إلى الأب الفاضل أركان ( قـرداغ ) حـكـيم الموقـر

سلام الرب معـكم

قـرأتُ مقالكم الذي يحـمل عـنـوان : هـل الكـنيسة الكـلـدانية نسطورية ؟ ويسـرّني أن أعـقــِّـب عـلى بعـض مما جاء فـيه وأقـول :

أولاً – لم ولن يقـول أحـد عـلى الإطلاق أن الكـنيسة الكـلـدانية نسطورية ، وإذا قال ذاك الكاتب أو غـيره في كـتاب أو مجـلة أو محاضرة ، إنما يقـصد في قـرارة ذاته – الكـنيسة الآثورية النسطورية – ويـبـدو أن خـلطاً أو سـهـواً حـصل لـديه لا أكـثـر ، وحـتى في حالة عـدم حـصول الخـلط عـنـده ! فالعِـبرة ليست به ، بل بالمرجع الديني الأعـلى للمـذهـب ، بـﭙاطريرك كرسي الكِـرازة المرقـسية ( قـداسة ﭙاﭙا أورثـوذوكس الأقـباط – المرحـوم الـﭙاﭙا شـنودا مثلاً ) هـل يقـول ذلك ؟ وإلاّ هـل يحـق لي أنا العـلماني أن أفـتي بالأمور الدينية العـقائـدية ؟ عِـلماً أنـني سـبق وأن قـرأتُ إسم الكـنائس الآثـورية النـسـطـورية عـلى واجهات الكـنائس الآثورية في بغـداد أو في كـركـوك في سنين سابقة من القـرن الماضي ، أما أن تـقـول : كـنيسة المشرق ( الكـلـدانية – الآشورية ) ليست نسـطـورية ! أعـيدها لحـضرتك مرة أخـرى لا تـحـشر أسماءاً بـين الأقـواس ( ﮔـوتــْـرا ) لأن ذلك يعـني الكـثير وتـوهِـم القارىء البسيط ؟ لأن حـضرتك ذكـرتَ عِـبارة : كـنيسة المشرق ( الكـلـدانية – الآشورية ) أكـثر من مرة !!! فـمن من أين لك هـذا التـعـبـيـر ؟؟؟ ومَن ذا الذي ذيَّـلَ كـلمة كـلـدان بـكـلمة نسـطـور ؟؟؟

ثانياً : أما عـن التعابـير مثل والدتكَ الطوباوية مريم …. وهـل الإشكال هـو أم المسيح ……. بتـولية مريم العـذراء قـبل وأثـناء الولادة وبعـدها ……….. ، أودّ أن أقـول لكَ : إن أخـتي متـزوّجة من آثـوري في نهاية الخـمسينات من القـرن الماضي وليس لـدينا أي إشكال في الموضوع ولكـن بعـد أن كـبـرتُ كـنتُ أتـردّد عـنـدها في زيارة ، وأهـل زوجها يعـرفـون أنـني من الناشطين في الكـنيسة وهُـم ليسوا من الجـماعة المتـضـلـّـعـين أو الملمّـين بالأمور الكـنسية ، ولكـن لبساطـتهم ( ولعِـلمهم بأخـتي الكاثوليكـية – ولِـما كانـوا يسمعـونه من رجال الدين في كـنيستهم الآثـورية ) فـقـد كانـوا يـكـرّرون قـولهم لي : كـيف تـكـفـرون وتـقـولون (( مريم العـذراء أم الله ؟؟ )) ألا تـخافـون الله ؟؟ إنها لم تـلـد الله بل ولـدتْ المسيح الطـفـل ! أخي العـزيز الأب الفاضل أركان : نعـم إنهـم ُبسطاء لا يـؤخـذ بكـلامهم وإنما أريـد أن أقـول أنهم هـكـذا كانـوا يسمعـون من رجال دينهم الذين يكـرزون بتلك الصُـوَر لغاياتهم التي إنْ كـنـتَ تـعـرفها فـتلك مصيـبة وإنْ كـنـتَ لا تـعـرفها فـهـذه هي الطامة الكـبـرى .

ثالثاً : أما عـن لقاء قـداسة الـﭙاﭙا الراحـل يوحـنا ﭙـولس الثاني وغـبطة الـﭙاطـريـرك مار دنخا الرابع ، فهـنا أرجـوك ان تسأل مَن يهـمه الأمـر: بفـضل جـهـود مَن حـصل كـل ذلك ؟ وماذا كانـت النـتـيجة ؟ ولماذا توقـفـتْ الحـوارات بـين كـنيسة الآثوريّـين مع كـنيسة الكـلـدانيّـين الكاثـوليكـية ؟ وماذا إشـتـرط المرجع الأعـلى لكـنيسة الآثوريّـين لمواصلة الحـوار بإتجاه الوحـدة الكـنسية مع كـنيسة الكـلـدان الكاثـوليكـية ( ولسنا بـصدد القـومية الآن ) ؟ تلك الوحـدة الكـنسية التي يريدونها وفـق مقاساتهم وآرائهم ؟ أما عـن القـديسين الذين إنـتـقـلوا من هـذه الحـياة فـلا نـناقـش بشأنهم فـلهم ديّانهم .

دمتَ سالماً .

مايكـل سـيـﭙـي / سـدني

You may also like...