إنه نواة لوحدتنا المنشودة يا سيدنا ساكو/ بقلم عبدالاحد قلو

يسعدني ان ابتدأ مقالتي هذه، ببعض الكلمات الرقيقة، الانيقة والمستندة على الحقيقة والتي بوقعها على مسامع كل قارئ مؤمن، ان يقف اجلالا وأحتراما لشخصه الوقور ولما له من طيبة نابعة من ايمانه بربه وسيده يسوع وقبل كل المسميات الاخرى، والتي لم تكن كلماته كأي كلمات والتي كانت:

المسيحية هي الديانة التي تصنع الإيجابية في إختلاف حياة الأفراد والأُمَم، وتنقل الناس والحضارات من الظلام إلى النور ومن الجهل إلى معرفة الحق: تُحوِّل الشعب من التعاسة إلى السعادة ومن الإثم إلى القداسة. المسيحية تمنح الخلاص للمؤمن لأنها ديانة المحبة والرجاء والإيمان بالرب يسوع المسيح. المسيحية تضمن الحقوق المُعطاة من قِبَل الـله: الحرية، تقرير المصير والسعي وراء السعادة لكل إنسان خلقه الله تعالى.

هذه الكلمات التي تدخل في خلجات القلب لتهدئته وتدعوه للسكينة والاطمئنان. انها كلمات سيدنا المطران مار باوي سورو الجزيل الاحترام والتي ذكرها في مقالته الموسومة (الكرامةالذاتية نتيجة منطقية للحرية) والمنشورة في موقع كلدايا نت الموقر في بداية سنة 2012م.

والذي جعلني ان اتطرق الى هذا الموضوع، وذلك بسبب الحديث الذي حصل مع سيادة المطران مار لويس ساكو والتي اجراها راديو SBSمعه والذي يبث ارساله من اوستراليا وبلغتنا السورث المحكية وذلك في هذه الايام من الشهر الاول لسنة 2013م، والتي كانت المقابلة الثانية بأعتقادي معه.

فحوى المقابلة

ان النقاش المطروح في هذا اللقاء الذي كان بصورة عامة عن اوضاع العراق وانتخاب البطريرك الجديد، ولكن الذي يهمنا بالدرجة الاساسية هو توكيد الاخ المذيع ولسن على سيادته، بموقف البطريركية من المطران مار باوي سورو الذي عاد الى كنيسته الكاثوليكيةالجامعة (وبعد ان كان مطران في الكـنيسة الآشـورية التي خـدمها كـمطـران منذ 1984م ولـمدة أكثر من عـشرين سـنة. ولكنه في سـنة2005 م، حـدثـت خلافات بـين سيادته وبـين الكـنيسة الآشـورية بسبب الشركة الكاملة (Full Communion) مع كنيسة الكاثوليكية والكنيسة الكلدانية وبعدها انفصل مع جـماعة من المؤمنين متجـهيـن صوب الكـنيسة الكـلـدانية للأنـضمام إلى الكـنيسة الكاثـوليكـية الجامعة. وفي نهاية سنة 2007 أو بـداية 2008 دخـلوا كـكـهـنة وشمامسة ومؤمنين وكـمطـران إلى ثلاث أبرشـيات للكـنيسة الكـلـدانية إثـنـتان في أميركا وواحـدة في أسـتراليا شاكرا الرب عـلى ذلك وهم حاليا جـزء من الكـنيسة الكـلـدانية ألام، داعيا سيادته الصلاة بأستمرار من أجـل إخـوتـه الذين كانـوا معـه في الكـنيسة الآشـورية متمنيا لها التـقـدم والإزدهار). وهذا جزء من ما ذكره في لقاء اذاعة المحبة معه في شهر ايلول من السنة الماضية.

ولكننا بالعودةالى المقابلة التي تطرق المذيع ولسن الى سؤاله عن مفهموم الكلدانية واللغة السريانية والسورث والذي استند المذيع بسؤاله على مقالة الاخ مايكل سيبي بخصوص هذا الموضوع، ولكن كان جوابه بعيدا عن مضمون السؤال الذي اعاده عليه المذيع ثانية ولكن المفاجأة كانت بعدم توكيد المطران ساكو على كلدانية الكنيسة وشعبها وانما تحجج بالدعوة لدراسة الموضوع ان كنّا كلدان او سريان او اثوريين، وكل هذا ونحن نقاتل ونتصارع اعلاميا وحتى ملابسنا تمزقت من كثرة جلوسنا على كرسي الكومبيوتر وتلقينا من شتائم وكلمات بشعة من اناس تفيض او تنضح من انائهم اخلاق لا يليق بهم التخاطب لسماع الرأي وتقبل الرأي الاخر وهم غافلون عن الحقيقة.

ومع ذلك تحملنا المشقّات والشتائم، مستذكرين اسلاف اجدادنا الذين راحوا ضحية معتقدهم الديني والقومي الكلداني وليس شيء آخر. ولكن لم يكن ببالنا ان يسمعنا مطراننا ساكو، بعدم التوكيد بأنتمائنا القومي الذي لا يحتاج الى تردد او تثنية. وهكذا هو حال المطارنة الاخرين الذي لا يهمهم ذلك الامر والذي كانت نتيجته ذوبان مؤمنينا في كنائس اخرى بعيدة عن واقعنا وطقسنا الكنسي. وللعلم فاننا لسنا بطالبين ان تحل القومية بدلا عن الايمان وانما القومية ترافق ايماننا للمحافظة على كنيستنا الكلدانية ليس غير.

اننا في الوقت الذي نذكر سيادة المطران مار ساكو والجالس حاليا في اروقة الفاتيكان مع المطارنة الاخرين المنغمسين في تأملاتهم في رياضة روحية عميقة، نطلب من الباري عزّ وجل أن يلهمهم للتوافق بأختيار بطريركنا القادم الذي يأخذ زمام الامور ليحافظ على كنيستنا الكلدانية من الضياع في خضم هذه المهاترات والرياح العاتية من كل صوب وحدب والتي تريد النيل من كنيستنا ولكن هنالك المنقذ والمدافع عن كنيسته والتي مرت بأحلك من هذه الظروف ولكنها بقت صامدة مزدادتا قوة وايمانا الى يومنا هذا، انه رئيسها غير المنظور ربنا يسوع والذي سيشد على ايدي البطريرك القادم لترسي على بر الامان.

انه بطريرك الوحدة المشرقية

وبصراحة، لا اريد ان اتطرق الى كل ما قاله المطران ساكو عن موقفه من سيادة المطران مار باوي سورو والذي لم يفرق ما بين قدومه لكنيستنا وبملىء ارادته تاركا المنافع الشخصية والعلاقات العشائرية والقبلية ومقتديا بأيمانه بوحدة كنيستنا وكما يريدها سيدنا المسيح، ومع أولئك الكهنة من الكلدان الذين لاذوا بالفرار من العراق ملتجئين لكنائس اخرى وحسب نزواتهم الغريزية وليعتلوا مناصب لدرجات كهنوتية لأطماعهم فيها لوسعة ابوابها، وكما قال يسوع بأن كثيرون سيدخلون من الباب الواسع لسهولته، ولكن طوبى لمن يختار الباب الضيق والذي يجتازه صعوبة فله الحياة الابدية.

وانني على أمل بأن سيدنا المطران مار باوي سورو سيأخذ موقعه الصحيح في كنيستنا الكلدانية والتي ستزداد به حكمة وفعالية لما يمتلكه من مؤهلات القيادة والارشاد والنصح، والذي اعتبره بأنه سيكون النواة الاساسية التي ستجمع اطراف الكنيسة المشرقية المنشقين بكنيستنا الكاثوليكية الجامعة الأم وعلى أمل بأن يكون بطريركا وحدويا لكنيستنا المشرقية للكلدان وفي المستقبل القريب، ولتعود الى سابق مجدها التليد. وعلى أمل ايضا ان يتحقق ذلك وكلنا عائشين للمستقبل. وكلها امال. وعلى امل ان تتحقق تلك الامالز

عبدالاحد قلو

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *