ادرؤوا الفتنة يا اولي الالباب

لاشك بان ماحصل في العراق من حرب شنتها مجموعة مجرمة من الغرباء تحت ذريعة الدين ، والدين منهم براء، على العراق عامة ومناطق الموصل واقليم كوردستان خاصة والتي ساعدتهم بها مجموعة من الخونة والمجرمين من الذين رفضوا العملية السياسية منذ اليوم الاول من سقوط النظام السابق في 2003، يعتبر شيء مؤلم الى درجة تجعلنا نتحسر للانتقام والعمل الفوضوي، الذي يحرق الاخضر مع اليابس ويخدم العدو الداعشي المجرم وذيوله الانذال، من دون ان يطفي نار قلوبنا، ويشفي غليلنا، فالأحداث المؤلمة الدامية التي تحصل في العراق والموصل خصوصا والتي ادت الى تشرذم الشعب وتهديم الوطن ، جاءت من الفتنة الكبرى التي حذرنا ونحذر منها.. ودائما يشعلها اشرارا نفعيون، وينفخ فيها حمقى ومغفلون، ويسوقون إليها بسطاء وقودا لمعاركهم.

ويا لهول! ما فعلته الفتن والانقسامات من دمار أكثر مما فعله الدواعش المجرمين، وهذه الفتن تعتبر هدية مجانية لهم، وهذا ما يدركه العقلاء الراشدون المخلصون لبلدهم، ويحذرون منه ويتصدون لبذور الفتن وسمومها بلا تردد ولا تهاون، ويفعلون الحوار والمبادئ الإنسانية.

نعم علينا درء الفتنة وايقافها باي ثمن، لأن عدونا واحد وهو التنظيم الارهابي الداعشي وجميع الارهابيين والقتلة وعلينا ان نتكاتف فيما بيننا مسلمين ومسيحيين وايزدية عربا وكوردا وكلدانا وتركمان ، وهناك قانون علينا ان نضعه نصب اعيننا، فهو الذي ينصر المظلومين ، اما عمليات القتل العشوائي ، فلا يجب ان تكون من اخلاقياتنا، والا بماذا نختلف عنهم ،  ((ولا تزر وازرة وزر أخرى))…. الوازرة هي النفس التي لا تحمل حمل غيرها، كل إنسان محاسب عن عمله، ومسؤول عن خطأه ، وليس علينا ان نعاقب شخص بخطأ غيره .

كما قلت الالم كبير، وكبير جدا والحسرة في القلب عميقة عمق البحار في جميع مناطقنا دون استثناء ، من التي دنسها داعش والجرح عميق جدا ، ولا نريد ان نفقد لذة الانتصارات التي تحققها البيشمركة الابطال وجميع القوات المقاتلة ان كانت لرجال الجبل الاشاوس في سنجار او للجيش العراقي او القوات المتشكلة حديثا من رجال العشائر ، بالانتقام العشوائي،  بالحرق والقتل وايذاء الابرياء وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها ، لكي يكون انتصارنا اخلاقيا بعيدا عن ظلم البريء ، فلذة الانتصار هي انتصار الضمير والاخلاق خصوصا في الحروب .

لست هنا واعضا لأشرح درسا في الاخلاق ، ولكن للتذكير وعسى ان تنفع الذكرى، لأناس جميعنا نعلم مدى آلمهم وجرحهم العميق وربما روح الانتقام العشوائي سوف تغلبهم ويحققون بها مآرب العدو الداعشي المجرم الذي يهدف الى زرع الفتنة وجعل الاهل يتقاتلون فيما بينهم ، ليكن الجميع صبورين واقوياء وان يفكروا قبل ان يخطوا خطواتهم في هذه الحرب التي فرضت علينا عنوة . 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *