أسقف سوري: المسيحيون عاجزون والصراع في طريق مسدود

الفاتيكان (15 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء


قال أسقف سوري إن “المعاناة التي نعيشها كبيرة ونحن نشاهد هذه المأساة بلا حول ولا قوة، لحسن الحظ إن قداسة البابا بندكتس السادس عشر يملأ الفراغ من خلال مطالبته بالسلام والعدالة والحوار والمصالحة”، تعليقا على مرور عام على الأزمة السورية

وفي رسالة بعث بها إلى وكالة (فيديس) الفاتيكانية للأنباء الخميس، أضاف رئيس أساقفة دمشق للموارنة المطران سمير نصّار أن “ما بدأ على شكل مظاهرة صغيرة في الجزء الجنوبي من سوريا في الخامس عشر من آذار/مارس العام الماضي، تحول الآن إلى أزمة تكتنف كل مدن البلاد”، وفي “مواجهة أزمة نمت في غضون سنة من مستوى محلي إلى إقليمي، أصبحت سوريا منطقة صراع دولي”، والتي تهدد مخاطرها السياسية والعسكرية والاقتصادية، بإعادة تشكيل مستقبل البلاد” حسب قوله

وأشار المطران نصّار إلى أن “الصراع يسير في طريق مسدودة، فمن جهة هناك قوة مركزية قوية ترفض التنحي”، ومن الجهة الثانية “انتفاضة شعبية لا تظهر أية علامات للتراجع، على الرغم من شدة العنف”، لافتا إلى أن “هذا الصراع الذي يشل البلاد، ألقى علينا أيضا بتبعات عقوبات اقتصادية وتضخم وانخفاض في قيمة العملة المحلية بنسبة 60٪، وزيادة البطالة والدمار وتشريد السكان وضحايا بالآلاف”، وتابع أن “الشعب يخضع لضغوط هائلة ومعاناة شديدة تنمو على مر الزمن”، فضلا عن “تنامي الكراهية والانقسام وزيادة البؤس، في ظل غياب أعمال الرحمة والمعونات الإنسانية”، معربا عن قلقه العميق من “سوريا يبدو وكأنها ترزح تحت وطأة هذا المأزق القاتل” وفق تأكيده

أما بشأن حالة المسيحيين، فقد أشار رئيس الأساقفة إلى أن “الجمود الحالي يثير قلق المؤمنين، الذين في نهاية كل قداس يودّع بعضهم البعض انطلاقا من شعورهم بمستقبل غير مؤكد”، لافتا إلى أن “إغلاق السفارات في دمشق حال دون إمكانية الحصول على تأشيرات من أجل الحد بشكل كبير من إمكانية مغادرة البلاد”، وأردف “في هذه اللحظة من الكرب العظيم والانقسام، غدت الأسرة الملجأ الوحيد لضحايا الأزمة فهي بمثابة درع يضمن بقاء المجتمع والكنيسة”، لهذا السبب “وأمام هذه المأساة، شاءت الكنيسة أن تركز اهتمامها وصلاتها على العائلات، وتوفر لها كل مساعدة ودعم ممكن” حسب قوله

واستدرك الأسقف الماروني قائلا “لكن الأزمة لا يبدو أن تقترب من نهايتها، بل تزداد قوة العاصفة باستمرار ولا يمكن رؤية نهاية النفق”، متسائلا “أنّى ستذهب سوريا وماذا سيحل بها؟”، وختم بالقول “يعيش المسيحيون الصوم الكبير في صمت ويدين خاويتين وقلب مثقل، وعيونهم تتجه نحو المسيح ليقود خطانا على طريق الغفران والسلام” على حد تعبيره

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *