إطلبوا أولاً كاهنَ الله ! وهذا المطران وذلك الـﭙطرَك يُعطى لكم-الحلقة الثالثة-

قال المطـران مار شمعـون وردوني المحـترم: إن آلية إنـتخاب الـﭙاطريرك الجـديد ستستـنـد إلى الباب الرابع من الفـصل الأول / مجموعة قـوانين الكـنائس الشرقـية، وإنَّ عـدد مطارنـتـنا الكـلـدانيّـين في داخـل العـراق وخارجه والذين يحـق لهم الـتـصويت هـو 15 بالإضافة إلى صوت غـبطة الـﭙاطريرك المستـقـيل دلي الموقـر، وأن جـميع المطارنة الـكـلـدان مرشَّحـون لهذا المنصب الروحي، مضيفاً: ربما يُحـسَم الإخـتيار خلال يوم أو يومين من بـدء جـلسات السنهادس المزمع عـقـده في روما يوم 28 كانـون الـثاني 2013. وفي الحـقـيقة ليس سـرّاً إذا قـلنا أن سيادته ولكـونه في بغـداد فإنه يمسك العـصا من وسطها في تـوازن بـين الشمال والمهـجـر وقـد عـبَّـرتُ عـن ذلك في مقال سابق بأنه من الوسطـيّـين المتـوازنين، وبناءاً عـلى تـصريحه فإن علاقة رياضية بسيطة (3/2 عـدد المجـتمعـين الكـلي +1) سـوف يُـعـتمـد عـليها في جـمْع أصوات المطارنة الناخـبـين لإخـتيار قائـدهم بكـل رزانة، والتي تعـني ضرورة حـصوله عـلى 11 صوتاً كي يصِـل إلى العـرش الـﭙاطريركي، إلاّ أنَّ مجـسّاتـنا الحـسّاسة المستـتـرة وأصابعـنا اللمّاسة المنـتـشرة تشير إلى محـصلة مُـنـذِرة (3/2 عـدد المجـتمعـين الكـلي ـــ 1) والجـمع يضرب القـسمة ويصارع الطـرح والجـذر! فهل يتـكـرّر الماضي دون عِـبرة، فـيُـسـتعان لحـلها بمعادلة جَـبرية مُلـزِمة قاهـرة؟

وقـد عَـبَّـرَ سيادته (وردوني) عـما يجـول في خاطـره قائلاً: (يتـوجـب عـلى رجـل الدين الدفاع عـن حـقـوق أبنائه عـنـد الـضرورة حـين يجـد أن حـقـوقهم مهضومة) وأضاف: إنَّ هـذه المسألة شائـكة لأن الحـياة البشرية تـتعـلق بعـضها بـبعـض، فالأمور الدينية والإجـتماعـية والإقـتـصادية والسياسية مرتبطة فـيما بـينها. وهـنا نـقـول لسيادته بـراﭬـو لك وأنت تـذكـر أبناء شعـبك في رسالتـك، وكـم كان أجـمل لـو رفـعـتَ صوتـك أكـثر في هـذه المناسبة أو أخـرى مقـبلة وتـذكـرهم بإسمهم الكـلـداني وبفخـر مثـلما يـدعـو أيُّ أبٍ أولادَه كـلٌ بإسمه! فـيما أشار سيادة المطـران ساكـو إلى عـملية الإنـتخاب في مقال له وقال: إنَّ هـذا الإنـتخاب هـو حـدث مصيري في الكـنيسة الكـلدانية خـصوصاً في الظروف الراهـنة المحـيرة في العـراق والمنطقة، مؤكـداً: أن الـﭙاطريرك الجـديد سوف يستـفـيد من هـذه الإقـتراحات والتمنيات (المنشورة) لإعـداد برنامجه ونحـن كـلـنا نعاونه عـلى تحـقـيق ذلك. وفي الوقـت الـذي نـؤيـد سيادته أنَّ الحـدث مصيريٌّ في الكـنيسة الكـلدانية فعلاً ، إلاّ أنـنا نـؤكـد له في ذات الوقـت أنَّ ((الـمـصيـر صخـرة! ــ وليكـن إسم الرب مباركاً من الآن وإلى الـدهـر)) وإذا تخـيَّـلَ أحـدٌ توَهـُّماً أنَّ ساحـراً يُمـوِّه عـلى المؤمنين بحـركاته الخـفـية فإن سـحـره سينـقـلب عـليه وبلا هـوادة بسرعة آنية.

أما من جانبه فـقـد كـتب الأب سـرمـد يوسف مقالاً جاء فـيه: اليوم نُسلم كـنيستـنا الكـلدانية بأيـدي خـمسة عـشر أسقـفاً ليخـتاروا ﭙاطريركا وبشكـل سري.. ولا ندري لماذا بشكـل سري! ولـو قـرأنا تأريخ الكـنيسة وبداياتها وحـتى القرون الوسطى كان الإنتخاب يتم بحـضور الشعـب، والشعـب هـو الشاهـد عـلى هـذا الإنتخاب، لماذا الخـوف من هـذا الشعـب وإغلاق الأبواب في وجهه؟ ونحـن مع الأب سرمـد نـتـساءل لماذا بصورة سـرية إنْ لم تكـن هـناك أمور دفـينة مخـفـية؟ وإذا كان الـﭙاطريرك رئيساً للمطارنة فـقـط، نهـنـئه ونباركه لهم ونباركهم له من كـل قـلبنا وياهـو مالتـنا، أما إذا كان أيضاً رئيسـنا! فـمن حـقـنا أنْ نعـرف ماذا يـدور في معابدنا. إنّ من أهـم أسباب تـردّي أوضاع كـنيستـنا هي الصفـقات الثـنائية السـرية والصكـوك بتواقـيعها الثلاثية السرية في إجـتماعات الغـرف السرية بهـمسات سـرية وأصبحـتْ كـلمة السـرية بـديلاً عـن أسرارنا كـنيستـنا السبعة (1) فالعـماذ صار إحـتـفالاً (2) والزواج صدفة (3) والـتـثبـيت مناسبة (4) والإعـتراف موعـداً (5) والأفـخارستيا لـقاءاً (6) والكـهـنوت وظـيفة (7) ومسحة المرضى مُسَكـِّــناً…… وحـتى لآلي العِـقـد من جـيـدها إنـفـصل سرية، أما الأمور العـلـنية كالطلاق فـصار مُـباحاً… ورَبـط لـؤلـؤة المطـران باوي بعِـقـْـدِ كـنيستـنا الكـلـدانية ليس مُـتاحاً!.

وفي نشاط عـلى قـدر أهـل العـزم تأتي العـزائم للأب كـمال بـيداويـذ في ملبورن نطمح إلى إقـتـداء الآخـرين به (إقـتـرحـناه في سـدني قـبل 14 سنة وكـررناه قـبل أشهـر دون أن يُـقـدِم أحـد عـليه !) فـقـد كان للأب بـيداويـذ لقاء شهـري مفـتـوح مع أبناء رعـيته، ومن خلاله طـلب من المؤمنين : الصلاة من أجـل أن يقـيم الربُّ راعـياً صالحاً يكـون رجـل الله وإدارياً محـنكاً يقـود الكـنيسة إلى بر الأمان لأنه (وحسب رأيه) في الظروف الصعـبة يجـب أن يـبرز الرجال العـظام.

تلك نماذج من آراء وأمنيات بعـض رجال الدين الكـلـدان تعـبِّر عـن حـرصهم لإنـتخاب (أيِّ ﭙاطريركٍ ودون تحـديـد) يستحـق لـقـب ﭙاطريرك الـنهـضة الكـلـدانية! أما الإكـليروس الكـلـدان الآخـرون نراهم يترقـبون الحـدث بصمت وحـذر، ربما يـرَون الأوتار مركـونة إلى ما بعـدَ العـصر، فالريشة لا تعـزف المزامير عـلى الهـواء بلا وتـر؟ أما المزقـزقـون المرتـزقـون الأتباع، وما أكـثرهم أبالسة القـوم الرعاع يأتون بلباس الخـراف الوديعة ونـقـيق الضفادع الـنعـيقة وفي قـلوبهم توجـيهات لخـطـط أسيادهم الشـنيعة، يوهِـمون ــ ويا حـيف ــ ويوَرّطـون السـيـد الوقـور في عـقـر داره الرفـيعة، بقـيادة أبي رغال يسوقه إلى جـلسات لا تمتّ بصِلة إلى كـنيستـنا الـبـديعة فـيخـترقـون جـدرانها المنيعة وخـوفـنا أنْ تكـون خاتمته فجـيعة.

وهـنا تـذكـَّـرتُ مقـطـعاً من محاضرة الأب يوسف تـوما مساء يوم الخـميس 10 كانون الـثاني 2013 في قاعة كـنيستـنا/ سـدني وهـو يقـول: طـلـبَـتْ مني جـماعة دينية أن أقـدّم حـلقات لاهـوتية في إذاعة مونـتي كارلـو الأورﭙـية ، فإستـفـسرتُ منهم إنْ كان لهم حـوار مع الكـنيسة الـكاثـوليكـية، فـلما أجابـوا ((كـلاّ!)) قـلتُ لهم أتريـدونـني لاهـوتياً دعاية لكـم ومن منبركم؟ وعـليه فـجـوابي لكـم ((كـلاّ!)). فـلـيتعـلم السيد الـوقـور إنْ كان يفـيـده الـنـور!… ونـُـذَكـِّـر مَن تـنفعه الـذكـرى ــ إذا وشيَ بنا رقـيقٌ عـند صاحـب الـدار الشاهـقة، فسيأتيه مقالـنا لاحـقاً معـبِّـراً عـن متعـتـنا بفـقاعة تـطـفـو عـلى عِـلـّـيقة.

 

 

بقـلم: مايكـل سـيـﭙـي

سـدني ــ /1/2013

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *