إستمرار التآمر على الكلدان

قبل أحداث كنيسة سيدة النجاة في قلب بغداد الإجرامية والمؤلمة، كان

التنظيمان الشوفـينيان زوعا والمجلس الشعبي لا ينفكان من الترويج

لشعارهما الكاذب ” توحيد الصفوف” الذي ملَّ الشعبُ منه، حيث رأى فيه

ترديداً فارغاً خالياً من منطوقه الحقيقي، وإنما هو نوع من الخداعات

المتعددة الأوجه التي مارساها دوماً سعياً منهما لتمرير هدفهما العنصري

الإجرامي الذي ترتكز عليه أجندتهما الإقصائية المشتركة بحق الشعب

الكلداني الأصيل. فبعد الفعل الإجرامي المشار إليه ندَّد الشعب المسيحي

العراقي بكل انتماءاته بالتنظيمات المسيحيىة السياسية ولا سيما بهذين

التنظيمين لفشلهما رغم ادعائهما الفارغ بالضغط على الحكومة لتوفير

الحماية الجادة لدور العبادة المسيحية، وتحت ضغط الشارع المسيحي هذا،

تحركا لتشكيل ما سمياه بـ ” تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني

والسرياني والآثوري ” وقبل ذلك لم يفكرا بمسألة التوحُّد إلا ببث

الشعارات الفارغة لا غير.

وتزعَّم التنظيمان زوعا والمجلس الشعبي اللذان لا يتمتعان بالهوية

العراقية هذا التجمع، وينتهجان ايديولوجية قومية متناقضة الأهداف فيما

بينهما وكل منهما يُحاول إقصاء الآخر ولكنهما متفقان فيما بينهما تماماً

فقط بهدف إقصاء الكلدان من الساحة السياسية في العراق وفي إقليم

كردستان وحرمانهم من حقوقهم الدستورية والوطنية، وهما يستخدمان

الدعم المالي والمعنوي اللا محدودين من قبل القيادة الكردية بالنسبة

للمجلس الشعبي ، ومن قبل الأحزاب الدينية الشيعية في الجنوب

والأحزاب القومية في المثلث السني بالنسبة لتنظيم زوعا الذي قبل ذلك

استطاع أن يخدع حاكم العراق الأمريكي الغبي بول برايمر، فأنعم على

زعـيمه بفرضه ممثلاً للشعب المسيحي العراقي .

تُرىُ، مِمَّن تكوَّن ما سُميَ بـ ” تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني

والسرياني والآثوري ” وتحت زعامة تنظيمَين غريبَين عن العراق

ومشبوهَين. فالتنظيمات الكلدانية هي تلك التي تمرَّدت على قياداتها

الأصيلة وخانت مباديئها وارتمت في أحضان المجلس الشعبي مستسلمة

الإرادة والقرار لقاء العطف عليها ببعض المال الحرام ، والأمر كذلك

بالنسبة الى جمعية الثقافة الكلدانية بالرغم من أنها مؤسسة ثقافية

وليست سياسية . أما بما يتعلق بأحزاب منتحلي التسمية الآشورية

المزيفة الصغيرة، فهي رازحة بالكامل تحت رحمة المجلس الشعبي، ليس

لها إلا تنفيذ ما يُعهد إليها دون مناقشة. إذاً السيطرة والقرار تركزا بإرادة

قيادتي التنظيمين زوعـا والمجلس الشعبي، فكيف والحالة هذه يتسنى

للتجمع إتخاذ قرارات صائبة تتميز ولو بجزءٍ يسير من الإستقلالية؟ إنه

لأمر مستحيل، ولابـد أن تكون القرارات في صالحهما وفائدتهما المشتركة

ما داما مسيطرين على الساحة السياسية لشعبنا بالكامـل .

انظروا كيف يخدع التنظيمان العنصريان الغريبان الشعب المسيحي برمته

بادعائهما أنهما يخدمانه بكافة مكوناته من الكلدان والسريان والآثوريين،

هل عملا على توظيف كلداني مخلص حُر مُعتز بقوميته الكلدانية؟ كلا، بل

إنهما ومن باب الغش والخداع يتصدقان على بعض ناكري قوميتهما

الكلدانية المتأشورين. اليس محظوراًعلى إعلامهما المرئي والمسموع

والمقروء ذكر المكون الكلداني؟ ماذا فعلا بشأن توفير العمل لأبناء الشعب

المسيحي عموماً؟ ما عدى لمن والاهما. ألم يستمرءا بل إستماتا على

تحويل الكوتا القومية للمكونات المسيحية في انتخابات برلمان اقليم

كردستان والبرمان العراقي الإتحادي الى كوتا مسيحية، لأن الكوتا القومية

لا تتيح لهما حيازة أيِّ مركز مِن مراكز السلطة. ماذا فعلا تجاه محاولات

التغيير الديمغرافي الذي جرى ولا زال يجري في منطقة تلكيف الكلدانية

والمتوقع حدوثه في برطلا السريانية وقد يطال مناطق مسيحية اخرى.

وماذا وماذا . . .

أتدرون أيها القراء الأعزاء، ما الذي استطاع تنظيما زوعا والمجلس

الشعبي فعله وبامتياز؟

1- إتفاقهما الوحيد على تنفيذ تآمرهما على الكلدان بإبعادهم عن الميدان

السياسي العراقي

2 – تفتيت وحدة الأحزاب الكلدانية وشراء ضمائر بعض أعضائها

3 – إستمالة أكثر القادة الكنسيين الكلدان بالمال الحرام لإبعادهم عن

مساندة أبناء شعبهم الكلدان الأحرار

4 – توجيه بعض الكتاب المرتزقة من المحسوبين على الكلدان لقاء أجور

لتسخيرهم بشن حملة إعلامية إفترائية شرسة ضدَّ أبناء قومهم الكلدان

الأباة، متاجرين باسم الوحدة الكاذبة والوهمية وهم أبعد ما يكون عن

الوحدة القومية الحقيقية، التي لا يمكن تحقيقها إلا باسم القومية الكلدانية

وتحت هويتها.

أود أن أسأل تنظيم منتحلي التسمية الآشورية المزيفة “زوعا” الأكثر

شوفينية بين كُل أحزاب المكونات المسيحية الأخرى، والذي يتباهى بأنه

أول مَن طرح تسمية “كلدو أشور” وطالب الكلدان بتبنيها، والمخالف

يعتبر انقسامياً . وسؤالي هو: أيجوز لمن يطرح تسمية يتنصل هو بالذات

عن تطبيقها ويطالب الآخرين بتطبيقها؟ أليس هذا شكلاً من أشكال التآمر

بل التآمر بكل ما تعنيه الكلمة، والبرهان هو تشبثه بتسميته العنصرية

الشوفينية التي هي ” الحركة الديمقراطية الآشورية ” إن كنتم صادقين يا

أصحاب التنظيم المغرورين الغافلين عمداً عن معرفة حجمكم الواقعي،

لماذا لم تغيروا تسمية تنظيمكم الى” الحركة الديمقراطية الكلدوأشورية”

وتطلقوا على فضائيتكم ” الفضائية الكلدوأشورية” وجمعيتكم ” الجمعية

الكلدو أشورية”؟ أليس ذلك حقيقة يا أبناء الكلدان المتأشورين

والمخدوعين بمثل هذه الأكاذيب ؟ حتى متى تتعامون عن رؤية الحقيقة

الناصعة؟ هل يظن أسيادكم وأنتم معهم بأنكم قادرون على النيل من

القومية الكلدانية باستخدامكم لمثل هذه الأساليب الكاذبة والقذرة معاً؟

وتحت شعار الوحدة الوهمية ، لقد انكشف هذا الشعار الزائف وزال بريقه

الخادع.

لقد إتخذ التنظيمان زوعا والمجلس الشعبي ذريعة من حادث الإعتداء على

كنيسة سيدة النجاة ليدعوان بقية التنظيمات الأخرى لتشكيل ما سموه”

تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني والسرياني والآثوري” لتوحيد

الموقف تجاه مثل هذه الأحداث التي قد تحدث مستقبلا، وعلى هذا الأساس

شارك الحزب الديمقراطي الكلداني، ولكن الأمر تعدى ذلك، وظهر التآمر

على الكلدان جلياً في الإجتماع الذي عقده هذا التجمع المشبوه في اليوم

16 من شهر أيار المنصرم في مبنى جمعية الثقافة الكلدانية، حيث تم فيه

التوقيع على النظام الداخلي للتجمع وفيه اعتُمِدَت التسمية السياسية

القطارية مما يعني استبعاد المفهوم القومي الكلداني وبموافقة الكلدان

الأتباع أنفسهم دون إبداء أيِّ اعتراض أو حتى تحفظ على بعض بنوده

وأهمها البند الواردة فيه التسمية القطارية.

تباً للتنظيمين المحتالَين بتآمرهما على الكلدان، الخزي والعار للمتخاذلين

من الكلدان، وإن التآمر والخداع لا يصمدان أمام الحق والواقع، وغداً

لناظره قريب !

الشماس د. كوركيس مردو

عضو المجلس الكلداني العالمي

في 4 / 6 / 2011

You may also like...