أين مفاجأة الشماس في كـنيسة مار توما الرسول / سـدني (3)

المفاجأة آتـية ! تـوجـد في الكـنيسة حـصرياً كـُـتــَـيـبات تـتـضمّـن صلوات القـداس الإحـتـفالي مكـتوبة بحـروف عـربـية ، لكـن قـراءة بعـضها تـكـون كـلدانية فـصحى ، وأخـرى مترجـمة إلى اللغة المحـكـية الدارجة في البـيت ( ﮔـرشوني ) . شاركـتُ مرات عـديدة في الفعاليات الفـردية للقـداس الإحـتـفالي الكـبـير ومن بـينها قـراءة الطلبات : ( نـْـقـوم شـﭙّـيـر ) التي أفـضـِّـل قـراءتها باللغة الفـصحى من كـتاب الـ حُـذرا مباشرة ، وهي رائعة وسلسة جـداً لصاحـب الأذن الموسيقـية لأنها في الأساس مؤلفة باللغة الفـصحى وليست منقـولة من لغة إلى غـيرها ، يستمتع بها المؤمنون السامعـون بإيقاعـها الجـميل حـينما يقـرؤها شماس يستـطيع أن يوازن قـراءته بوقـفات تـنسجم مع إيقاع يتـطـلـّـبه اللحـن ( وهـناك مَن لا يعـرف قـراءة اللغة الكـلدانية فـيقـرأ بالـﮔـرشوني ) فـقـد صادف أن قـرأتــُها مرتين في قـدّاسَـين إحـتـفاليّـين لسيادة المطران جـبرائيل كـساب ، ومرة واحـدة في قـداس إحـتـفالي للأب ﭙـولص منـﮔـنا ، ولم يعـتـرض أحـد أو يُـنبّه أو يعـلق أو ينـتـقـد أو يخـربط أو يشاكـس أو يتـكلم سـلبـياً عـلى قـراءتي عـلى الإطلاق ( عـلى الإطلاق ) ما عـدا سائق ! نعـم سائق وتجاهـلتــُه عـملاً بقـول المسيح في إنجـيل متى ( 7 : 6 ) وأكـيد إنكم الآن تسألون ما علاقة السواق بالـ  ( نـْـقـوم شـﭙّـيـر ) ؟ أقـول : حـقـكم ولكـن إسـكـتـوا وخـَـلـّـوها ، هِـيّه هْـنا المُـصيـبة ! ويحـضرني الآن مثـل لبنانيٌّ مطابق لهذه الحالة بالضبط ولكـني لا أرغـب أن أشـوّه مقالي به ، أما الجـواب عـلى سؤالكم فـتـحـصلون عـليه من الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,428468.0.html . وحـينما نشارك الشمامسة في القـداس فـلنا عـيون وآذان وعـقـل وإحـساس لا نـقـطع توصيلات شبكـتها الإلكـترونية بل نرصد ونحـسب ونـَجْـرُد ونجـمع ونقسّم ونطرح ونرسم خـطوطاً بـيانية ونخـرج بنـتائج ، وكما قـلت في المقال ( 2 ) أنا لا أهـرول وأتسابق وأناضل وأنصب كـمائن من أجـل الحـصول عـلى فـرصة لقـراءة فـردية أثـناء القـداس ، طالما لاحـظـتُ أن وريث المرحـوم الشماس لويس هـو مدير التوزيع ، وهـو الذي يسلـّم كـتاب الرسائل أو القـراءات إلى مَن يخـتاره هـو ، إذن عـليّ أن أنـتـظر دَوري النابع من رحـمته ، وقـد رحـمني عـدة مرات عـسى أن يعـوّضه الله بمكان في يمينه ثواباً عـلى ذلك . وللذكـرى أقـول : في اليونان وبطـلب من الأب أثاناسـيوس سكـرتير المطران أنارﮔـيروس في كـنيسة آخـرنون ( الكاثوليكـية ) كـنـتُ أقـرأ الإنجـيل مبتـدئاً بشلاما عـمخـون….. وأكـرز وأقـدم القـربان للمؤمنين بجـدارة وبملابسي المدنية ( لم أرتـدِ جـبَّـتهم السوداء ) أما ضعاف النفـوس فـكانوا يستـكـثرون ذلك عـليّ فحاولتُ تجـنـّـب هـذه الخـدمة شارحاً السبب للكاهـن ولكـنه قال : السلام هـو تحـية للحاضرين ! ألا تسلـّـمون عـلى الناس في بلدكم ؟ ثم طالما أنا الذي أكـلفـك بهذه الخـدمة فـلماذا الإعـتـراض ؟ وبشأن موضوعـنا في هـذا المقال تجـدر الإشارة إلى أنـنا في كـثير من إجـتماعات الشمامسة للتهيئة للمناسبات الرئيسية في كـنيستـنا / سـدني يصرّح المطران أمامنا بعـد إرشاداته العامة فـيقـول للمدير أو لموزع الواجـبات : أنا لا أتـدخـل في توزيع الأدوار بل أتركها لكم فـيما بـينكم . وللتـرفـيه عـن القارىء قـليلاً أقـول : كانت حـصتي من المشاركة في فعاليات أعـياد الميلاد الماضي هي خـدمة القـداس البسيط مساء يوم رأس السنة الميلادية 1 / 1 / 2011 بحـضور 53 مُصَلي فـقـط ، وبعـد أن خـرجـنا من هـيكل الكـنيسة قال لي زميل ( أين مقاماتك ؟ إنك لم تــُسْـمِـعـْــنا منها شيئاً ولم تــُـطربْـنا في هـذا القـداس !! ) فـقـلتُ له إسمع : رجـل في قـضاء الشطرة / الناصرية في جـيـبه 1000 دولار ويريد أن يتعـشى وليس في البلدة سوى مطعم كـباب ، النـفـر بـ 200 فـلس ( وللجـوعان خـليها نـفـرَين بكـلفة 400 فـلس ) إنه ليس بخـيلاً ولكـن أين تـريده أن يصرف الـ 1000 دولار ؟؟ وبعـد أسبوع قـلتُ بإبتـسامة للشماس الذي يوزع الواجـبات وبحـضور الشماس رائـد : أذكـُـرْني في رسالة القـداس الإحـتـفالي ليلة عـيد القـيامة المقـبل 23 – 24 نيسان – بعـد أربعة أشـهـر- !!! ولما حان ذلك الوقـت كانـت حـصتي خـدمة القـداس الأول البسيط صباح عـيد الأوشعـنا 17 نيسان فإعـتـذرتُ عـن أدائها لأسبابي الخاصة . وبعـد الرجـوع إلى الحـسابات ورسم البـيانات والجـدول التـكـراري والمؤشـرات ، خـرجـتُ بنـتيجة مفادها أن هـناك مَن يقـرأ الرسالة مع قـراءات العـهـد القـديم خـمس مرات أو ست مثلاً بـينما الآخـرون واحـدة أو صرنا مؤخـراً لا نأتي عـلى البال ، ولا أدري إنْ كان هـناك راغـبون مثـلي أو قـد لا يرغـبون فـهُم أحـرار ، لذا فـفي بعـض الأوقات أسبق غـيري إلى القـداس الأول الصباحي للخـدمة ، وفي الحـقـيقة أصبح دَور الشماس محـدوداً وجـزئياً بسبب الجـوقة والحاضرين إلى درجة أنهم ( يلـﮔـفـوها من الكاهـن نـفـسه ) وقـد يأتي يوم لن يعـود للشماس دورٌ ولا حاجة إليه وقـد يُلغى من المذبح ويكـون دَور الشمّاسات في الجـوقة هـو الطاغي ، لا بل كـل الحاضرين سيصبحـون شمامسة بالجـملة دونما حاجة إلى رسامة ، مثـلي أنا لستُ مرسوماً ، ومَن يـدري فـقـد تأتي أيام سيجـلس الكاهـن وسط المصلـّـين وهُـم حـوله بقـوس 270 درجة مثلاً والتبرير جاهـز من الآن حـيث سيقـولون أن الرب يسوع كان يجـلس بـين الناس وليس بمعـزل عـنهم ، وبالتالي حـتى الكاهـن قـد يُـلغى دَوره ويصبح كل الناس كهنة . إنكم تستـغـربون هـذا الكلام الصادر مني ولكن إذا قاله كاهن كاثوليكي يسوعي أو دومنيكي أو مُخـلـّـصي فإنكم سـتــُـعـجَـبون به وبفـلسفـته ولاهـوته ، حـقاً إنها حَـداثة العـولمة . ومرة أخـرى إلى موضوعـنا الرئيسي أقـول : أما الطلبات فـتـكاد تـنحـصر بـين مجـموعة من الشمامسة عـلى الأغـلب الأعـم ، فـتـشـجَّـعـتُ يوماً وقـلتُ لأحـدهم : إن الطـلبات محـصورة بـينك وزميلنا الآخـر ، فإمتعـظ من كلامي وقال : هـذي هم حـسدتـونا عـليها ؟ وبعـد خـمسة أسابـيع عـلى هـذا الكلام قـلتُ لنـفـسي : خـلـّي أجازف ، فـشمّرتُ عـن ساعـدي وتهـيأتُ ، وقــُـبَـيل بدء القـداس قـلتُ لأحـدهم : أنا سأقـرأ الطلبات ، ثم أخـبرتُ الثاني كي يكـون عـلى عِـلم فـقـط وأعـطى لي الكـُـتـَـيب فأومأتُ إليه بأني سأقـرؤها من الـ ( حُـذرا ) ثم أصبحـتُ جاهـزاً والمطران في وعـظه ، وهـنا إلتـفـتَ السيد الشماس الموزّع إلى مقاعـدنا ليُعـَـيّـن قارىء الطلبات ، فـقـيل له وأكـَّـدتُ له أيضاً قائلاً إنـني سأقـرؤها من الـ ( حُـذرا ) !!! وهـنا المفاجأة ……… حـين فاجأني قائلاً : لا يجـوز لك ذلك إلاّ من الكـُـتيب باللغة الدارجة المحـكـية ! قـلتُ : أنا أريد أن أقـرءها من الـ ( حُـذرا ) بالفـصحى ، قال : كلاّ لا يجـوز ذلك ! وحـضـْـرَته لم يخـبرني مِن أين له هـذا الأمر ، كي أغـيِّـر مقالي هـذا بمقال آخـر موجَـهاً إلى صاحـب الأمر ، فـسكـتُّ لكي أكـتب بالمِداد ، عـلى الملأ وليس عـلى إنـفـراد ، فـللمقال إمتـداد . ويسرني أن أنـوّه القارىء بأن هـذه السلسلة من المقالات ستـتـواصل بالعـنوان نـفـسه حـول الشماس والكـنيسة ، ولكن إسمحـوا لي مؤقـتاً أن أنـتـقل إلى جـبهة أخـرى لأواصل الكـتابة بعـض الشيء عـن مؤتمر النهـضة الكـلدانية حـيث هـناك مَن ينـتـظرُني ، فإنـتـظِـروني .

You may also like...