ألقوش مركز ثقل الأمة والعجبُ، والكلدان شعبها الطيْب


في مقال مقـتـضب بعـنـوان – في الأعـمال الجـيـدة والأفـعال النافـعة…. – للأخ صبري إسـطـيفانا نشره بتأريخ 6 أيار 2012 في موقع (ألقـوش نـت) الأغـر موقِـعُ الجـميع، وفـي خاتمته يقـول:
((إنّ مَن يكـتب موضوعاً عاماً يخـص البلـدة أو المجـتمع أن يكـتب بشكل عـلمي وواقـعي ومـدروس لأن روح الصدق وذكـر الحـقـيقة هي العـمود يستـنـد عـليه لـتـصديقه مِن قِـبَـل الناس وعـلى الكاتب أن يتـجـرد من العاطـفية والعـنـصرية والقـبلية وما شابه ذلك والإلتـزام بـذلك تـوصله إلى الكـتابات الصادقة والعـلمية والهادفة التي تـفـيد الناس وأن يكـتب عـن رجال وشخـصيات من أبناء بلـدتـنا وشعـبنا وإزالة الغـبار عـن الذين طـوى عـليهم الزمن بسبب الإضطـهاد الذي مـرّ به أبناء بلـدتـنا وشعـبنا قـومياً ودينياً وطبقـياً خلال فـتـرات طويلة من الزمن” ليس الغـرض إلا التـنبـيه وحـسن النية “)) إنـتهى.
ويسـرّني أن لا أتـطـرّق إلى السباكة البلاغـية في مقاله والتي تحـتاج إلى الصقل وإنما أشـيـد بطـلبه المنطـقي وبجـملته الأخـيرة التي تـنـمُّ عـن حـسن النيّة حـين قال “ليس الغـرض إلا التـنبـيه وحـسن النية” ويا حـبـذا لو كان لجـميعـنا حـسن النية نـفـسها.
بتأريخ 1 تـمـوز 2007 كـتبتُ ردّا عـلى مقال لأستـاذي المرحـوم نوئيل قـيا بلو، يستـحـق البحـث عـنه في (google) وقـراءته والتـعـليق عـليه إنْ أمكـن، أوردتُ فـيه ما يلي:
ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ، هي الشـُعـراء والأدبُ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ، فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ………. إنّ شعـباً كالألقـوشـيّـين ليس سـهـل الهـضم، وإذا تـسـلل يهـوذا بـينهم والثلاثين فـضة بـيديه، فإنه سيشنـق نـفـسه في نهاية المطاف قـبل عـيد القـيامة.
أخي العـزيـز صـبري:
قـف معي فـوق قـمة جـبل ولمسافة عـن ألقـوش أو تخـيَّـل نـفـسك فـوق كـوكـب يتيح لك رؤيتها، أنـظـرها وتأمَّلها مستعـرضاً ما شاهـدته خلال حـياتك عـلى أرضها، وما لاحـظـته في رجالها ونسائها وأحـداثها، وما تـتـذكــَّـره من تأريخها الذي تـناقـله أجـدادنا عـنها في قِـدَمِ أيامها سـترى صورة ﭙانـورامية فـيها، تخـتـصر لك أتعاب البحـث في بـطـون تأريخها، سـترى مَـشـرقِـنا في ألقـوش بما مضى من جـمال ماضيها، وتحـزن لحاضرها المؤلم الذي يُـقـدَّمُ اليوم كـرأس يوحـنا عـلى طـبق مِن صُـنـْـعِها، إلى الـ بـيـﮒ هـيرودس لتـفـرح هـيروديّـتها، وغـداً سـترى يهـوذا يُـمهـِّـد لموكـبها إلى – بـيت حَـنـَّـنـْـيا – حـيث يُـنسج إكـليل الشوك عـلى هامتها، وتــُـصلب فـوق جلجلتها والقـبر مُهـيَّأة لها والغـرباء يحـرسونها، ماذا يفعـل اليافع يوحـنا ومريماتها، والعـمـدة ﭙـطـرس ينـكـرها وتوما يشـكّ بها! ورجالٌ هـربـوا منها، ولكـنـكم!! أنـتم القـليل من ملحها وخـميرتها ونحـن بـيادرها، نـتـفاءل سـويّة حـين نـودّع مساء الجـمعة والشمس عـند مغـيـبها، فيأتينا الأمل في السبت ونـورها، حـين يموت الموت قـبل شـروق الشمس في يوم أحـدها باني هـيكـلها، حـين تـزلزل الأرض فـتـنـصهـر الأخـتام وتـتـقـطع الأوصال ويُـدحـرَج حـجـرها وعـنـدئـذ تـكـون عـلى سـواعـد جـميعـنا قـيامتها.

بقـلم: مايكل سـيـﭙـي
سـدني – 7 أيار 2012

You may also like...