إخوتي الكلدان …..ما العمل؟ كل ما نبنيه يُهدم!!

رغم طلب الأعزاء المخلصين وألحاحهم منذ ما يقارب الشهر كي يثنوني عن نشر هذا المقال، إلا أنني قررت أن أسمع لضميري وأنشره، لإيماني الراسخ بعدم جدوى التستر

إخوتي الكلدان …..مالعمل؟

العمل عمل ربنا ….. إحدى الآراء الساخرة التي قرأتها على ما آلت إليه اوضاعنا … ويكمل صاحب الرأي ويقول: ان اردنا اصدار بيان حول سعر الباذنجان علينا التشاور لمدة اشهر ولانصل الى نتيجة!!

وتعقيب آخر بعد اليأس: ادعوكم للصلاة ليهدينا الرب الى القرار السليم!!

فبعد أن نفذت الحيل، ولم يبقى أمام أخينا بالله بدٌ، تحول بقدرة قادر من رجل مؤمناً بالعمل الجماعي إلى داعية ومبشّر علّه يجد ضالته بمعجزة!! وهو لا يعلم بأن الصلاة هي الأخرى لن تجدي نفعاً، فقد طفح الكيل بالقديسين والملائكة بهداية القادة الأجلاء أصحاب الفخامة، حتى قرر من في السماء عند زيارتهم لأهل الأرض أن لا يقتربوا من أي تجمع كلداني! وعلى حد تعبير أحد السرافيم (من اسماء الملائكه) في أحدى الرؤى الخاصة: لقد مللنا النفخ في قربة مقطوعة!!

وتعقيباً على الصلوات التي لن تجدي نفعاً! أتحفنا أحد الأصدقاء بجملة رائعة قائلاً: كم اتمنى لو يطبق هذا الكلام على كل من كان سبباً في الوضع الذي وصلنا اليه اليوم مستقلاً كان ام منتمياً او حتى تابعاً او موالياً وكفّى الأمة من شر أعماله وكتاباته وأبقي التفكير بالقضية الكلدانية في قلبه وصلواته فقط.

كفى الأمة شر أعماله وكتابته!!! هذا التعبير خرج من قلب كلداني غيور بعد أن عرف بأن الشر على الأمة الكلدانية صنع محلي، لذا لم يعر أهمية للشر الخارجي، وعليه أقول لمن يسيء لأمتنا الكلدانية من أحزاب وتنظيمات غير كلدانية، سيعطيكم قادتنا الكلدان وبعض الكتاب أجازة مفتوحة ويعاهدونكم بانهم سيعبثون بامتنا ويشتتونها ويحققون ما تصبون له بوقت قياسي، متمنياً أن يمنّكم العلي القدير بقادة أمثالهم!! گولو آمين…

أكتفي بهذا العرض الكوميدي وفي الخزين الكثير غيره لأقول لكل حاقد على أمتنا الكلدانية: النصر حليفكم، أهنئوا وأشربوا وأطرقوا كأس بكأس نخب نجاح مشروعكم الأقصائي، وارقصوا على نعش امتنا المهيأ لها من أبنائها (الفطاحل) لكن……هيهات أن تنالوا مهما أنتشر الزؤان في حقولنا، لأننا سننتظرها حتى تنموا ونعزلها (ما أكول نحرگها أو شي ثاني لا سامح الله).

والشعب الكلداني مميز بحضارته وأرضه وناسه لكنه غير موفق بقادته، لذا سيعمل الغيورين جاهدين كي يكون لنا قادةُ يليقون بشعبنا…..وهنا أعلن أعتزازي في التنظيم الوحيد وهو المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في مشيغان، والذي طالما سعى ويسعى من أجل خير أمتنا الكلدانية.

أما بقية الأحزاب والتنظيمات السياسية والأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان، مع كامل تقديري للغالبية الطيبة منهم، فاتمنى عليهم أن يخلوا الساحة وليبحثوا عن مصدر لرزقهم ولا يأملوا من اننا سنعطيهم صوتاً او نساندهم في أي نشاط يقوموا به.

والحل لأمتنا يكمن بـ ….. حلّ الكل والبدء بواحد لا غير

أي يصبح للكلدان حزب واحد ليس في قيادته أي شخص ينتمي حالياً إلى تنظيم أو حزب، وان يكون للكنيسة الكلدانية دوراً مميزاً وفاعلاً لدعم هذا الحزب والذي هو بالتأكيد سيعود بالخير لكنيستنا التي لولاها ومعهم المهتمين بهويتنا الكلدانية من كنيسة المشرق قبل ستة قرون، لأصبحت الهويات القومية في العراق في خبر كان، لأن كل من تبنى هوية قومية من كنيسة المشرق، فعل ذلك كي يشق وحدتنا وصفنا المسيحي ليكون بموقف الضد من هوية ما بين النهرين الحقيقية.

لذا أقول لكنيستنا الكلدانية، حان وقتكم للتدخل السريع في الحفاظ على قوميتنا قبل أن يضيعها البعض من الذين أبتلت أمتنا بهم من قادة أحزابنا وتنظيماتنا، ولو تركتم الأمور كما هي دون أن تقوموا بدوركم المطلوب، فسيأثر ذلك سلباً على كنيستنا أيضاً، لأن طقسنا وإسمنا مستمد من هويتنا وتراثنا، والحفاظ عليهما معاً في حكمة بليغة، لأنه لا يمكن للشرقي تحديداً من أن يكون مسيحي فقط بدون الأكتراث للأصل، وأعتقد بأن كل كهنتنا معروفون من أي قرية هم أو مدينة، ولا يوجد من بينهم من يتنكّر لذلك، وعند السؤال عن أصله يجيب فوراً بفخر، بل يعلنوا من أين هم أعتزازاً حتى بدون أن يطرح عليهم سؤال!

وخطوة أكبر بهذا الأعتزاز، سيكون الأفتخار بأصل أهم من كل قرية ….. وهو الإنتماء الكلداني، إسم لأهم الحضارات وأصل العراق …ومن له أذنان للسمع ……فليسمع …. ولا يكتفي بالسماع

تنويه….دائماً هناك أسباب لهدم أي بناء، ورغم الأسس القوية والمتينة لعملنا القومي الكلداني والتي لا يمكن لأي كان هدم تلك الأسس، إلا أن انفار من الكلدان قاموا عشرات المرات بهدم البناء الذي يحاول الغيارى من أبناء امتنا القيام به وهؤلاء هم:

– من باع تنظيم ببخس الثمن دون واعز ضمير، ومعروف منهم تنظيمين في أرض الوطن، إنضما إلى تجمع التنظيمات السيء الصيت، ولم يكن لهم أي أعتبار في هذا التجمع.

– بعض الكتاب اللامبدأيين من الكلدان، أصبحوا دمى (وقرقوزات) ولمصالح خاصة أقل ما فيها دنيئة، عملوا ويعملون بجدية على ضرب الإسم الكلداني أينما كان، سواء اسم الشعب الكلداني القومي أو الكنيسة المنبثقة من هذا الشعب وسميت بإسمه

– الحزب الديمقراطي الكلداني والحزب الآخر الذي أذيب فيه وهو الحزب الوطني الكلداني، وكذلك التجمع الوطني الكلداني الحديث العهد، كونهم بعيدين كل البعد عن العمل السياسي، وأسلوبهم أقرب للقبائل والعشائر، ولا يفقهون لغة الحوار، ولا يملكون ثقافة العمل المشترك والتنسيق، ولم يسمعوا من قبل بمصطلح التنازل

– كتاب للأسف الشديد لا موقف صحيح لهم، منهم الصامت ومنهم الذي ساند تنظيم ضد آخر في الوقت الذي أجزم بان التنظيمين على خطأ كبير جداً، كتّاب غير منصفين حركتهم العلاقات والمواقف الشخصية وتصفية الحسابات، هم أيضاً بعيدين كل البعد عن العمل الجماعي، (سريعي العطب) اسهل ما يقومون به مشكلة فارغة تتحول إلى خلاف عميق.

ومن يتصور بأنه من الخطأ أن ننشر مقال مثل هذا، أجيب: لا يمكننا البناء على الأنقاض

ومن له الغيرة القومية الكلدانيه، عليه أن يفهم بأن قضيتنا أمانة على عاتقه، ولن يسمح له العبث بها، وعليه أن يتحرك بخطوات مدروسة، تساند خطوات الآخرين وترافقها، وليرفع من فكره بأن يكون له شأن دون غيره، فأما أن ننهض ونعلوا جميعاً، او نبقى كما نحن بوجود الأنانية والمتكبرين، وتباً لمن يريد أن يتسلق ظهورنا، فسيسقط سقطة عظيمة.

زيد غازي ميشو

zaidmisho@gmail.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *