أنا كلداني… أذن أنا أفند وأصحح، لكنني لا أحتقر/ بقلم عامر فتوحي

رسالتي الجوابية على رسالة الأخ أخيقر يوخنا

عامر حنا فتوحي

يعلم جيداً من يعرفني عن كثب بأنني أفعل دائماً ما أقول وأقول دائماً ما أفعل، وقد أشرت في موضوع سابق تحت عنوان (شكراً موقع عنكاوا) إلى أن إيميلاً قد وصلني في الثالث من آيار 2012 م من السيد أخيقر يوخنا محول على عنواني عن طريق المركز الإعلامي الكلداني في سان دييكو، ظاهر الرسالة (الشخصية) التي كان عنوانها (الاستاذ عامر فتوحي – انتقدوا ولكن لا تحتقروا) صيغ بشكل حضاري في محاولة هدفها أن أكف عن توجيه الصفعات لزوعة وذيولها والجهات المشابهة لها في الأجندات التي تستميت لإحتواء الكلدان.

وبرغم محدودية وقتي وكثرة مشاغلي التي يعرفها المقربون مني، فقد أحترمت ذلك النفس المهذب وأجبت على تلك المحاولة بأسلوب واضح وجلي، ولأنني لا أتابع موقع عنكاوا، فقد فوجئت بعد يومين من إستلامي لتلك الرسالة وإجابتي على ما ورد فيها بمكالمة من أحد الأصدقاء يعلمني بأن أحد المتأشورين قد أدرج في موقع عنكاوا رسالة موجهة لي من السيد يوخنا، أما سبب المفاجأة فذلك لأن من نشر تلك الرسالة (الشخصية) لم يكن السيد يوخنا، كما أن ناشر الرسالة لم يدرج جوابي الذي يصوب ما ورد فيها، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على (إنعدام الإمانة) إما من قبل ناشر الرسالة أو الذي زوده بها وأعني به السيد يوخنا، لذلك أنشر هنا نص إجابتي على رسالة السيد يوخنا لكي يرعوي هؤلاء المتصيدون في المياه العكرة ويفهموا بأن ذلك الزمان الذي كانوا يتسلقون فيه على مناكب الكلدان قد فات وولى إلى غير رجعة.

يهمني أيضاً أن يعرف السيد أخيقر يوخنا ويفهم خصوم الكلدان ن بأننا نحن الكلدان قادرون في كل حين على أن نفند الأباطيل ونصوب الأخطاء، ولكن ليس من طبيعتنا أبداً أن نحتقر أحداً. وتأكيداً على ذلك أدرج نص رسالتي الجوابية على إستفسارته، علماً بأنني لم أتوقع عندما كتبتها بأنني سأضطر لنشرها كما هيّ، لأنني كتبتها بشكل سريع بعد أن أنتهيت من قراءة نص رسالة السيد يوخنا وأرسلتها خلال دقائق:

الأخ أخيقر … سلام بالرب وبعد

أبتداءً يهمني أن تعرف بأنني لست سياسياً، كما أنني لم ولن أنتمي لأي حزب، يهمني أن تعرف وهذا ما تؤكده أحداث موثقة بأنني لا أتردد عن الإعتذار عندما أتأكد من أنني أخطأت أو عندما ينبهني أي كان إلى أنني قد أخطأت، وهذا ما يعرفه خصومي قبل أصدقائي، لكنني لا أعتذر عن ذكر حقائق ووقائع ينكرها الآخر!

يهمني أن تعرف أيضاً بأنني وبسبب حساسية عملي وإلتزاماتي العائلية، ذلك أنني أقضي فقط يومين كل أسبوعين مع عائلتي، ليس عندي الوقت الذي لدى البعض في تصفح المواقع الكلدانية أو العربية، وإذا ما أتيح لي مثل هذا الوقت فأنني أفضل تصفح المواقع التي تنمي خبرتي في مجال إختصاصي، لذلك أعترف لك بأن أسمك قد ورد أمامي عدد من المرات لكنني صدقاً لم أقرأ لك حرفاً واحداً، قبل أن أطلع على رسالتك المكتوبة بعناية وبلغة حضارية.

لذلك يبدو لي بأنك تعرف كمتابع لما يحدث في الساحة التي تسميها سياسية وأسميها أنا حقوق إنسانية بأنني مثل كل الكتاب الكلدان الذين أعرفهم نتعرض للكثير من السباب والتجاوزات اللاأخلاقية من خلال إيميلات ومقالات تدبجها نكرات تتصيد في المياه العكرة لتفت في عضد الكلدان وتشغلهم عن قضاياهم المصيرية من ناحية ومن ناحية أخرى لكي يزرع هؤلاء الأشباح الرهبة والتردد في قلوب الكلدان الذين يدافعون عن حقوقهم فيتوقفوا عن الكتابة. ومع ذلك لم نجد تصريحاً من أية منظمة متأشورة تطالب هؤلاء الذيول بالكف عن مثل هذه الأساليب الرخيصة.

وهنا دعني أسألك وبكل براءة كم هو عدد المحسوبين على الجهات المتأشورة ممن كتبت لهم بنفس الطريقة التي تكاتبني بها اليوم، ولماذا عنونت إيميلك إلى موقع كلدايا وليس مباشرة على عنواني الألكتروني المتواجد في الببلك دومين (عذراً لكتابة الكلمات الإنكليزية باللغة العربية بسبب تعقيدات النقل بين اللغتين في برنامج الورد الذي أستخدمه)، أتمنى أن تجيب على هذه الأسئلة مع نفسك، لأنني وبكل صدق لا أملك الوقت للأخذ والرد في المكاتبات.

أخيراً وقبل أن أرد أو أصوب بعض ما جاء في إيميلك أقول لك بأنني مسيحي كاثوليكي إلا أن لا مشكلة عندي مع كل من يؤمن بأن يسوع هو رب ومخلص، ولكن مملكة يسوع ليست من هذا العالم، لذلك رجاء لا تخلط بين المواضيع الدينية والمواضيع القومية مستقبلاً، إذ كما يقال: لكل مقام مقال.

للعلم لا يهمني ما يكتبه ويكرام أو سوسة، فكلاهما غير متخصص، الأول رجل مخابرات بريطاني بزي مبشر إنكليكاني والثاني مهندس مدني تخصص في هندسة المشاريع الإروائية. عموماً قد يكون الرجلان مهمان بالنسبة لك، لكنني مهتم فقط بدراسة التاريخ من خلال المدونات التاريخية والمكتشفات الآثارية كجزء من تخصصي. أحترم وجهات نظر الآخرين ولكنني أمحصها وفقاً للدلائل المادية.

أنا أتفق معك بأننا شعب واحد لغته واحدة ودمه واحد وتاريخه واحد ومصيره واحد وهذا الشعب كما تؤكد المصادر الآثارية والكتابية هو الشعب الكلداني مؤسس السلالات الوطنية في إقليمي بابل وآشور، وأتحدى أي مختص في حقل التاريخ أن يقول غير ذلك مستنداً على أدلة مادية، لذلك عندما ورطت الأحزاب المتأشورة الدكتور العالم دوني جورج الذي أعرفه ويعرفني، رددته بالأدلة والأسانيد، فصمت وخرج من المنازلة أحتراماً لمنزلته العلمية رحمه ألله. أما عن هرمز أبونا فثماره وأساليب تزلفه وتسلقه تتحدث عنه وعن مستوى لا مصداقيته التي فندتها ليس فقط من خلال الكتابة في المواقع ولكن وجهاً لوجه في قاعة ساوفيلد مانر التي هرب منها بمعية من كان معه من زوعة، ومع أن التاريخ الدقيق لا يحضرني لكن ذلك كان في حدود العام 1998م على ما أعتقد أثناء ندوة أقامها جوزيف كساب وغسان شذايا.

من خلال طرحك السؤال التالي: (كيف نستطيع ان نميز من منا هو كلداني او آشوري) يتبين لي بأنك مع شديد الأحترام لا تميز بين تسمية قومية وتسمية إقليمية ، مثلك مثل من يحاول أن يعقد مقارنة بين برتقالة وكرسي معتقداً أنهما من صنف واحد ، ولكي أوضح لك الفرق الذي ذكرته تفصيلياً في كتاب الكلدان منذ بدء الزمان، فأن تسمية من نوع بابل وبابليين وآشور وآشوريين هيّ تسميات مرتبطة بالإقليم وليس بالجنس أو العرق، مثلما نقول عراق وعراقيون. أما تسمية كلدان وكلدانيون فهيّ تسمية قومية وهو ما يؤكده الكتاب المقدس والدلالات الآثارية وهذا مذكور وبكل تفصيل في كتابي الآنف الذكر وبلغة مبسطة مدعومة بالدلائل المادية التاريخية والآركيولوجية.

ولأنك تعتمد أحياناً فهماً كتابياً، ألفت نظرك إلى أن الكتاب المقدس مثله مثل ما يتوفر لنا من أدلة آثارية وبضمنها حوليات بلاد آشور التي تؤكد جميعاً عائدية السلالات الوطنية في آشور إلى بابل، فلماذا هذا التجاهل المتعمد للأصول البابلية، وإن كنا جميعاً بابليين، فلماذا لا نستخدم التسمية الكلدية التي هيّ بحسب الكتاب المقدس وبحسب الدلائل التاريخية والآثارية أصل جميع السلالات الوطنية الحاكمة في بابل وآشور؟

الحق لا يهمني أن كنت من الأسباط العشرة المسبية إلى آشور أو لم تكن، ذلك أن أصل هؤلاء الأسباط هو بابن أوراهم وبابن أورهم كما تعرف ذلك جيداً، وهو ما يؤكده الكتاب المقدس من أور الكلدان (أرضه وعشيرته)، فلماذا تبحث في الأجزاء مع أن الكل أمامك؟

أخيراً يهمني أن أصوب لك بعض ما قلته عني:

أولاً، أنا لا أكتب بصيغة الإحتقار عن تلك التي تسميها قنوات ولكنني أكتب تعبيراً عن قرف وإشمئزاز لما أوصلتنا إليه تلك القنوات.

ثانياً، أنا لا أطعن في بعض أحزابكم لأن ثمارهم تطعن فيهم!

ثالثاً، أنا لا أذكر مفردة لا أعنيها ولا أطلق الكلمات على عواهنها، كل ما أكتبه موزون ومدروس، وعلى سبيل القياس لا الحصر، ماذا تسمي لغوياً من يكتب بأسم مستعار ومن دون أن يرفق صورته بالموضوع الذي عادة ما يكون محشواً بالإتهامات الفارغة والشتائم الرخيصة، ألا تسميه (نكرة)، أم تعتقد أن من الأنسب أن أطلق عليه مفردة (معرفة)؟ … كما ترى أنها ليست شتيمة ولكنها واقع حال، وقس على ذلك.

وللعلم أنا لم أبدأ في الكتابة البارحة في صحيفة مهجرية أو نشرة حزبية (مع الأحترام الشديد)، ولكنني بدأت الكتابة بشكل محترف وأنا في الصف الأول في المرحلة الجامعية عام 1975م في صحف كان نشرها يتجاوز حدود العراق، ولم تتعد كتاباتي حدود التاريخ الرافدي والفن التشكيلي.

أتمنى أن تكون الصورة واضحة الآن، كما أتمنى في المرات القادمة أن تكتب لهؤلاء الذين يهاجمون الكلدان متخيليين بأن ذلك سيمكنهم من إحتواءنا، وعذراً إذ ما تأخرت عن الرد أو لم أرد على رسائلك مستقبلاً، فأن عملي وعائلتي أحق بوقتي.

ودمت بحفظ الرب القدير ونعمة أمنا العذراء .

عامر حنا فتوحي

إنتباهة: شخصياً ليس لديّ أية مشكلة مع السيد أخيقر يوخنا أو أي كاتب آخر، لكن ما يزعجني حقاً أن يدلو غير المختص في حقل ما بلغة العالم في ذلك الحقل مع أنه ليس بأكثر من متعالم، الأنكى من ذلك أن يستذكي البعض معنا في محاولات بائسة لجرنا إلى مهاترات تذكي نار الفرقة بين الأخوة وتعمق من جراحنا في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى لملمة جروحنا وإلى غسل قلوبنا والعمل في صف واحد.

نصيحتي لمن يريد الوحدة: أن يترك موضوع التسمية للمختصين. نصيحتي الأخرى للجهات التي تدعي تمثيل شعبنا: أن تبتعد عن الإستفراد بالقرارات التي تخصنا نحن الكلدان قومياً.

لمثل هذه التنظيمات السياسية التي تستغفلنا ليل نهار كالمجلس الأغجاني وزوعة وأمثالهم أقول، خذوا أعلامكم وتقاويمكم وأجنداتكم المفروضة علينا وعليكم و(حلوا عن سمانا)، وإن كان عندكم أكاديميين مختصين فليحاججوا ما نشرته في كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان باللغة العربية) وكذلك ما أوردته في كتاب (كلدان الرافدين باللغة الإنكليزية) أو ليكتبوا لي ويحاججونني وسنرى عندئذ من يعمل من أجل الوحدة الحقيقية ومصلحة شعبنا ومن يسعى لفرقتنا وإستغفالنا.

علماً أن كلامي هذا موجه للإختصاصين المحسوبين على تلك الجهات وممثليهم الرسميين تحديداً، وليس لذيولهم أو هؤلاء الذين لا عمل لهم ليل نهار غير الدخول في مهاترات فارغة، لا سيما الشتامون الأشباح ومن لف لفهم.

مرة أخرى أقول: أنا حاضر في كل وقت لمناقشة أي مختص في جلسة تضم أكاديميين وصناع قرار، ولكنني لست مستعد لأن أضيع وقتي في جدالات عقيمة ومناظرات مسرحية لأن من يبحث عن الحقيقة لا يجدها في سيرك ولكن في جلسات تضم محترفين ومختصين يناقشون ويمحصون وفق منطق علمي وأسلوب حضاري.

أخيراً أقول: أن الشتائم ومواضيع التهجم وكيل الإتهامات الرخيصة التي يكتبها بعض الأشباح المذعورين المرتجفين في جحورهم لم ولن ترهبنا أو توقفنا عن فضح (أكذوبة القومية الآشورية الوهمية).

يكفيني فخراً أنني ككلداني كنت أحد عشرة مبدعين أختارتهم المجلة الأكاديمية الدولية (الآداب العالمية اليوم) التي تصدرها مؤسسة أكاديمية عمرها 85 عاماً ومقرها ولاية أوكلوهوما في الولايات المتحدة، وبكل تأكيد لم يتم أختيار هذه الأسماء العشرة أعتباطاً وإنما بعد دراسة وافية وتقديراً لمواقفهم الواضحة والجريئة ضد دكتاتوريات بلدانهم وتعرضهم جراء تلك المواقف للتعذيب وأحكام الأعدام.

الأسماء التسعة الأخرى التي يمكن للقراء الأطلاع عليها في الدراسة الموسومة (أصوات ضد الظلام) تضم سلسلة من العمالقة في مجال حرية الرأي والفكر من الصين إلى أميريكا اللاتينية. فما هو رأي هؤلاء الأقزام الأشباح والشتامون المتأشورون، الذين لا عمل لهم غير كيل الإتهامات (الرخيصة مثلهم) وغير شتيمة أخوتهم الكلدان ليل نهار؟

أن حقائقنا الموثقة والمستمدة من الواقع حاضرة دوماً لتصفع أكاذيب المتأشورين، لذلك آمل أن يرعوي هؤلاء الشتامون والمتصيدون في المياه العكرة ويفهموا بأن ذلك الزمان الذي كانوا يتسلقون فيه على مناكب الكلدان قد فات وولى إلى غير رجعة.

You may also like...