاري- هرتسفلد-أعتقد من أن عراق معرب من -أيراك – الفارسيه التي تعني البلاد السفلى

الثالث-لفظ -عراق- يرجع في أصله الى تراث لغوي أما من السومريين أو غيرهم منذ أبعد عصور ماقبل التأريخ, وأنه مشتق من كلمة -أوروك – وهي الكلمة التي سميت بها المدينة السومرية الشهيرة -الوركاء حاليا كما تدحل الكلمة في تركيب أسماء جملة مدن قديمة شهيرة مثل -أور- و -لارسا- وغيرهما

وأوضح المؤرخ طه باقر أن أستعمال مصطلح -عراق- بدأ في الأدوار الأخيرة من العهد الساساني مابين القرنين الخامس والسادس الميلاديين حيث بدأ أستعماله يظهر في الشعر العربي الجاهلي

 

 ؟ ماذا كان العراقيون القدماء يسمون وطنهم أذاً

أن أقدم أشكال الحكم في العراق القديم في مطلع الألف الثالث قبل الميلاد , كان على هيئة مايسمى بدولة المدينة ,وكان الحكام السومريون يلقب كل منهم حاكما للمدينة التي هي مركز دويلته مثل – حاكم أور – و – حاكم لكش- ..الخ, وفي عصرفجر السلالات أبتدع أخر حاكم من حكام هذا العصر -لوكال زاكيزي- لقباً سياسياً جديداً – ملك الأقاليم – وتعني أيضاً الوطن.

وظهر فيما بعد مصطلحان جغرافيان مهمان-بلاد سومر – للقسم الجنوبي و -بلاد أكد -للقسم الأوسط

وتسمية -بلاد سومر- أو – شومر- جاءت به الكتابات الأكدية السامية على هيئة – مات شو مريم- بلد السومريين – وقيل في معناها الحرفي -أرض سيد القصب- ولاتوجد حدود طبيعية واضحة بين ماكان يسمى -بلاد سومر – و -بلاد أكد

 ويحدد مركز الحضارة السومرية بالمواقع الشهيرة من بلاد سومر وفي مقدمتها – أوروك – الوركاء- و مدينة نفر -قرب عفك – و لارسا -السنكره و أيسن – أيشان البحريات , و أدب- بسمايه -, و شروباك -فاره- , و لكش -تلول الهباء-قرب الشطره, وأوما – جوخا -قرب الرفاعي, و زبلام -بزيخ , وأور المدينه الشهيرة بمسقط رأس النبي أبراهيم عليه السلام -, وأريدو قرب الناصرية.

أما مدن بلاد أكد

أكد- مكان ما يتوقع بين المحمودية والحله- ,و -سبار -أبو جبه , وكوثي- تل أبراهيم -, و بابل , و كيش -الأحيمر -, و -بورسيبا – برج نمرود- , و دلبات , و مرد

 

وأستعمل سرجون مؤسس السلالة الأكدية – 2371-2316ق.م – أو على الأرجح حفيدة نرام سين لقباً سياسياً جديداً هو – ملك الجهات الأربعة – بالسومرية , و- ملك العالم أو ملك الكون – في الأكدية وهو بالأصل لقب ديني عظيم مخصص لكبار الألهة

 

وظهر في أوائل زمن سلالة أور الثالثة -2112-2004ق.م – لقب مهم هو – ملك سومر وأكد – وكان أول من أستعمله ملك الوركاء -أوتو حيكال- الذي أشتهر بأنه طرد الغزاة الأجانب -الكوتيين – وحرر البلاد منهم .

لكن أستحدثت فيما بعد تسميات جغرافية سياسية أخرى منها ملك بلاد بابل و بلاد آشور ومنهما التسميتان الأوربيتيان – بابليون – و – آشوريا

Babylonia – Assyria

وأستخدم المؤرخ اليوناني -هيرودتس- مصطلح -بلاد بابل- بابيلونيا- و -بلاد أشور- آشوريا- وأستعملوا تسمية كلديه أي- بلاد الكلدانيين – نسبة الى الكلدانيين الآراميين – مابين القرنين السابع -السادس ق.م -الذي برز فيهم الملك البابلي القوي نبوخذنصر الذي حطم الدولة اليهودية في القدس وجلب 40 ألف من  الأسرى اليهود وأستخدمهم كعمال بالسخرة  لبناء قلعة بابل وحصونها وبوابة عشتار بما يسمى عندهم- بالسبي البابلي

وهكذا ترك العراق القديم أثراً عظيماً  بارزاً في الحضارة البشرية على مر العصورالتأريخية . 

  

صادق الصافي- النرويج

sadikalsafy@yahoo.com

You may also like...

2 Responses

  1. صادق الصافي -النرويج says:

    الأخ الفاضل ثائر ساكو

    تحيتي لك و شكرا على مرورك
    ربما حضرتك لم تقرا المقال جيدا’ فأنا أستند على ماذكره المؤرخ العالم الآثاري الدكتور طه باقر
    فهل تملك معلومات اكثر فائده منه, أذا كان لديك هذه المعلومات التاريخيه فستكون في الواجهه وتستطيع تفنيد آراء العلماء في التاريخ القديم والآثار
    دمت بخير
    اخوك – كاتب المقال
    صادق الصافي-النرويج

  2. ثائر ساكو says:

    سيدي الفاضل
    الكثير مما ذكرته غير دقيق أو ربما المصادر التي إستقت منها لم تكن دقيقة والمهم إنك ذكرت السبي البابلي فهل تعلم إنه لولا هذا السبي ما كان هنالك الديانة اليهودية ولا غيرها من الديانات التي تلتها

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *