إيضاحات حول الحملة الصحفية والإعلامية على الكلدان في مدينة الكهون/ بقلم منصور قرياقوس السناطي

خلال الأيام الماضية، تناقلت وكالات الأنباء والصحف والفضائيات في اميركا والعالم، أنباء إلقاء القبض في إحدى مقاهي مدينة الكهون – سان دياكو على عصابة متخصصة بحيازة وترويج وتهريب المخدرات والأسلحة الممنوعة، ، والخبر إلى هنا لا شائبة عليه. وليس فيه ما يعيب ويخدش أحداً، ولكن إذا خرج عن حدود المعقول، ولصق التهمة بالجالية الكلدانية العراقية الكبيرة التي تعيش في هذه المدينة ، يكون قد أنتقل من التخصيص إلى التعميم، وهذا ما فيه كل الضرر على سمعة الكلدان العراقيين فالجريمة في كل إنحاء العالم هي جريمة نكراء بحد ذاتها، ومنفذوها جماعة تعيش على هذه الأرض سواء كانت من العراق أو الصين، أو كانت من العرب والكرد والكلدان والآشوريين أم من الاميركان الأصلاء، أم من انتماءات أخرى. فالولايات المتحدة الأميركية قارة كبرى تضم أكثر من 300 مليون نسمة، جلّهم من المهاجرين وهي بودقة عظمى انصهرت فيها أغلب القوميات والأجناس، فلا يجوز مطلقاً في حالة الجريمة أن تلصق التهمة بقومية معينة أو بلد معين، لأن العصابات دائما في هذا البلد الكبير تتكون أما من افراد يحملون الجنسية الاميريكة، أو من جماعات لا زالت تحمل بطاقات العضوية الدائمة. وللأسف فقد أطنبت الصحف وكبرّت وهلّلت في وصف الحادثة، فأطلقت على المقهى الصغير الذي اقتحمته قوات الشرطة اسم (النادي الاجتماعي العراقي) فيما هو مقهى متواضع يرتاده كل من يشاء من جميع الأجناس والقوميات، والشرطة الفدرالية كانت قبل تطويقه يوم 18 / 8 قد ألقت القبض على أغلب افراد هذه المجموعة ، وضبطت ما بحوزتهم من المواد والمخدرات الممنوعة التي يحضر القانون تداولها وترويجها، ولم تجد في المقهى شيئاً ، وإنما كانت تسعى ألى القبض على افراد آخرين من العصابة تبين لها أنهم يرتادون هذا المقهى الشعبي، والشرطة تسعى دائماً إلى فرض الأمن والاستقرار في المدينة وملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بحياة المواطنين، … لكن الصحف المحلية ومراسلوها ووكالات الأنباء والفضائيات، سعت الى تسجيل قصب السبق في الخبر، فألقت الكثير من الضلال على محتواه، ولم تلصق التهمة بعصابة إجرامية معينة، بل رمتها على الكلدان بصورة عامة الذين هم براء من أمثال هؤلاء الفاسدين، فالكلدان في سان دياكو مشهورون بالصدق والإخلاص بالعمل الشريف المتواصل ليل نهار، وهم يملكون – ولله الحمد أغلب متاجر بيع المشروبات الروحية والكحولية إلى جانب المواد الغذائية ومختلف الحاجيات الأخرى، وأنهم رجال أفذاذ بلغوا مكانة عالية في سوق المال والتجارة والصناعة، والقانون وإذا كانت هذه الفئة قد ارتأت أن تعيش على المال الحرام، وأن تسلك هذا الطريق الوعر، الذي ينبذه كل الكلدان والعراقيين الشرفاء، فهذا شأنها وحدها وستنال العقاب الذي تستحقه، ولا نريد في هذه الأسطر أن نعود إلى الأسباب التي تدفع أمثال هؤلاء الشباب إلى سلوك دروب الجريمة، فهذا أمر طويل وشائك، لكننا نعتب على هذه الصحف والفضائيات، وبينها صحف ومواقع الكترونية عراقية، أن تقوم بترويج هذه الشائعة دون التحقق من صحتها وأن تلصقها ظلماً بالكلدان عموماً، وأن تصف المقهى بالنادي العراقي، فلم يكن المقهى يوماً نادياً، ولا هيئة إدارية له تشرف على نشاطاته كشأن النادي الاميركي العراقي في الكهون الذي يضم نخبة طيبة من العراقيين والاميركان وله مكانة متميزة لدى المسؤولين في المدينة، فهذا المقهى الذي فتش من قبل الشرطة، يملكه شخص يديره بنفسه، ويساعده في عمله عدة عمال يتولون تقديم الشاي والقهوة والمرطبات وبعض المأكولات المشوية الى الزبائن ولا مدراء له على بينة بالنشاط الإجرامي لمرتاديه … وقد أحدثت هذه الأنباء ضجة في أوساط الكلدان، فاحتجوا لدا المسؤولين الإداريين على إطلاق هذا التعميم، وتفهم رؤساؤهم ما يختلج في أعماق الطيبين من حسرة وأسف على نعت هذه العصابة، بالعصابة الكلدانية، فالعصابات أينما كانت لا جنسية لها ولا قومية ولا مذهب وإنما هي مافيا تلقاها في كل إنحاء العالم، ولا تقتصر على مكان دون آخر، وكثيراً ما نسمع عن عصابات غير هذه تقتحم المخازن والمتاجر، وتقتل العاملين فيها وتسرق محتوياتها وتهرب، دون أن تركن الجريمة بجماعة أو أثنية معينة، وإنما يقال دائماً (عصابة سطت على المتجر الفلاني وقتلت وسرقت ثم هربت) فلماذا كان الكلدان الموطئ الواطئ ، وهم الذين عملوا بإخلاص من اجل مدينتهم، يشهد له بذلك مسؤولو كافة المدن في سان دياكو الكبيرة، ولماذا يتعرضون إلى هذا التشهير بهم.

اللهم أشهد أننا براء من كل عمل يلوث هذا المجتمع الطيب النظيف المضياف الذي ندين له بالطاعة والاخلاص والوفاء .


منصور قرياقوس السناطي

مجلة فينوس

You may also like...