أيها الكـلدان إحـذروا : أن الذئاب القـريـبة أكـثر خـطورة من البعـيدة

إنّ ذارفي دموع تماسيح الشطأن والنائحـين بمقامات الغـربان والقادمين إلينا متأزّرين بلباس الحـملان وفي طـيّاتها توصيات الشيطان ، يُـسْـمِـعـونـنا صوتهم الحـنـّان كـرادودة مأجـورة تـتباكى عـلى الكـلدان ، هم وحـوش ( لـيِّـنة ) كاسِرة تـتأزّر بلباس الحـملان ( برخا ) لكـنها ماكِـرة ونـقـول لهم ( هاذي ﮔـطـنة وْ شيلوها من أذنكم ) فالكـلدان أحـرار أحـياء يُـرزقـون بقـوة الله يشاركـون الفـرحانين فـرحَهم ويـبكـون مع االباكـين عـلى مصابهم . نحـن الكـلدانيّـيون نرحـب بالنوايا اللطيفة وبالنـفـوس الطريفة وبالأفـكار الرديفة وبالسواعـد الشريفة فإنـنا في ذات الوقـت نستـنكـر معـزوفات الضفادع القـرفة وأصوات الأفاعي المخـيفة التي تـتـسلّل إلى ينابـيع مياهـنا النـظيفة .

إنّ بعـض الغـرباء عـنا ، يحـشرون أنـفـسهم بـينـنا معـتـبرين أنـفـسهم ( لوتـيَّة – وما يدرون بـينا إلـْـ هَـوا بالنفاخات بعـنا – ونور الـﮔــُـمَـر بْـوَسْـط الشمس للناس خـلينا – مْـن الحَـنـظل سَـوّينا تــَـمُـرْ وْحْـلوﮔـْـنا بـيه حَـلـّـينا – ويلـَـك يا الثعـلب الماكـر بالك تـتـقـرّب من عِـدنا ) . إن الكـتـبة الأماجـد في الإتحاد العالمي للكـتاب والأدباء الكـلدان في غـنى عـن حـفـيف الحـشائش عـلى قارعة الطريق فهم أدرى بقـضيتهم المهـضومة ، وإذا شاء أحـد من الأصدقاء أو غـيرهم أن يعاضدهم في دفاعـهم عـن مسألتهم الكـلدانية الصرفة فأهلاً وسهلاً بالأقلام النزيهة والجـريئة والأصيلة ، وليس بحِـبرٍ ألوانه مبهمة روائحه مقـززة مَـوادُّه غامضة نواياه مشبوهة .

إن الكـُـتاب الكـلدان يعـبِّـرون عـن أمانيهم وطـموحاتهم وما يجـول بخاطرهم بالطريقة التي تـسِـرّهم وهم أحـرار لا يُـملي أحـد نـصوصَها عـليهم إلاّ ضمير الأمة والأمة فـقـط وهم يمثـلون الأمة كـما أنهم أدرى بأهـدافهم من دخـيل يعـرض عـليهم توصياته .

إن الكـلدان ومن صُـلـْـبـِـهـِم الكـنيسة الكاثوليكـية للشعـب الكـلداني كـتلة واحـدة تـخـصّهم قـضيتهم الكـلدانية كـقـضية واحـدة وهم أدرى بها من غـيرهم ولا يسمحـون لبكـتريا مجـهولة الهـوية أن تعـشعـش في جـسدهم الواحـد ، ولا يتـسع صدرهم لها ، ومَن تـمرّد عـنهم وإخـتار ملجاً أخـراً فـهـو حـرٌّ غـير مقـيـد . نحـن فـرحـون بتـراثـنا ولا يوصينا أحـد بتغـيـير أو تبديل أو تلوين تأريخ أجـدادنا ، وأي أمـر كـهـذا نـرفـضه قـبل أن نسمعه من أيّ كان غـيرنا ، وإذا وُجـِد مَن يجـهـل حـقـوقـنا وهـو ليس بمستـوى المسؤولية ولم يُـطـلـَـب منه التـدخـل بخـصوصياتـنا فـبسـكـوته يمكـنه أن يُـكـرمنا .

إن سذاجة البعـض الذين يدعـون بحـملهم قـصّاصات عـلمية ولا يفـقـهون ولا يعـرفـون بل يتغابون ولا يميِّـزون بـين المذهـب الديني للمؤمنين ، والقـومية للشعـب العـريق ، أقـول إنّ هـؤلاء قـد تجاوزا مرحـلة الإستيعاب وفات عـليهم الدهـر لا بل يتـنـكـّـرون حـتى لدينهم بصورة مخـفـية ولكـنـنا كـشفـناها للقـراء في مقال سابق ، والكـلدان داركـون (( أن الذئاب القـريـبة أكـثر خـطورة من البعـيدة )) .

وكان الله في عوننا نحن الكلدان

You may also like...