ألــم العم بطرس والشاب عماد من مذبحة صوريا الكلدانية ومذكرة البرازني عنها الى الامم المتحدة

المتحدث في هذا المقال هو الكاتب السوداني شوقي بدري الذي كتبَ وأرخَ وصورَ لهذه المذبحة .
في 16 سبتمبر 1969 حدثت مذبحه صوريا فى بدايه وصول صدام للسلطه . فلقد انفجر لغم فى سياره عسكريه بالقرب من قريه صوريا . وبالطريقه النازيه التى كان يمارسها الالمان فى البلاد المحتله اتجه الجيش لاقرب قريه وجمعوا كل الناس وطلبوا منهم ان يأتوا بمن وضع اللغم . ولم يشفع لهم قولهم بانهم فلاحون مسيحيون ليس لهم درايه باستعمال السلاح . وتصادف ان كان القس فى زياره من الموصل التى تبعد حوالى 100 كيلو متر فحاول ان يتوسط ويناشد الضابط عبد المجيد الجحيش فقال الضابط لرجاله
( هذا الكلب الاسود ارموه اولاً ) . اشاره الى الرداء الاسود  الذي يرتديه القس
ويكمل الاستاذ شوقي قائلا…
فى زيارتى للقريه تحدثت مع العجوز بطرس كوركيس والشاب عماد , ووسط شعور الالم والاحساس بالمراره تكونت عندي صوره واعطونى كتيب مذبحه صوريا وان كان باللغه الكردية . وما عرفته منهم ان ابنه المختار ليلى اندفعت تستجدي الضابط عبد الكريم لكى لا يقتل والدها المختار , الا ان الضابط اطلق النار على والدها وصرعه فهجمت ليلى عليه وانتزعت رشاشته فقام احد الجنود بقتلها وعقاباً لها أُلقيت فى النار بعد ان احرقوا القرية .


صورة العم بطرس كوركيس الذى لا يزال يحمل احزان وجراحات الماضى

ولنستمع الى ما يقوله)  البرزانى فى مذكرته الى هيئه الامم المتحده  ( فى التاسع عشر من شهر آب تم احراق 29 امرأه و37 طفلاً وطفله ورجل عجوز فى قريه دكان التى تقع فى الشمال الشرقى من الموصل عندما هاجم الجيش قريه هؤلاء المساكين هربوا ملتجئين الى كهف مجاور فادركهم رجال الجيش هناك وسيطروا على المدخل ثم جمعوا حطباً وكدسوه داخل الكهف ثم صبوا عليه البترول وارتكبوا افظع جريمه وهى احراقهم احياء . من بين الضحايا طفلاً يدعى ابشار رمضان يقل عمره عن الشهر الواحد وتجدون هويرى عيسى الذى تربو سنه عن الثمانين .
وابيد فى يوم 16 ايلول 97 مواطناً قتلاً وجرحاً هم كل سكان قريه صوريا غرب زاخو على نهر الخابور . وقذف الجنود بالاطفال منهم وهم فى مهودهم الى الماء فغرقوا فى النهر. وكان القس الكلدانى حنا قاشا بين القتلى ايضاً .
من اللذين نجوا من المذبحه الطفل سمير الذى لم يزد عمره عن اربعين يوماً وجدوه حياً بين الجثث فى اليوم الآخر وكانت امه قد حمته بجسمها . اما والده منصور وشقيقته سميره فلقد تصادف انهم كانوا فى بلده زاخو الكبيره . واخبرنى ايشو حنا الذى صار رئيس عرفاء فى الجيش العراقى وحصل على ثلاثه انواط شجاعه . انه كان يقابل والد سمير منصور فى بغداد وكان يدفع عربه ويبيع ( اللبلبي ) وهو الحمص المغلى . ثم هاجرت الاسره فيما بعد الى فرنسا .
من قائمه الاسماء والصور فى كتيب مذبحه صوريا يبدو ان اسر قرية صورية قد فقدت كل اعضائها فلقد حسبت عشره صور لهم وهذا طبعاً لا يشمل اللذين لم تتوفر لهم صور . كل هذه الفظائع والجامعه العربيه او الدول العربيه لم تحرك ساكناً . والاعلام العربى لم يهتم ولن يهتم .
وقبل ان انهي المقال بصورتين لقرية صوريا اتركها لكم وبدون تعليق.
لابد ان اسجل بعض من الاسئلة والاستفسارات, هل سنترك الذكرى الاربعين تمر مرور الكرام بدون تسليط الضوء عليها ؟؟؟ وهل سينصف دستور اقليم كوردستان الكلدان بعد ان امتزج دمهم بتراب العراق وباقليم كوردستان ؟؟؟ ألم يذكر البرزاني بمذكراته الى هيئة الامم المتحدة هذه المذبحة التي طالت القرية الكلدانية ويذكر القس الكلداني الشهيد حنا قاشا ؟؟؟ الا يوجد كتيب باللغة الكردية يتحدث عن هذه الفاجعة ؟؟؟ ولنتامل بالصورتين ادناه بعض الشيء……..المجد والخلود لكل الشرفاء الاحرار الشهداء  في عراقنا الحبيب والذي كان للكلدان نصيبا بهذا الشرف الكبير .
م / يرجى لمن لديه نسخة من الكتيب باللغة الكردية عن مذبحة صوريا المشار اليه في المقال  تسليمه الى وزارة الشهداء والمؤنفلين والجهات المختصة التي فتحت المقبرة الجماعية لهذه المذبحة .
المقال اعلاه تم نشره ضمن الحملة التي اطلقت هذه الايام للتضامن مع شهداء صوريا وهو جزء من مقال تحت عنوان صور وشواهد تتكلم اليوم عن مذبحة صوريا الكلد نية  بعد 40 عام ؟؟؟ والذي نشرته العام الماضي ضمن العمل الاول الذي قام به الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان لذكرى الاربعين لهذه المذبحة والذي كان الشرارة الاولى لكي تفتح مقبرة هولاء الشهداء الكلدان اليوم ليتم تعريف العالم بالظلم الذي تكبده المكون الكلداني  العراقي الاصيل .
للاطلاع على المقال كاملة وبقية تفاصيل هذه المذبحة
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,345894.msg4166476.html#msg4166476
سيزار ميخا هرمز – ستوكهولم
عضو الهيئة التأسيسية للاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان
cesarhermez@yahoo.com

You may also like...

1 Response

  1. بطرس آدم says:

    يتبادر الى ذهن المرء من هذا الكم من الشجب والأستنكار لهذه الجريمة النكراء وما يتخلله من تجاوز على الكرامات من قبل بعض السادة المعلقين هذه الجريمة التي تمت بحق أناس آمنين مسالمين كل ذنبهم أنهم كانوا وسط ساحة معركة بين قوتان غاشمتان لا تعير أية أهمية لحياة الأنسان في سبيل الوصول الى أهدافها, الحكومة كانت تهدف القضاء على ما تدعوه التمرد الكردي, والأكراد كانوا يدعون الدفاع عن حقهم المشروع , والقرى المسيحية كانت تعيش بين هذين النارين , مطرقة الحكومة وسندان الأكراد, فالحكومة تتهمهم بالتعاطف مع الأكراد ومساعدتهم خفية , والأكراد يعتبرونهم عملاء للحكومة وهم في الحقيقة يبذلون جهدهم في تجنب شرّ الطرفين.
    كانت مجزرة صوريا نتيجة لهذا الوضع , حالة الصراع الدموي بين الحكومة والأكراد, ذهب ضحية ذلك ( 49 ) نفسا بريئة كل ذنبها أنها صادف وجودها في ساحة المعركة بين الطرفين, أنها جريمة بحسب القوانين الوضعية والسماوية , جريمة لأن ضحاياها أبرياء , بل مسالمين , كانوا في المرات السابقة عندما تمر قافلة الجيش بقريتهم وهي في طريقها الى قاعدتهم في قرية فيشخابور, يستقبلونها بتقديم الماء البارد و( الشنينة ) للضباط والمراتب للشرب سواء في الذهاب أو في العودة وكان هذا الوضع في السنوات السابقة , فقد مرت هذه القافلة نفسها مئات المرات سابقا ولم يحدث أي حادث .
    وهنا يتبادر الى الذهن سؤال أحتمالي , ترى لو لم يزرع اللغم في ليلة ذلك الحادث في طريق القافلة , أو حتى لو لم ينفجر اللغم ويودي بحياة عدة عسكريين , هل كانت هذه الأرواح البريئة قد لاقت وجه ربها ؟ أم كانوا للآن يعيشون بيننا , ولعل معظمهم كان سيكون لديه الآن العديد من الأولاد والأحفاد ؟ أن الحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن هذه الجريمة التي نفذها أحد ضباطها, ومسؤوليتها ثبتت لتخاذلها عن أتخاذ الأجراءات القانونية بحق الفاعل , غير أن المسؤولية من جانب آخر تقع على الطرف الكردي الذي زرعت عناصره اللغم قرب القرية الآمنة , فأذا كنا ننشد الحق والعدالة علينا أن لا نتهم طرف ونغض النظر عن الطرف الآخر.
    واليوم ولمناسبة فتح مقبرة شهداء صوريا, تزاحمت أقلام البعض تحاول تجيير هذا الحدث المأساوي لصالح أجندتها سواء كانت هذه الأقلام آشورية أو مجلسيّة. لقد عاش المجرم عبدالكريم الجحيشي في مدينة دهوك الى بداية التسعينات وهو بمنصب آمر قاطع الجيش الشعبي في محافظة دهوك ووصل الى رتبة عقيد وهو في منصبه لعدة سنوات في معقل الأحزاب الكردية آمنا مطمئنا, فما الذي حدث الآن لذرف هذه الدموع على المسيحيين المضطهدين ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *