ألواح كلدانية والبحث في الجذور “الحقيقة وتشويهها”

“خاهه عَمّا كَلذايا”

كتبت السيدة أم ميسون ( تريزا إيشو ) مقالاً نشره موقع تللسقف تحت هذا الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=18950:aa&catid=32:mqalat&Itemid=45

وهو بعنوان ( ألواح كلدانية )، قبل مناقشة صحة المعلومات التي وردت في المقال يبدو لي أن المقال يتضمن نقطتين أساسيتين وهما:ـ

أولهما – هي نقطة الإعتراف بالهوية القومية للسيدة تريزا إيشو، وذلك من خلال أول سطر في الجزء الأول من المقال، وضمَّنته إهداء أنقله لكم نصاً ” أهداء الى والدتي ووالدي ألكلدانيين والى كافة أمهاتنا وأجدادنا الكلدان عبر تاريخ الكلدان القديم والمعاصر..

وهذا يدل على أن السيدة الكاتبة، عادت إلى جذورها الأصلية، وأعترفت بهويتها القومية، لا بل أجدادها الكلدان، إذن هي كلدانية الهوية، بدليل إنها تذكر تأريخ الكلدان كهوية قومية، وليس كما كان سابقاً، أي ابمفهوم المذهبي الخاطئ.

ومن هنا يبدو لي بأن الربيع الأغاجاني الشعبي أنتهى موسمه، وبدأت مرحلة خريفية من مراحل العلاقة، والتي تبدأ بتساقط الأوراق لتظهر الشجرة على حقيقتها كما هي.

مما لا يخفى على أحد، أن السيدة تريزا كانت ممثلة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ولربما ما زالت، فلستُ متأكداً من ذلك، وكم كانت متمسكة وبشدة بالتسمية الثلاثية القطارية المستوردة، والتي طُبخت بمطابخ معروفة، وقد كَتَبَت عِدَّة مقالات تُمجد هذه التسمية، وتُدافع عنها، إلى الحد الذي قطعت فيه كل العلاقات الإجتماعية مع من يخالفها الراي، وقد دارت بيننا نقاشات كثيرة حول ذلك، وقد أدى إختلاف الراي إلى القطيعة التي وصلت حد رفض رد السلام وقطع العلاقات الإجتماعية فيما بيننا، فأنا ومازلت أكن لها كل التقدير والإحترام والمودة والمحبة الحقيقية، وخاصة الأخ العزيز والإنسان المبدئي الصديق وردة أبو ميسون المحترم، فهو بحق وحقيقة وردة فوّاحة، أسمٌ على مسمى، له عقل متنور وفكر منفتح، يستمع ويناقش بمبدئية عالية، يحترم افكار الغير، مع الإحتفاظ بآرائه وأفكاره، المهم في ذلك انا من النوع الذي لا تؤثر فيه وفي علاقاته الإجتماعية، أفكار الغير وما يؤمنون به، فلكل الحق والحرية في ما يؤمن، ولن يكون هناك عداء بسبب إختلاف الرأي، هكذا نحن البشر، كلما نضج عقلنا، توعينا إلى إمور كثيرة، ويتغير تفكيرنا متأثراً بمتغيرات محلية ووطنية وإقليمية ولربما دولية، عدا ما تؤثر فيه الشخصية والنفسية والعادات والتقاليد القبلية، والحالة المعيشية ومغريات الحياة المادية والمعنوية، فكم من الأشخاص كان مستقلاً فكرياً، وعندما ظهرت الملكية أصبح مَلَكياً، بعدها عند إعلان الجمهورية صار شيوعياً، ومن ثم صار قومياً مسايراً للتيار القومي آنذاك، ومن ثم أنقلب وصار بعثياً، وبعد ذلك أنقلب مرة أخرى وصار كردستانياً، وغيرها، ومن ثم وبعد التغيير الذي حدث عام 2003 وظهور هذا الكم الهائل من الأحزاب الدينية والقومية والسياسية التي ظهرت على الساحة العراقية، وجد فيها ما يناسبه، أما حقيقةً أو مستفيداً، أو تلوناً او بيعاً للضمير مقابل ثمن، والأمثلة كثيرة ومتعددة، والأسماء لا حصر لها، فعلى سبيل المثال كان أحد الأشخاص من الذين عملنا معهم سويةً في المجال القومي الكلداني، نراه اليوم بعد أن باع ضميره وتنكر لمبادئ أمته الكلدانية، ذهب ليمجد عدوه بالأمس، ويطعن بالكلدانية كهوية قومية ورئاسة دينية وشعب أصيل، ويكتب بأسماء مزورة، فتارة يكتب بإسم يوخنا وأخرى بإسم د. توفيق صبري، وأخرى يخرج علينا من شاشة قناة دينية ليمجد بالسيد يونادم، وتارة يتهم رجال الدين بالسرقة وغير ذلك، وهو معروف وقد شخصناه، ولكننا لا نرد عليه وعلى أمثاله، لكونه لا يستحق أن نرفع من قدره بالرد عليه، فندعه يصرخ والقافلة الكلدانية تسير بكل ثقة وأمان مسلّمة أمرها بيد قادتها ربابنة السفينة، غير آبهين بما يحدث خلفهم من ضوضاء، المهم الذي جلب نظري في أول مقال السيدة الكاتبة هو الإهداء، أرى فيه عَودة إلى الجذو، وإعتراف صريح بأصولها الكلدانية وأجدادها الكلدان، فهي إذن ليست كلدانية سريانية آشورية، بل هي كلدانية فقط، وهذا أول إعتراف صريح يصدر منها ويخالف النهج الذي رسمه المجلس الشعبي ذو التسمية القطارية، والذي يبدو لي وعسى أن أكون مخطئاً بأن ربيعه قد أنتهى. علماً بأن من أهم المنطلقات الأساسية الفكرية للمجلس الشعبي الثلاثي التسمية هو فرض حصار كامل على التسمية القومية الكلدانية، والنضال والسعي من أجل نشر التسمية الثلاثية وإدخالها في دساتير الدولة والإقليم، وهذا ما تم التوقيع عليه من قبل كل المشاركين في المطبخ الكلداني السرياني الآشوري.

ثانيهما – هو محاولة الطعن بالكلدان وعِراقيتهم، من خلال إعتمادها على مصدر الويكيبيديا فقط، وحشرها كلمة “جرهاء” كأنها موطن الكلدان الأصلي، ضاربة بذلك كل ما كتبه المؤرخين العراقيين والعرب والأجانب، حول الأصول العراقية للكلدان، ولا أدري ما السبب في ذلك، هل فات عن بالها كل ذلك؟ هل نست ما كتبه سترابون وطه باقر وغيرهما، أتمنى على السيدة الكاتبة أن تقرأ هذا الرابط، لتعرف ما هي الجرهاء واين تقع ومن هم سكانها؟ وهل كانت اصل الكلدان؟ أم ان الكلدان فتحوا هذه المدينة المجهولة حالياً؟ وهل كانت سجناً استخدمه الكلدان لسجن أعدائهم أم أنها موطن آبائهم وأجدادهم؟ ومن الجرهاء نادى الله أبونا إبراهيم وأمره أن يترك ارض آبائه وأجداده أور الكلدانيين؟

http://www.alwahamag.com/?act=artc&id=1445

وفي الرابط الآخر أدناه نقتطف جزءاً مما ذكر عن تواصل حضارة الجرهاء مع غيرها

http://www.al-madina.com/node/304873

تعرض المملكة من خلال معرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” المقام حالياً بمتحف الارميتاج في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، 347 قطعة أثرية نادرة تعرّف بالبعد والإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، وتقدم لهم شواهد حية للأرض التي كانت المركز التجاري والاقتصادي والثقافي للحضارات القديمة.

ومن بين القطع المعروضة مسلات تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، تصوّر أشكالاً آدمية منحوتة بأسلوب تجريدي يبرز من خلاله المهارة والدقة في التنفيذ.

وتتضمن المعروضات قطعاً ترجع إلى العصر الحجري، ومنها جرّة فخارية مزدوجة الشكل المخروطي من نوع كان معروفاً في بلاد الرافدين (2900 سنة قبل الميلاد) من فترة الحضارة الدلمونية، إضافة إلى عدد من الأواني المصنوعة من الحجر الصابوني. ومن القطع المميزة أيضاً أواني الكلوريت من جزيرة تاروت تحمل زخارف متنوعة منفذة بطريقة الحفر الغائر لأشكال آدمية وحيوانية ووريدات وزخارف نباتية، وثالثة مزخرفة برسم سلاسل متكررة، وآنية اسطوانية الشكل منحوتة في حجر نادر، ناتج عن تحجر المرجان، وإناء هرمي الشكل من الخزف يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد.

ومن بين القطع المعروضة، منحوتات حجرية، ومنها منحوتات حجرية بأشكال آدمية لملوك مملكة لحيان تشير سماتها الفنية إلى علاقات ثقافية وتواصل حضاري مباشر بين شمال غرب الجزيرة العربية ووادي النيل. ويضم المعرض قطعاً أثرية من مدينة الفاو (700 كيلاً جنوب غربي مدينة الرياض)، تصوّر نشاطات الحياة اليومية والصلات الحضارية والعلاقات التجارية، تعود إلى الفترة الممتدة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي وتشمل أواني زجاجية وقطعا برونزية ومنحوتات حجرية وأواني فخارية وحلي ذهبية وفضية بعضها مرصع بالأحجار الكريمة، وعدداً من المجامر الحجرية والمعدنية المكتوب عليها أسماء البخور المستخدم فيها، وفي الموقع الآخر

http://www.alriyadh.com/2006/01/06/article120815.html

والذي يحكي عن الجرهاء فيقول:ـ

قبل مئة سنة كتب تشالز فورستر «الجغرافيا التاريخية للجزيرة العربية»، وفيها خص مدينة الجرهاء بجزء صغير حسبما توفر له في وقته من نتائج أعمال ميدانية بالإضافة إلى ما جاء في المصادر الكلاسيكية من معلومات مروية. ويذكر جيمس ان الجرهاء «المدينة»، كانت سوقاً مشهوراً في شرقي الجزيرة العربية للبضائع السائرة بين عالم الرومان واليونان الغربي والسبئيين والهند – بل وحتى الصين – في الجنوب والشرق. الجرهاء اختفت بدون أثر.
قدَّم فورستر المحاولة الأولى الجادة والوحيدة ليحدد موقعها. ويذكر جيمس أن عدة محاولات ظهرت بعد محاولة فورستر بعضها جاء مدوناً والبعض الآخر جاء في مناقشات شفهية خلال مؤتمرات علمية. وبعد أن شكر من ساعدوه في تنفيذ عمله الميداني في شرقي الجزيرة العربية ومن قدموا له المشورة أو مادة علمية بدأ في محاولته لتحديد موقع الجرهاء، وكانت بدايته بما جاء عنها في المصادر الكلاسيكية. فيقول:

العلماء القدماء «الكلاسيكيون»، من أريان إلى بطلومي، بقدر ما قدموا لنا من تناقضات عديدة قدموا لنا حقائق قوية. الاكسندر كان مهتماً في الساحل الشرقي للجزيرة العربية. سمي جزيرة واحدة إكاروس، تبعد عن ساحل ما بين النهرين من 14 إلى 17 ميلاً. وأرسل أركيوس، إلى جزيرة أخرى تسمى حين ذاك تيلوس، لم يقدم أركيوس وصفاً لها، مع أن الرحلة قد تمت على ما يبدو «حوالي إبحار يوم وليلة» من تردون. وصف أجاثراسيدس ثروة الجرهاء وصفاً مطولاً. ومن وصفه نجد أن الجرهائيين كانوا وسطاء التجارة بين السبئيين، والهنود، وبلاد الرافدين وعالم الغرب اليوناني اللاتيني. كانت المدينة السوق الرئيسي في شرقي الجزيرة العربية. جغرافية سترابو هي أغنى مصدر معلوماتي عن الجرهاء على الاطلاق. ذكر أيضاً إكاروس، ووضع المدينة حين ذاك على بعد 2400 ستادي (276 – 336 ميلاً بالاستيديوم اليوناني أو الرماني) من تريدون. أخبرنا أن الكلدانيين المنفيين استوطنوا الجرهاء، وأن المنازل مشيدة «بالحجر الملحسي»؛ وأن المدينة بمساحة 200 استديم (23 – 28 ميلاً) من البحر. هذا مثير للتساول، لأن سترابو هو الوحيد في الواقع الذي يقول إن جرهاء كانت في اليابسة. وأخبرنا أن الجرهائيين كانوا يمارسون تجارة البحر بالاضافة إلى تجارة القوافل، وكانت تزين منازلهم المجوهرات، فكانوا أغنياء جداً. ذكر الجغرافي جزر تيلوس، واردوس، على الساحل إلى الجنوب من الجرهاء نوعاً ما. تبعد تايلوس مسيرة 10 أيام بحراً من تريدون، ويوم واحد من خليج ناتئ بالقرب من فوهة الخليج في ميكياً، ربما يعني قطر.

يعطينا بليني موقعاً للجرهاء مناسباً وواضحاً بدرجة معقولة. من كراكس إلى الأمام ناقش نهر شط الغرب (كان يوم ذاك جدول ماء مالح، صخر)، أو خليج كابيوس، الذي تقع عليه الجرهاء، قال: إن الجرهاء خمسة أميال وفيها أبراج مبنية من حجر الملح. وتقع ريجواتين على بعد خمسين ميلاً داخل الصحراء (28 ميلاً إنجليزياً)؛ وتقع تايروس بنفس المسافة في البحر. تايروس مشهورة جداً بسبب لؤلؤها الكثير، ولها محيط قدره 87 ميلاً انجليزياً، ويمكن الوصول إليها فقط عبر قناة ضيقة، إنه وصف دقيق للبحرين الحالية.

بولبيوس يقدم القليل من تاريخ الجرهائيين. يقول إن شتينيه «قاطينيه» هي «منطقة ثالثة تتبع للجرهائيين»، بقرى وأبراج داخلها «لراحة الجرهائيين الذين يزرعونها» بولبيوس يقص باختصار كيف جاء انطوخوس الثالث إلى المدينة وحصل على جزية باهضة من الفضة والدخون وأوعية حرق الدخون. وبعد زيارة الجرهاء، «أبحر إلى جزيرة تيلوس (تيروس) وغادر إلى سلوقيا».

ويقول جيمس حسبما نستطيع أن نرى، كانت الجرهاء، قوية محلياً على الأقل بثلاث مقاطعات تحت سيطرتها.

يتبين مما جاء أعلاه أن الجرهاء كانت مملكة لها مقاطعات على الأقل عرف منها ثلاث. وربما أن العاصمة «الجرهاء المدينة» تقع على الساحل وهو المتفق عليه بين الكتّاب الكلاسيكيين باستثناء سترابو الذي يجعلها في اليابسة.

الصدق أساس العدل

السيدة الكاتبة لم تكن بتلك الدقة في نقل الوقائع والحقائق كما هي ، فقد نقلت ما شاءت من الموسوعة وقطعت ما شاءت وعلّقت كما تشاء، مجانبة المصداقية في ذلك، فنراها تقول نقلاً عن الموسوعة (ومن يعرف أين تكون مدينة الجرهاء (الجرهاء تلك المدينة الكلدانية القديمة في الجزء الشمالي من شبة الجزيرة العربية ). وتُعلّق بقولها “موطن اباءنا الكلدان التي خرجوا منها” أنا أود أن أناقش الكاتبة، مَنْ قال بأنها موطن أبائنا الكلدان؟ هل لكِ بذكر المصدر؟ وهل الموسوعة ذكرت ذلك ؟ أم هذا ما تشعرين أنتِ به؟ وهل كان سكان مدينة الجرهاء عرباً ؟ وهل تواجد الكلدانيون هناك مجرد تواجد أم كانوا سكانها الأصليين؟

أما الحقيقة فهي كما مكتوبة في موسوعة ويكيبيديا وعلى الرابط التالي

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A1

والكل يستطيع النقر على الرابط لقراءة المعلومة الصحيحة والتي هي “أصل السكان”.

جرهاء مدينة تقع في الجزيرة العربية وتشير الدلائل أن سكانها من العرب بالإضافة لوجود كلدان وبابليين وهناك شيء من عدم الدقة في الكتابات الكلاسيكية في تحديد انتماء السكان، تحدث سترابون في أحد المواضع أن :”الجرهاء يسكنها الكلدان والمنفيون من بابل”، وتحدث في موضع آخر “بسبب تجارتهم أصبح السبئيين والجرهائيين أغناهم جميعهم (العرب)”، يقول المؤرخ اليوناني الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد أجاثر خيدس:”سلع وفلسطين حيث الجرهائيون والمعينيون وكل العرب الذين يعيشون في المنطقة يجلبون البخور من الأراضي المرتفعه، كما يقال، وكذلك منتوجاتهم العطرية”، تلك الكتابات تنظر إليهم كعرب مثل الشعوب العربية الأخرى وإن كان سترابون ذكر بعض السكان دون آخرين، وتم اكتشاف عدد من النقوش في جزيرة ديلوس اليونانية لتاجر من جرهاء اسمه “تيم اللات ” وهو اسم عربي بلا شك، قام هذا التاجر بتقديم قرابين للآلهة[4]، وكان قد تم اكتشاف معبد معيني كذلك في جزيرة ديلوس.

1.

2. 4 . ^ Arabia and the Arabs: from the Bronze Age to the coming of Islam, Robert G. Hoyland. p.25‏

نقل المعلومة يجب أن يتصف بالمصداقية وإلا سقط مستوى الكاتب بنظر القراء،

موقع المدينة

موقع المدينة غير معروف على وجه الدقة مع العلم أن المدينة لاتطل على البحر مباشرة بل لها ميناء على البحر وتقع بدورها داخل اليابسة. وقد أثبت الباحث عبد الخالق الجنبي في كتابه [2] أن مدينة “جِـرَّه”، المدينة الأسطورية المفقودة، هي مدينة هَجَر بعينها. وأن مدينة هَجَر كانت تقع عند الركن الشمالي الغربي من جبل القارة، وأنّ بقايا آثارها لا زالت تشاهد حتى الآن بالقرب من مغارةٍ كبيرة تُعرف باسم مغارة العيد والمكان معروف إلى الآن باسم الكوار

[3].
1.

2. 2 . ^ عبد الخالق الجنبي، جِرّه: مدينة التجارة العالمية القديمة

3 . ^ عدنان الغزال، هجر هي مدينة التجارة العالمية القديمة “جِرَّه”: مراجع إغريقية ورومانية لتأكيد اكتشاف الجنبي التاريخي، جريدة الوطن، الأحد 29 جمادى الأولى 1430 ـ 24 مايو 2009 العدد 3159 ـ السنة التاسعة.

أنا أستغرب لماذا تحاول الكاتبة مجانبة الحقيقة في الوقت الذي تكون فيه غير مُلزمة بذلك، أي لماذا تحشر نفسها في موضع لا تُحسد عليه، قرأتُ كل ما كُتب في الموسوعة، فلم أجد ما ذهبت إليه الكاتبة وما أتهمت به الكلدان، إنه تجني على التأريخ، ومجانبة للحقيقة على حساب المبادئ، فلم يذكر في هذه الموسوعة بأن موطن الكلدان الأصلي هو الجرهاء، عجبي على ماذا استندت في إدعائها؟ وهل هناك شئ يجبرها على تغيير الحقائق والوقائع؟

إن كان العلماء والمفكرين يرون بأن موقع المدينة غير معروف كيف أستدلت الكاتبة على موقع المدينة؟ أليس هذا إعتداءاً صارخاً على الكلدان وتاريخهم؟ ولماذا؟ اتساءل ما هو ثمن ذلك؟ هل هو إكتشاف جديد لم يصله سترابون ولا غيره من العلماء؟ أم إثارة ضجة في مثل هذا الوقت مع قرب موعد الإنتخابات؟ أم هو رد على النشاط القومي للتنظيمات الكلدانية ومن ضمنها التجمع الوطني الكلداني الذي حقق إنتصارات وقطع أشواط كبيرة في إبراز الحقائق وإفهام الراي العام وإطلاع القادة العراقيين على حقيقة الكلدان الأصيلة؟ إنها غاية في قلب من يكتب.

وما الذي حدا بالسيدة الكاتبة أن تسكت طوال هذه السنين لتظهر على الملآ بمقالة، تريد من خلالها أن تبحث في أغوار تاريخ الكلدان، وهل كانت المقدمة هي كذلك الوعاء المملوء سماً والمغطى بطبقة خفيفة من العسل؟

أتمنى على الكاتبة أن تترك الكلدان وشأنهم وتركز جهودها للبحث عن تاريخ المجلس الشعبي ذو التسمية القطارية، ومن أين أتى المجلس الشعبي، ومن هو أول جد حمل التسمية الثلاثية، وما هي آثار الشعب الكلداني السرياني الآشوري؟ وأين كان يسكن والمؤرخين الذين كتبوا في ذلك .

أين نجد الصدق؟

نحن في حيرة من أمرنا، مَنْ نُصَدّق؟ العلماء أم كاتبة المقال ؟ سترابون وغيره يقول:ـ

وبسبب موقع مملكة جرعاء الجغرافي المهم، وثرائها الفاحش، وسيطرتها على الملاحة في منطقة الخليج العربي؛ غدت عرضة لهجمات الغزاة والطامعين في ثرواتها، وفي مركزها الستراتيجي الممتاز. ففي أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وحين أصبحت مملكة بابل جزءاً من الإمبراطورية الآشورية (911 – 612 ق.م) توجهت الجيوش الآشورية إلى جرعاء فاستولت عليها وضمّتها إلى الإمبراطورية. غير أن أهل جرعاء ثاروا على الآشوريين في عهد ملكهم سنحاريب (750 – 681 ق.م)، لكنه استطاع أن يقمعهم ويأتي بهم أسرى إلى بابل(19).

النفوذ الكلداني

وذكر المؤرخ >سترابون< أن الجرعاء مدينة تقع على خليج عميق، سكنها الكلدانيون (635 – 539 ق.م) الذين سكنوا بابل أولاً(20).

وذكر >المسعودي< أن >جرها< مدينة أسسها مهاجرون كلدانيون من أهل بابل(21).

والأرجح أن الكلدانيين مدّوا نفوذهم إلى الساحل الجنوبي للخليج العربي وسيطروا على ميناء الجرعاء.

والمعروف أن موقع الجرعاء استراتيجي، وكان ينافس موانئ سهل العراق منافسة شديدة في التجارة الشرقية القادمة من الخليج العربي؛ إذ يمكن أن ينتقل عن طريقها قسم من هذه التجارة في مسالك إلى داخل الجزيرة العربية، ومنها إلى بعض موانئ البحر الأحمر، أو إلى بلاد اليمن(22).

ويقول المؤرخ الروماني >سترابو< أن تجارة جرعاء كانت مزدهرة جداً، وأنها كانت تتعامل تجارياً مع بابل… وكانت البضائع التي يستوردها أهل بابل من جرعاء، تتألف من التوابل واللبان، والتي كان البابليون يستهلكون منها كميات كبيرة(23).

وثم يستمر الحديث …………..

الخلاصة

1- قامت على ساحل الخليج العربي، وفي منطقة البحرين مملكة عربية عرفت باسم >مملكة الجرعاء< أو >الجرهاء<، وقد ورد ذكرها في المدونات الأكدية والبابلية والآشورية باسم >مملكة البحر< نسبة إلى الخليج العربي.

2- تقع مدينة >جرها< أو >الجرعاء< على مقربة من >العقير<، وتعرف اليوم باسم >أبو زهمول< في منطقة القطيف، التي يقال أن خرائبها هي بقايا مدينة جرعاء.

3- غزا الآشوريون مملكة الجرعاء في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وضموها إلى إمبراطوريتهم المترامية الأطراف، لكن أهل الجرعاء ثاروا على الملك الآشوري سنحاريب (750 – 681 ق.م) طلباً للحرية.

4- سكن الكلدانيون (البابليون الجدد) في الجرعاء، خلال الفترة (635 – 539 ق. م)، ويرجح أن الكلدانيين مدوا نفوذهم إلى الجرعاء وسيطروا على مينائها، لأنها كانت ذات موقع استراتيجي، وكان البابليون (الكلدان) يستهلكون كميات كبيرة من التوابل واللبان عن طريق الجرعاء.

5- غزا الجرعاء الملك السلوقي >انطيخوس< الثالث (223 – 187 ق. م) ولما قدّم له الجرعائيون الهدايا عدل عن الغزو وعاد أدراجه إلى عاصمته سلوقية. وقيل أن الملك السلوقي المذكور عاد لغزو مملكة الجرعاء، ولم يخرج منها إلا بعد أن اتفق مع أهلها على دفع الجزية.

6- لم تلبث الجرعاء أن تعاظمت واتسعت وطبقت شهرتها الآفاق، فأصبحت مركزاً هاماً من المراكز التجارية، وسوقاً من أسواق العرب المهمة، وملتقى القوافل القادمة من أنحاء الجزيرة العربية والعراق والشام.

كما كانت الجرعاء تستقبل السفن المحملة بصنوف البضائع والسلع، والقادمة إليها من الهند والسواحل والأفريقية؛ لتفرغ حمولتها في أسياف الجرعاء، حيث يعاد من هناك تصديرها عن طريق البر إلى موانئ البحر المتوسط، وإلى مصر بصورة خاصة.

7- كانت الجرعاء تقوم بإعادة تصدير منتجات بلاد البحر المتوسط والعراق إلى جنوبي الجزيرة العربية وأفريقيا والهند، وكانت السفن العائدة إلى مملكة الجرعاء تدخل مياه دجلة التي تصب في الخليج العربي في مصب يختلف عن مصب الفرات فيه، فتصل إلى جنوبي بغداد تماماً، وعند شاطئ مدينة سلوقية التي تقع آثارها الآن على مقربة من منطقة >الدورة< الحالية.

8- كان من نتائج اتساع الملاحة والتجارة في مملكة الجرعاء، أن اشتهر أهلها بالثراء والترف والبذخ المفرط؛ فقد ذكر بعض المؤرخين القدامى، أن الجرعائيين كانوا يكنزون الذهب والفضة والأحجار الكريمة، وأنهم كانوا يصنعون بعضاً من أدواتهم المنزلية من الذهب، كالأقداح والأواني والملاعق وغيرها، كما كانوا يرصعون سقوف منازلهم وأبوابهم بالذهب والأحجار النفيسة.

الهوامش:

(18) سليم طه التكريتي: مرجع سبق ذكره، ص71.

(19) المرجع نفسه، إبراهيم شريف: (الموقع الجغرافي للعراق)، ص168.

(20) الدكتور سامي سعيد الأحمد: مرجع سبق ذكره، ص335.

(21) المسعودي: (التنبيه والأشراف)، مكتبة خياط، بيروت، 1965م، ص1 – 2 – 7 – 31 – 50 – 56، ومواضع أخرى.

(22) الدكتور إبراهيم شريف: (الموقع الجغرافي للعراق)، مطبعة شفيق، بغداد، دون تاريخ، ج2، ص185 – 186.

(23) سليم طه التكريتي: مرجع سبق ذكره، ص71.

وهذا منشور على الرابط أدناه، فمن يريد الإستزادة فعليه بالرابط التالي

http://www.alwahamag.com/?act=artc&id=264

وفي موقع ” سوق هجر

http://www.sooqhajr.com/Content.aspx?CID=27&MI=5

يقول عن الجرهاء:ـ يعتقد بأنها تقع بين المبرز والبطالية، وكانت عاصمة الإحساء قبل الميلاد، اسسها الكلدانيون.

إذن لم تكن موطن الكلدان الأصلي، بل أكتشفها الكلدانيون وأسسوا مدينة هناك في ذلك الموقع وسموه الجرهاء.

لا أريد الإستمرار في كشف النقاط المجانبة للخقيقة أكثر من هذا، عسى أن تعود الكاتبة لتصحيح ما أوردته من معلومات، مع شكرنا وتقديرنا

مع تقديري وإحتراماتي

13/3/2012

You may also like...