إلى الإعلام الـﭘطـريركي الأغر: هل يُقبل شتم أبرشيتي أميركا الكلدانيتين؟

عـديـدة هي المرات التي نسمع صيحات الأطفال في الحـديقة ولا نـكـتـرث لها، وكم من مرة ينبهنا حـفـيف الأشجار ولا نهـتم بها، ولكـن حـين نسمع في الباب ضربات يعـلو صوتها، من عابر سـبـيل له حاجة نـقـضيها أو صبي لتوصية من أبـيه يُـبلِـغها، فـتلك مسألة أخـرى نميزها.

 

نحـن لا نستغـرب ممن يتجاوز علامة المرور الحـمراء، فـفي الشارع ــ سواق الزقاقات ــ فـقـدوا الإلـتـزامات، وبـينهم مَن لا يميز الـﮔـلـﮔـلية عـن الخـضراء والحـمراء، ولا يفـرّق بـين مياه البحـر والخـيمة الزرقاء… وفي بلـدنا حـمقى يتجاوزون عـلى كـل ألوان الطيف الشمسي الساطعات، أمثال عَـداي وعـبـيـده أقـزام المخابرات حـين كانـوا يتسكـعـون في الشوارع فـيوقـفـون سير المركـبات في أيام ماضياتْ من أجـل مرور مواكـب الزرافات، واليوم كما في الأمس قـد نرى فـرّاشاً في مؤسسة رسمية يستـقـوي بسـيـده، فـيضرب إشارة النيزك في سمائه، إنه مُجاز إكـراماً لـرُخـص ولائه!!… أو نـشاهـد مراسلاً عـنـد العـسكـر يتـنمَّـر بضابطه، والآخـر الوفي… يصرخ أمام بـيته.

اللون الأحـمر فـتان ونراه في فـرط الرمان، وشـفاه المرأة حـمراء كـزهـور في شهـر نيسان، وجُـبّة غـبطته حـمراء رمزاً للـدمِ الـزاكي المَسفـوك وسْط الصلبان… فأي منها نـتجاوزه لـيـبقى في طي الـنـسيان، والآخـر نصونه محـفـوظاً في ذاكـرة الحـسبان؟

لا نـثـقـل عـلى القارىء، خـلينا بالبسيط عـلى ﮔـد حالـنا، تـذكـرتُ غـبطة ﭘـطريركـنا الجـليل مار لويس ساكـو حـين قال: لم تبقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة والبقـية تـطيعها… ومما لا شـك فـيه هـو من بـين النخـبة، ولكـن خـريج مدرسة محـو القانـونية والمدّعي بالحـقـوقـية مهـووس بالتجاوزية فإستغـل الفـرصة ظناً منه أنّ المقـصودين هم فـقـط أصحاب الطاقـية الحمراء سادتـنا في الـدول الغـربـية! وبالتالي مسموح له أنْ يتجاوز حـقـوقهم شخـصية كانت أم كـهـنـوتية.

إنّ خـطوطنا الحمراء التي لا تـقـبل التـقـربَ منها ولا يمكـن تجاوزَها هي كـنيستـنا الكاثوليكـية .. وهـويتـنا القـومية الكـلدانية… فهـنيئاً، إنها شيمة الأصلاء الكـلـدان أبناء قـومنا… وليس ذلك المـدّعي المزوَّر بـين صفـوفـنا.

كان هـناك مَن تجاوز عـلى روما والـﭬاتيكان فـتمت معالجـته بإلإنـذار، فهل يعالـَج المتجاوز عـلى الخـطوط الحـمراء لأبرشـياتـنا بتـنـبـيه بَـتار؟ أم مسموح له ضرب الكـلـدان من خـلف سِـتار؟ تباً للمال الـذي يصارع وضيعاً في وضح نهار.

كم كان بـودّي لو أن تـوضيحاً صدر عـن إعلام الـﭘـطركـية قـبل نـشر مقالـنا، وهـو الذي سبق أنْ كان مهـتماً بالإيضاحات، الـبعـض يتـساءل ويتمنى أنْ يوضح لأبناء قـومنا المؤمنين رأي غـبطته بمَن يتهم كـنائسـنا في الغـرب بإلـتـقائهم كـليا مع مخـطط ما يسمى الإسلام السياسي والقاعـدة وداعـش! وغـبطته أذكى من أن يستغـله أيّ متجاوز بحجة صداقـته والعلاقات الطيـبة معه منـذ سنين … ومذكـرين إياه في ذات الوقـت بكلام غـبطـته في قـرية الشرفـية قـد يكـون هـو السبب! فـشجَّـعَـتْ البعـض مدفـوعي الأجـر لـلـتجاوز عـلى قادة أبرشـياتـنا…

ليس كـل الناس هـكـذا، فهـناك رجال يحـتـقـرون المال ولا يقـبلون بتسليم كـيانهم لأيّ كان بعـيداً عـن الحلال، وفي مواقـف كـهـذه يظهـر معـدن الرجال والخـصال… وأذكـر حـدثاً قـبل سنين دعاني السيد شماس ــ أخـو الآغا ــ إلى بـيته في سـدني وطلب مني مباشرة وبحـضور أهـل الدار أن أكـتب وأنـشر لـصالح أخيه الآغا ــ مقابل فـلـوس!! فـرفـضتُ ــ وأثـناء مغادرتي طلب مني أن افـكـر بالموضوع فـقـلتُ له: فـكـرتُ وقـرّرتُ وإنـتهـيتُ! ولكـن بَعـدي كان هـناك غـيري، وافـق بإتـفاق ووفاق ولم ينـكـر أمام الرفاق نـتمنى أن يكـون موفـقاً في حـياته.

وخاتمة المقال: في يوم من نهاية السبعـينات وأثـناء الـدوام عاقـبتُ طالباً/ حي جـميلة/ بغـداد دون معـرفـتي بأنه عـضو بارز في إتحاد الطلاب، كاد الأمر أن يتـطـور ليصبح مشكـلة! جاء المعاون عـبـد الحـسين دعَـيِّـﭻ وقال لي: خـلي نـصالحكم!! فـقـلتُ له: ليش خايفـين، شـنو تـصالحـنا، قابل هـوّ صديقي؟… وفي الأخـير لستُ أدري كـيف أقـنعـوه فأتـوا به إليّ وتـباوَسْـنا… الآن أفـكـر، ماذا لو كـنتُ قـبلتُ برأي المعاون، ربما كان ذلك ــ الـوُلـيـد ــ الطالب يكـرّمني ويلتـقـط صورة تـذكارية معي.

بقلم: مايكل سيـﭘـي
سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *