أين ديمقراطية رؤساء الأحزاب الديمقراطية

منذ نعـومة أظـفارنا ونحـن نسمع بمصطـلح الـديمقـراطـية فـفي طـفـولـتـنا لم نكـن نفـهـمها ثم أصبح البعـض يعـرضون أمامنا بريقها فـصِـرنا نحـبها دون أن نـراها ولكـنـنا حـين كـبرنا عـلِمنا معـناها وإشتـقاقها فأدركـنا أنها وهمٌ في عـقـول مدّعـيها يخـدعـونـنا بها وسيلة لـتحـقـيق المآرب وما يمكـن أن يُـجـنى من ورائها لا من أجـل تـطـبـيقها. لـقـد نجح الكـثيرون في الوصول إلى غاياتهم لِـذاتهم! لا من أجـل ناخـبـيهم ولا يزال الـبعـض يجـني لـنـفـسه لا لغـيـره وعـلى أكـتاف الـبُـسطاء الموهـومين من أبناء شعـبه. قال هـتلر في كـتابه (كـفاحي) إنّ الـديمقـراطية هي إحـدى صـوَر الـدكـتاتـورية فالمسؤول المنتخـَـب (بالـطرق الـديمقـراطـية وخـدعـها) يستـغـل أصوات الناخـبـين ومتسلحاً بها فـيفـرض نـفـسه كـما تـقـوده مصالحه ونكـون قـد فـقـدنا جـدواها.

الـديمقـراطيون في بـلـدنا عـراقـنا يتـظاهـرون بأنَّ نهجهم ديمقـراطي ولكـن نـراها فـيهم كأنها زواج كاثـوليكي لا طلاق فـيه إلاّ لِعِـلة الـزنى، وكـنا نـتـوقع منهم الوفاء والصدق وبـذل الـذات والإيثار ومحـبة قـريـبهم كـمحـبتهم لـنـفـسهم ولكـن الـذي نراه معاكس ومخالف لِـما يـدّعـونه، فـهـناك مَن عـيَّـن نـفـسه قائـداً لحـزبه إلاّ أنه ثعـلب في مكـره نـراه متلفـحاً بـديمقـراطيته لكـنه دكـتاتـور في تـفـكـيره وسـلوكه وتعامله، إنه الـيوم يكـرِّس أنانيته ويخـون أمانـته فـطرد رفاقه (فـزنى في إدّعائه) وإستـولى عـلى موقعه وفي الأخـير أنجـبَ (فـشلاً) في إنـتخاباته، طيـب الآن ماذا عـليه وماذا يُـفـتـرض أن يعـمله؟ عـليه أن يعـرف نهايته ويقـتـنع بمـصيره ويتـذكـر ربه ويُـطلـِّـق ديمقـراطيته ويتـوب عـن خـطيـئته أمام شعـبه ويخـتـلي في قـصره عـسى الرب أن يغـفـر له.

الـيوم لا تهـمنا إنـتخابات الشعـب الصومالي ولا معـضلة الـتسليح الكـوري وإنما يهـمـنا أولاً بـيتـنا الـكـلـداني، فـها هـو غـبطة الـﭙاطريرك إستـقال من منـصبه ولا حاجة إلى أن نسأله عـن ظـروفه، وها هـو الأخ الـدكـتـور حـبـيب تـومي إستـقال من موقـعه كـرئيس لإتحاد الكـتاب والأدباء الكـلـدان ولا نسأله عـن أسـبابه، أما حان الـوقـت لمن يعـتبر نـفـسه كـلـدانياً ديمقـراطـياً أن يسلم الراية بكـل ديمقـراطية لآخـر غـيره؟ لِـمَن ربّاهم عـلى يـده! لأصحاب الـدماء الشابة من رفاقه إنْ كان أصلاً يعـترف بهم اليوم ويحـتـرمهم!!؟ أو إنْ كانـوا يعـترفـون به حـين يتخـلى عـن دكـتاتـوريته؟. لـقـد نـقـل إليَّ الـكـثيرون ما لا يحـمـدون عـقـباه لو تحاوروا معه بالإضافة إلى ((ﭽـَم فـلس)) هم بحاجة إليه، وحـين تـؤول الأمور إلى ما نـطمح إليه يمكـنـنا أن نـضع حـروفاً عـلى بعـض الكـلمات مما نـقـوله. وإنَّ مَن لا يستـطـيع أن يربّي أولاده بأحـسن منه ليحـلـوا في محـله بـدلاً عـنه، فـليـذهـب ــ كـما نـقـول في العاميّة ــ ويضع الـرماد عـلى رأسه، لا أنْ يقـول لهم:

هـل أنا مـتُّ كي تـرثـوني؟؟

أعـرف ربَّ أسرة إنـتـقـل إلى الـديار الأبـدية كان محـدود الـدخـل نافـذ الأمر فاقـد الأمل أناني الـتـفـكـير يطـلب من زوجـته أن تـطبخ ما لـذ وطاب لـنـفـسه منـفـرداً وفي ذات الـوقـت يوصيها أن لا تـقـصِّـر مع أولاده، ولكـن الـزوجة ليس في يـدها من الـدراهم كي تـلبي حاجة الجـميع فـكانت مضطرة إلى الـتـقـليص من مصرف الـبـيت كي تـفي بحاجة الأخ وتـتجـنب عـنجهـيته وظـلمه، وفي الأخـير مات والله يرحـمه وأفـراد أسرته كـلهم أحـياء الـيوم، أما كان الأفـضل لـو خـلـَّـد ذكـراه؟

 

بقلم: مايكـل سـيـﭙـي

سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *