أطلقوا سراح أحبائنا /المحاكم الكنسية رجاء -ح4 : للتاريخ لسان

تَسنّم مثلث الرحمة البطريرك روفائيل الاول بيداويد البطريركية عام 1989 – 2003 حيث انتقل الى الاخدار السماوية في 7/تموز، طبعاً لم يتكلم احد من زملاءه عنه في مناسبة انتقاله ولو بالصلاة على روحه الطاهره الا نادراً جداً! وهذا ديدنهم مع باق من تركونا منهم كمثال لا الحصر “مناسبة وفاة المرحوم العلامة الدكتور يوسف حبي” الذي قررنا تخصيص منتدى خاص لاعماله في موقع الهيئة العالمية للدفاع عن سكان مابين النهرين الاصليين، عرفاناً بجميله لما قدمه من ثقافة وادب وروحانيات وفلسفة واجتماعيات لنا ولباق طلبته وزملاءه والاجيال القادمة وخير دليل على كلامنا منشوراته ودراساته وبحوثه ومؤلفاته التي تجاوزت الـ 4000 مساهمة في جميع الاختصاصات، ولحد يومنا هذا لا يوجد احد مطلقاً ان يضاهيه بعلمه وثقافته وايمانه بالتعدد والتنوع، اذن لماذا نرى هذه الحالات صعبة وليس في محلها؟ يكون الجواب داخل تركيبة المؤسسة!

المحاكم الكنسية في عهد “بيداويد”

من بين الاعمال الجليلة التي يُذكر فيها مثلث الرحمة اضافة الى عقد مؤتمر 1995 في عهده هو تأسيس المحاكم الكنسية التي تنظر في أمور المؤمنين، وخاصة حالات (الفراق) ولا نذكر الطلاق لاننا نعرف معنى الجملة “ما يجمعه الله لا يفرقه انسان” والحقيقة العملية ليست كذلك مطلقاً، كون معظم (بنسبة 99.99%) نتيجتها حالة فراق دائم بالمفهوم الكنسي (يعطى قرار الفراق للمدعى ويبلغ المدعى عليه ويطلب فيه مدة معينة – 3 سنوات مثلا – لامكانية الرجوع والتفاهم ) ولكن كما اكدنا النسبة اعلاه هي واقع معاش

المحاكم الكنسية بعد 1995

في بداية المحاكم الكنسية حددت الحالات التي تنظر بها هذه المحاكم بعد ان وضع لها نظام خاص تسير بموجبه لحل اشكالات المؤمنين الاجتماعية، وكان لتشكيل اللجان الاجتماعية بمشاركة العلمانيين من ضمن واجبات المجالس الخورنية، ومن اهدافها عدا الاستقرار الاسري رفع الضغط عن المحاكم الكنسية باعطاء فرصة للتصالح والتفاهم وحل الامور بالطرق السلمية – اي قبل وصولها الى المحاكم الكنسية – وبما يخص الموضوع في منطقتنا – الميكانيك واسيا والصحة – تم التصالح بين 34 حالة فراق على يد المشرفين على التوالي – الاب المرحوم د.يوسف حبي – الاب (المطران حالياً) لويس ساكو – الاب فريد كينا – وانتهت مهمتنا الاجتماعية التي دامت اكثر من 9 سنوات باستلام الاب سالم ساكا الذي كان من ضمن محكمة البداءة الكنسية عندما جاء من روما! واعتقد اليوم انه رئيس محكمة التمييز الكنسية! بدلاً عن المرحوم يوسف حبي الذي أَمرَ وبحضوري وامام الكثيرين “ان اية قضية تصل الى محكمة التمييز وجوب ان يوقع عليها قبل مرور شهرين فقط لا غير” وكان هذا وعد منه، ولكن اليوم نطالب باطلاق سراح أبنائنا وبناتنا (أحبائنا) المسجونين لديكم

اطلقوا سراح أحبائنا

نعم هناك مئات بل الالاف من أحبائنا – من الجنسين – مسجونين لديكم يا محاكمنا الكنسية – السجن الروحي والمعنوي والنفسي هو اخطر من السجن الجسدي! ان كنتم سجنتموهم جسدياً كان اوجه واحسن بكثير من تأخير معاولاتهم وقضاياهم مدة لا تقل عن سنة ونصف وقسم منهم وصل بهم الامر الى اليأس بعد مرور اكثر من 6 سنوات و7 سنوات واكثر!! لا تتعجبوا ايها الاخوة من القراء والمتابعين اننا لا نكتب شيئ بدون امثلة وبرهان وهذا ما عاهدنا عليه زملائنا واخواننا وقادتنا الحقوقيون! اذن عندما يسجن شخص ما باية جريمة فالقانون ينص على لا يجوز احتجاز وبيان موقف المتهم خلال 24 ساعة فقط ! عندها يقرر القاضي اطلاق سراحه من عدمها! هذا بالنسبة للمتهم وهو بريئ لحين ادانته

سقنا ذلك لنقارن بين مؤسسة مدنية تتبنى حرفية القانون ومؤسسة دينية تتبنى الرحمة والمحبة واخلاقية حب وخير وجمال، اذن نحن امام حالة قرار محكمة (غير معلن) بسجن شابة بعمر الزهور أرادت ان تعيش بقية عمرها في بحبوحة الغرب التي افتقدتها في موطنها وخاصة بعد ان تغّيرت الظروف بعد 2003 خاصة بالنسبة للامن والامان والماء والكهرباء والعوز والهجرة والتهجير والقتل والبطالة ونقص كرامة الشخص البشري والتفكير في مساعدة الاهل عند الزواج من المهجر،،،،الخ – ولكنها تصدم بواقع مرير جداً بحيث اصطدمت بواقع غير الخيال الذي ضَحَكَ عليها العريس – فكان له زوجة وطلقها خلال لحظات وكان منها طفل او اكثر – مصاب بمرض معدي – مصاب بانفصام الشخصية ويراجع طبيب نفسي – له اكثر من صديقة (الصديقة في الدول الغربية تعني زوجة بدون زواج رسمي) – او انه غير قادر على الزواج بسبب رجوليته الناقصة ويعاني ما يعانيه ويأتي ليتزوج من الوطن لتكون ممرضة له او خادمة —– وكثير هي الحالات وكما هي معروفة للجميع كواقع معاش

وسؤالنا الاكبر هنا هو: هل تساهم محاكمنا الكنسية في زيادة معاناة شاباتنا وبعض من شبابنا وذلك في عدم اتخاذها لقرار الفراق طول هذه المدة؟ مهما كانت الاسباب الموجبة والتي نعرفها ويعرفها الكثيرين لا تستوجب كل هذه المدة وباية حجة كانت، لاننا نرى ان نسبة المعاناة وتأثيراتها هي اكبر من اية فكرة فكرة اخرى! واليكم امثلة على حجم المعاناة مقابل الحجة او الحجج الاخرى المعروفة (هل ترضى اختك او احدى قريباتك ان تزوج من مهاجر ويتضح انه يعاني من مرض معدي او انفصام بالشخصية او مدمن على المخدرات او له اكثر من صديقة (زوجة) وتطلب منكَ فراقها منه وجنابك تطبق القانون ويمر اسبوع واسبوعين وتقول تعالي بعد اسبوع آخر وبعدها خابري بعد اسبوعين وبعدها بعد شهر وتمر الشهور والسنين دون جدوى!!! بالرب عليكَ سيدي هل تقبل بأن تنجرف الى طريق آخر؟ ام تريد ان اخيراً ان تقع في حضنك؟ وبعدها يقولون ان فلانة او فستانة خرجت من الطريق! وان حدث ذلك (وحدثَ فعلاً ولكن الشريفة تبقى كذلك بالرغم من كل الظروف) قلنا وان حدث الا تكون جنابك، انتَ صاحب القرار وبالتالي المؤسسة الكنسية قد ساهمت بشكل او بآخر في انحراف الكثيرات او يأس او عدم زواج كونها تنتظر ايام واسابيع وشهور وسنين لكي تقرر المؤسسة واعطائها مطلق الحال مرة اخرى؟ ماذا تقولون ان ذهبت الى الكنائس الشقيقة والصديقة ايضاً؟ ماذا ان ذهبت الى غير مذهب او دين؟ الا تساعدون في خرق الشبكة وقطع بعض خيوطها بحيث تكون الفتحة التي ساعدتم في اتساعها كبيرة يلوج بها الغريب؟ اليست كنيستنا شاهدة وشهيدة؟ اين شهادكم ؟ اليس الملكوت الان؟ هل هذا ملكوتكم بالنسبة لاحبائنا وبناتنا؟ لا يا اخوتي وزملائي واساتذتي ان الصراحة مؤلمة ونحن يُشهَدْ لنا بصراحتنا ونقول: انكم تحفرون في نعش المؤمنين وبالتالي الكنسية ان لم تأخذوا قرارات شجاعة بانهاء معاناة اللاتي (الاكثرية) ينتظرون في بيوت اهاليهم داخل الوطن وبعضهن في دول الجوار اللاتي يتعرضن لشتى وسائل الاغراء وخاصة انهن يعشن في العوز والفقر، واجبكم الروحي والاخلاقي ان تساعدوهن بانتشالهن من هذا الواقع المعاش

كيف ذلك؟

اولاً: الاعلان عن تحديد مدة انهاء الحالات الموجودة حالياً في المحاكم الكنسية – مدة شهرين مثلاً

ثانياً: تحديد مدة اتخاذ القرار المناسب ب 6 أشهر مثلاً من تاريخ تقديم الطلب – لا ننسى اننا اليوم نعيش التطور العلمي والتكنلوجي ووسائل الاتصالات، اذن 6 أشهر مدة اكثر من كافية

ثالثاً: اتخاذ قرار او قانون او مادة او فقرة من ضمن القانون في حالة ان تزيد المدة اكثر من 6 أشهر على المؤسسة الكنسية الالتزام بمعونات ومساعدات مادية وغيرها لحين اتخاذ القرار بذلك

الاسباب الموجبة: مادامت المؤسسة غير قادرة على حسم القضايا المطروحة امامها عليها واجب حماية شعبها من الانحراف (المسيح ترك 99 وذهب يفتش عن الواحد المفقود) ونحن اليوم نعكس الاية بعدم اتخاذنا لقرارات مصيرية تخص آلاف الحالات

لابد من امثلة واقعية

اكدنا باننا عشنا وتابعنا حلات كثيرة ولكن نضرب امثلة بثلاث حالات

الاولى: بنت (ب) اقل من 18 سنة تم تزويجها بشخص (ش) اكبر منها عمراً بـ 15 سنة، وقبلت الفتاة على مضض لانه آت من احدة الدول الغربية وهناك الدولاات وتدفئة وتبريد،،،الخ، وفي ليلة الدخلة لم يقدر ان يفعل شيئ! وراجع الطبيب في العراق واعطوه ابرة لذلك، وكانت هذه المرة الاولى والاخيرة! وعندما عرض الموضوع علينا تابعناه بكل شفافية وظهر صدق قول الفتاة! وبدأنا بالاجراءات وكانت الفتاة تعمل ضمن الاخويات!! ولكن معاملتها اصبحت عند المحاكم سنتين وشهر

ثانياً: احد المؤمنين ضبط زوجته في حالة زنى! لزمة يد كما يقولون! ولكنه طلبوا من عنده الشهود!! من اين يجلب الشهود؟ وبقيت معاملته 7 سنين او اكثر، وكانت في البداية عند المرحوم يوسف حبي وكنت الوسيط! وبعد موته انتقلت الى آخرين، لا داعي للتفاصيل

الحالة المعاشة اليوم

ثالثاً: اليوم نعيش حالة كشخص وكمجموعة: زميلة لنا من داخل العراق (د – آ ) خطبها (إ – ه ) مهاجر يسكن فرنسا، فكان رأينا بالموضوع (تتحرى جيداً عن زواجه من عدمه – عن تعاطيه المخدرات – عن الامراض السارية وخاصة في المجتمع الغربي – عن اصابته بمرض معين) واخيراً قررت زميلتنا (عضو هيئة العراق) الزواج والسفر الى فرنسا، وكان الزواج في العراق خلال 25 يوم فقط، وبعد سفره تمكنت لفراستها من اكتشاف انه مدمن على تعاطي الحبوب وله اكثر من زوجة (صديقة) ومصاب في انفصام الشخصية،،، اي كل ما طرحناه لها سابقاً، مصاب به، وقد خبأ ذلك عليها، وبعد اكمال المعاملة من اجل ان تسافر له (الى فرنسا) طرحت الموضوع للنقاش داخل اسرتها، وبالرغم من رايها الذي كان يصب بعدم السفر الا ان اقتراح اهلها كان وراء سفرها مستندة على (ان زواجنا هو زواج مسيحي – ومريم العذراء عانت وقاست ورأت ابنها وهم يصلبوه فتقارن نفسها مع مريم؟ – اضافة انه يمكن ان تكون سبب في شفائه من امراضه وهذا في قمة السمو والتضحية – وهكذا ركبت الطائرة على هذه الاحلام، وعند وصولها تبين خلال ثلاثة اشهر او اقل ان حالته ميئوس منها بالرغم من محاولاتها المتكررة لانقاذه، ولكنه تمادى كثيرا واعتبرها احدى نزواته فقط وحاول ان يهبها كسلعة، ومنعت عنها الاتصالات ولكنها اخيرا تمكنت من الاتصال باحدى رهبانياتنا وتمكنوا من اخراجها من سجنها الى العراق، وبقي صاحبنا وكان شيئ لم يكن يمارس هواياته ويبلع حبابيه ويوم ماشة وعشرة طماشة، ومحاكمنا الكنسية تصطف معه بصورة او باخرى عندما تُطيل قرارها بانهاء معاناتها!

واليوم تعاني كثيراً جداً مما كانت عليه سابقاً ، ولولا زملائها واهلها وصديقاتها الذين لا يتركونها لحظة من اجل رفع المعاناة عنها وما عانيته سابقاً وما تعانيه اليوم اعظم وهو جرجرة المحاكم الكنسية لموضوعها، كل اسبوع اليوم وغدا وبعد غد وبعد شهر واثنين وسنة ويمكن سنتين وهي الان تنتظر المَنْ من السماء! فهل تقدرون يا محاكمنا الكنسية من ذلك؟ ام تتركوها مع آلاف الحالات للمجهول والمصير المؤلم؟

ننتظر اجراءاتكم ونحن نتعاون كلياً معكم! دمتم للحق ولنا عودة

سيكون نشر هذه الحلقة محدود جداً لحساسيته

shabasamir@yahoo.com

www.icrim1.com

You may also like...