(إذا كان حب الوطن جريمة ، فأنا سيد الجناة)

عن المقال الموسوم (البارزاني الخالد ضوء في تاريخ أمة) للكاتب سالم اسماعيل ، الذي دون فيه مجموعة لأقوال الخالد ملا مصطفى البارزاني ، والتي توضح لنا صعوبة الحياة التي عاشها “رحمه الله” هو ورفاقه المناضلين في سبيل نيل الحرية وتحقيق الديمقراطية لكوردستان والعراق.

مقولة البارزاني الخالد ((إذا كان حب الوطن جريمة ، فأنا سيد الجناة)) شدتني بحماسة لكتابة هذا المقال في ذكرى رحيله الرابعة والثلاثين، والتي ربما استطيع ان ابين من خلالها جزء يسير من خوالج ومكنونات هذا الرجل الفذ في الفكر والايديولوجية التي حملها، كما احساسه بالظلم الذي كان يقع على شعبه ، والتي كانت تجعله يتألم بقدر آلامهم مجتمعة ، فمقولته “عنوان المقال”، تدل على ظلم الطغات الحاكمين في ذلك الزمن الصعب وعدم شعورهم بالمسؤولية تجاه وطنهم ، واعتبار مواطنيهم عبيد، عليهم تأدية واجباتهم دون تحصيل أي حقوق وتجعل ابناء الوطن غرباء عن وطنهم .. كما ان هذه المقولة تدل على مدى حب هذا القائد لوطنه وعمله من اجل انقاذه من العصابات التي كانت تحكمه، مطالبا بالحوار تلو الحوار مناديا بالسلام ، كارها الحرب مبتعدا عنها بكل الوسائل حيث كان يقول (الحرب أسوأ خيار لحل المشاكل).

وان ما وصلنا اليه اليوم في كوردستان العراق هو ثمرة النهج الذي انتهجه البارزاني الخالد في رعايته للديمقراطية والتعددية الحزبية ةالمحبة والسلام التي كانتا تقطنه ، كما هي ثمرة نضال شعبنا الكوردستاني الطويل تحت قيادة البارزاني الخالد، المليئة بالمعاناة والتضحيات والاصرار على المضي قدما الى الامام في ظل العراق الفدرالي الجديد ومن اجل الديمقراطية والحرية لكوردستان والعراق الفدرالي.

وكدليل دامغ على حب هذا الرجل لوطنه ، قال عنه الرئيس العراقي الاسبق عبدالرحمن عارف: (كان الملا مصطفى لطيفاً جداً.. وإحقاقا للحق وإنصافا لتأريخ هذا الرجل الراحل فلم يكن هنالك قتال عام 1967 اثناء حرب حزيران بين العرب والصهاينة، اذ ساد المنطقة الكوردية هدوء شديد، ولم يشغل الجيش أو الحكومة بأية مشاكل، وكان هذا الموقف مشرفا منه وأقولها بكامل الصراحة، فلم يكن الملا مصطفى البارزاني أبدا عدوا للأخوة العربية الكوردية، بل كان مخلصا للأخوة العربية الكوردية)

وانا اقول بل اكثر من ذلك حيث كان مخلصا لوطنه العراق ومحبا له بقدر حبه لكوردستان كما حبه للسلام وعدم اراقة الدماء بكل الوسائل ، بالرغم من علمه ،باليقين، لحاجة الشعب الكوردي والكوردستاني عامة، الى كيان ذو حدود يضمه كي لا يكون مشتتا في بقاع العالم، لكن ابى هذا الرجل “المخلص الصديق” ان يستغل فرصة انشغال الجيش العراقي بالحرب عام 1967، على العكس من الحكام الذين كانوا يحكمون العراق على مدى عقود طويلة ، والذين كانوا يستغلون أي فرصة مهما كانت في سبيل القضاء على أي صوت يعلو ومن أي جانب كان .

ان جملة “احب وطني ” نرددها جميعا دون ان نستشعر معناها الحقيقي او دون ان نفهمها، كما كان يقولها ويفهمها الخالد مصطفى البارزاني الذي ضحى وناضل من اجل المعنى السامي لهذه الجملة ، فأي شهادة يستحق منا هذا الرجل واي تكريم يناله من محبي اوطانهم في العالم .

ان قيادة كوردستان العراق وجماهيرها اليوم، يكرمون الروح الطاهرة للبارزاني الخالد بجعل كوردستان العراق انموذجا بين دول العالم بجميع المجالات، فسياسيا يكرمون روحه الطاهرة بتحقيق الحرية والديمقراطية للشعب، وثقافيا يجمعون علماء وشخصيات الدنيا والباحثين في جميع المجالات الثقافية ويشاركونهم في المجالس والمنتديات لأبراز كوردستان مركزا ثقافيا عالميا . واقتصاديا فكوردستان اليوم مركزا لشركات عالمية في مجال الاستثمار والبناء والاعمار والتنمية والبنى التحتية والفوقية ، اما اجتماعيا فالمجتمع الكوردستاني قيادة وشعبا وصل الى مرحلة من الفهم والادراك بفهم الاخر والقبول به كما هو ، بقبوله جميع مواطني كوردستان بمختلف افكارهم واديانهم ومعتقداتهم وقومياتهم ومذاهبهم مواطنين متساوين امام القانون والجميع مواطنون من الدرجة الاولى .

في الختام لايسعني الا ان اقول المجد والخلود لهذا القائد العظيم وألف تحية إلى روحه الطاهرة .

 بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *